كان ولا يزال القلم وسيلة فعالة لبناء الفكر وتطور المجتمعات إذ حضي الكُتاب باحترام الجماهير والقراء ولطالما أيدت الاراء كثير من الأطروحات الراقية ونالت النجاح والتألق لما حوته من منطقية وأدب رفيع كونها تنطق بمعاناة الشارع وتعبر عنه بطرح أدبي مميز، وفي هذا المجال لكل كاتب اسلوب يميزه عن الآخر .
لكن في هذه الايام وبعد ان طرأ تطور في اساليب الطرح بدأ بعض الكُتاب بالشذوذ عن القواعد الاخلاقية فأمسى بعضهم كقرود (شامبانزي) يتقافزون لاستعراض مهارات قلة ادبهم باستخدام الفاظ لا تليق ان تُضمن في مقال لكاتب من المفروض انه محترم، فصيروا من اقلامهم اضحوكة، إذ قرأت ذات مرة عمود لكاتب في احدى الصحف بلغ عنوانه من البذاءة حد اني اخجل ذكره.
فلم البذاءة والتدني بمستوى الطرح ، لعل القصد من ورائه نيل الاعجاب والظهور بأنه كاتب متميز وجرئ؟… فكل الاسف إذ اصبح القلم وسيلة للشهرة والتميز على حساب الاخلاق، فالاحرى بالكاتب ان يحترم مهنته وكل ما سبقه من تراث ادبي مُشرِف وان يتجنب الانحدار بمستوا الطرح والنزول بذائقة المتلقي الى حضيض الكلام ، فالكاتب وجيه عليه احترام وتقدير وجاهته بين الجماهير وإيفائها حقها.
ومن جهة اخرى فمن المؤلم ان نرى جمهوراً كبيراً يلتف حول كاتب بذيء الكلام ضحل الاسلوب في حين وجب نبذ هكذا اساليب متدنية وعدم السماح لها بان تعيث فساداً في ذائقتنا الادبية، فللحفاظ على السلامة الفكرية علينا تمييز الطرح الهادف وانتقائه بعناية كما ننتقي الطعام الطازج من الفاسد .