مع فوز السيد دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية وبرغم عدم وضوح فريق العمل الذي سيختاره في ادارته ، الا ان جميع حكومات العالم تسعى للتعرف على الاقل على الخطوط العامة للسياسية الامريكية المقبلة في التعامل مع القضايا الدولية المختلفة.
الكورد بوصفهم شريكاً اساسياً مع الولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب ، سبقوا معظم دول المنطقة للتعرف على السياسة الامريكية ازاء منطقة الشرق الاوسط وخاصة حيال مستقبل القضية الكوردية ومن هذا المنطلق زار واشنطن بداية الاسبوع الجاري وفد رفيع المستوى من حكومة الاقليم برئاسة السيد مسرور بارزاني مستشار مجلس امن اقليم كوردستان ، لتقديم الشكر والتقدير لأدارة الرئيس اوباما لدعمها الكورد سياسيا وعسكريا في الحرب ضد الارهاب وايضا لقاء بعض الشخصيات المقربة من الرئيس دونالد ترامب ، لتحديد مجسات مدى الدعم الذي ستقدمه الادارة الامريكية الجديدة للاقليم ومستقبل المنطقة بعد دحر داعش الارهابي عسكريا.
وعند تواجده في واشنطن التقى الوفد الكوردي ، نائب وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الذي اكد اهمية العلاقات بين واشنطن واربيل و سبل تطويرها.
كما اكد بيان أصدره مكتب بارزاني عن بلينكن أنه دعا إدارة ترامب إلى مواصلة دعم الكورد وقوات البيشمركة التي تخوض حربا شرسة ضد تنظيم داعش الارهابي ، داعيا الادارة الجديدة الى تعزيز دعمها الاقتصادي والعسكري لأقليم كوردستان وقوات
البيشمركة بوصفها حليفا اساسيا لواشنطن.
من جانبه شدد السيد مسرور بارزاني على إنه يجب وضع خطة لإدارة الموصل لمرحلة ما بعد دحر تنظيم داعش الارهابي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الكورد والأمريكيين شركاء في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي الذي لا يزال يحتل مساحات في كل من العراق وسوريا.
كما اجرى الوفد لقاء مهما مع مساعدