لم يعد خاف على احد ، ان مسؤولية معاونية ايران والشمال ( المعاونية الخامسة في الاستخبارات العسكرية العامة ) التي تشكلت عام ١٩٨٧ كان يديرها وفيق السامرائي ، ومن المعروف ان هذه المعاونية كانت مسؤولة مسؤولية مباشرة عن متابعة ورصد فعاليات ، وجمع المعلومات عن ايران والأحزاب المتعاونة معها، وتقديم المقترحات اللازمة لمعالجة الأهداف الحيوية التابعة لها ،من تجمعات المتمردين الأكراد التابعين لحزبي الاتحاد الكردستاني ( الطالباني ) ادلاء الخيانة ، والحزب الديمقراطي الكردستاني ( البرازاني ) سليلي الخيانة وفيلق الغدر الإيراني ٩ بدر وقادته خلال حرب الثمان سنوات .
ان من صلب واجبات شعبة الشمال التي يديرها وفيق السامرائي ، هي تعقب واستهداف الحزبين المذكورين وقياداته لاصطفافهما مع ايران في الحرب .
اقترح وفيق بعد احداث صفحة الغدر والخيانة واستعادة الأمن في محافظات شمال العراق بتصفية قيادات الحزبين الكرديين خلال خط سيرهم الى بغداد لإجراء المفاوضات مع الحكومة عام 1991 او بوضع السم لهم في الطعام اثناء الزيارة ، حيث ان رئاسة الجمهورية – السكرتير ، أوكلت وفيق السامرائي باستقبال أعضاء الوفد وان يكون مشرفا على اسكان وإطعام أعضاء الوفد الكردي في احد دور الضيافة التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية العامة بمنطقة العطيفية خلال مدة زيارتهم لبغداد ، ورفض المقترح من الرئيس حينها وزجره بشده وبخط يده وقال له ( هذه ليست اخلاقنا يا وفيق فقد أعطيناهم الأمان ونحن لا نغدر بضيوفنا ، لنعطي فرصة للمفاوضات الجارية لإعادة الأمن والسلام لشمال العراق )
بقي وفيق مديرا الاستخبارات وكالة لمدة ٣٥ يوما للفترة من (١٠نيسان ١٩٩١ولغاية ١٥ أيار ١٩٩١ من العام نفسه ) ليقوم بأقذر الاعمال بتصفية ضباط المديرية الذين يعرفون حقيقته بإحالتهم على التقاعد ونقلهم خارج الاستخبارات بحجة عدم ولائهم للرئيس كونهم من ( العجم ) كما كان يسمي ضباط الجنوب ، ليأتي امر الرئيس وبخط يده بعد ٣٥ يوما من تعينيه كمدير الاستخبارات (وكالة)
( يطرد وفيق السامرائي من الاستخبارات العسكرية والقوات المسلحة ، من لم يكن وفيا حريصا على ولي نعمته لا يحرص على العراق العظيم ).
كان مسعود بارزاني خلال المفاوضات اكثر جدية من جلال طالباني ويسعى الى التوصل لاتفاق مع الحكومة على عكس جلال الذي كان يماطل في المفوضات بدفع من الأمريكان والايرانيين وضغط من قوات المطرقة التي احتلت شمال زاخو لاقتطاع الشمال لإفشالها
( هذه المفاوضات و مفاوضات العراق مع قوات المطرقة سنخصص لها مقالا منفصلا ان شاء الله ) . استمرت المفاوضات تلك بحدود سنتين .
بقي وفيق في سامراء منذ يوم طرده من القوات المسلحة والاستخبارات في ١٥/أيار ١٩٩١يعمل في محل للبقالة في عمارة يملكها وسط سامراء ( من مكرمات الرئيس التي اغدقها عليه خلال خدمته ) فقبل دخوله للجيش وتنسيبه للعمل في للاستخبارات يعرف جميع أهالي سامراء حالته المادية الضعيفة ويذكرون الحاج عبجل الحايج رحمه الله الذي تنكر لاسمه وفيق وغيره الى عجيل وهذا ليس بعيب ( اي عمل ولده وضعف حاله ) لكن عقدة النقص والحاجة بقت تلازمه)
و لم يكن وفيق على خلاف مع النظام كما يدعي ، ولم يستهدفه النظام مطلقا ، فقد قضى حياته من أشد الصداميين في الاستخبارات وأكثرهم رياء وخضوع منذ ان كان برتبة ملازم لأي مراسل يعمل مع الرئيس واغدقت عليه الدولة الكثير من التكريم والذي لم يحصل عليه اقرانه ، وما سبب هروبه عام نهاية عام ١٩٩٤ الا لانه خسر المكرمات وكشفت القيادة تملقه وصعوده على اكتاف رفاقه ومن ثم الغدر بهم بتقارير كاذبه هدفها ايصالهم لحبل المشنقة كطبيعة في جيناته المريضة فجاء امر الرئيس بطرده لينهي طموحه وحبه للتسلق بأي طريقة كانت بعد ان صفى أملاكه من عقارات ومزارع حصل عليها كهدايا من الرئيس .
لم تؤمن الحدود بين كركوك ومحافظات الشمال بشكل كامل بعد انسحاب القطعات من محافظات الشمال الثلاث خصوصا بعد فشل المفاوضات بين الوفد الكردي والحكومة وقرار القيادة سحب قطعات الجيش ودوائر الدولة من محافظات الشمال الثلاث الى كركوك بعد حوادث القتل والغدر لعدم قدرتنا على تأمينها بسبب الحصار الاقتصادي ، لهذا كان هروب وفيق بصورة سهلة بعد ثلاث سنوات من طرده من الجيش وعودته للسكن في سامراء من غير تحديد لإقامته من قبل الدولة ، فلم يكن يعني شيئا في حسابات الدولة لذلك لم تضعه تحت مراقبة مستمرة من اجهزة الأمن ، ولو كان كذلك لما استطاع الافلات منهم، او لوضع تحت الإقامة الجبرية كما حصل مع مسؤولين اخرين.
وجد الأمريكان وجلال الطالباني ضالتهم في وفيق السامرائي واستقبلوه خائنا في شمال العراق وطبلوا اعلاميا بانه مدير الاستخبارات الذي ترك المنصب من ذات نفسه معارضا للنظام للوقوف مع الشعب والحقيقة ان هروبه جاء بعد ٣ سنوات من طرده من الجيش والاستخبارات وركنه على الرف كبقال في سامراء.
وجاء الاحتلال وعاد وفيق تحت البسطال الامريكي بعد ان جزءا من مخطط الاحتلال برفقة جلال الطالباني بعد ان تم فرضه من قبل الأمريكان والموساد الاسرائيلي على مؤتمر لندن الخياني الذي بصم المشاركون فيه على تمزيق العراق وحل جيشه وتقسيمه الى عدة دول، فكل ما يحصل الان هو متفق عليه من قبل المشاركين بذلك المؤتمر سئ الصيت ، وفي بغداد عمل مراسلا لجلال كمستشار أمني؟ ولا اعلم ما الربط بين ترتيبات أمن شخصي وبين خبير علوم الاستخبارات ! ليتباهى ويفتخر بانه استطاع تأمين منزل جلال الطالباني في الجادرية المغتصب من أهله أصلا .
بعد منحه رتبة فريق اول من بريمر ، قام بالتنسيق مع جلال الطالباني بالاتصال بضباط الجيش السابق بحجة إعادتهم الى الخدمة ،فاستطاع الايقاع ببعضهم وعمل البعض معه رغم انهم اقدم منه رتبة وعمرا !! ، والبعض الاخر تمت تصفيته بدلالة وفيق من خلال معرفته أماكن سكناهم وتمكن الاخرون مجاراته حتى تأمين أهليهم والخروج من العراق ، فاستثمر هذه الاجتماعات للحصول على كميات كبيرة من أموال الرئاسة لحسابه الخاص وتعيين ولديه نوار و محمد بصفة ضباط دمج برتبة رائد في مقر الرئاسة
بدءت محاكمة ضباط جيش العراق بما يسمى بقضية الانفال ( وهي معركة من معارك جيش العراق خلال الحرب العراقيه الايرانية ) والتي أرادوا بها شيطنة النظام وفبركتها وكأنها إبادة ضد شعبنا الكردي ، ولعلم الإيرانيين بدور وفيق فيها كونه مسؤول ملف ايران والشمال ، اصروا على تقديمه الى المحاكمة ، وفي ذات الوقت اصر مسعود البارزاني على ذات الامر بعد مطالبات شعبية كردية بتقديمه الى المحاكمة خصوصا بعد ورود اسمه على لسان الفريق اول الركن حسين رشيد معاون رئيس اركان الجيش في المحاكمة من ان ( اي معركة تعتمد على تقرير الاستخبارات وبإمكانكم سؤال مستشار الرئيس الأمني معد هذه التقارير المعروضة أمامكم ان كانت موجهه ضد الشعب الكردي ام ضد ايران والمتعاونين معها) ، فازداد الضغط على جلال من قيادات حزب مسعود بتقديم وفيق الى المحكمة ،وبترتيب مع احد القضاة ( سنذكر قصته في وقت لاحق ) أصدرت المحكمة (بيان) بتبرئة وفيق من كل القضايا التي تنظر بها المحكمة الجنائية رغم انه مدير شعبة ايران والشمال اثناء عمليات الانفال وتم تكريمه بوضعه مديرا للاستخبارات وكالة بعد احداث صفحة الغدر والخيانه !
جلال الطالباني يعرف ان يوما ما سيحتاج الى لسان ناطق بالدولار فقام بترتيب هروب وفيق السامرائي مرة اخرى الى لندن وتكريمه بشراء فيلا له هناك ومحلات بيع الملابس التنكرية لولده محمد في أغلى شوارع لندن .
ولم ينسى وفيق كعادته الحقودة ان البارزاني سبب اقصاءه مرة اخرى وخروجه من العراق ، فيقوم الان باستهدافه في كل لقاء تلفزيوني بهلواني بالفصل بين البيشمركة الموحدة الان في الشمال بتسميتها بيشمركة غرب كردستان وبيشمركة شرق كردستان مستغلا الاحتقان الشعبي لابناء الجنوب بتأليبهم على مسعود ورفع اسم جلال صاحب الفضل عليه . ومغازلة للمالكي وتوجهات الحكومة الجديدة فيما بعد بالعزف على عَصّب التوتر بين الشمال وبغداد في قضايا الخلاف بطريقته المعروفة.
سيستمر وفيق بكل لقاء بهلواني باستهداف كل من يعتبرهم أعداءه متخفيا بحب العراق الزائف الذي خانه قبل ان تكون الخيانة عارا ! وسيبقى يتملق لكل من يعتقد انهم يمتلكون السلطة والمال التي يعشقها ان كانت الحكومة ، مليشياتها ، او حتى ايران وهادي العامري الذين كانو يوما ما من صلب اختصاصه بتدميرهم والقضاء عليهم ، فللمال والحقد ، تأثيرها في حياة وشخصية وفيق السامرائي المصاب بعقدة القيادة وحلم الوصول للخط الاول الذي لم يصله في حياته ، حتى وان كان ضمن قيادة الشيطان .
فستبقى تلك العقد طافية على شخصيته حتى اخر يوم في حياته.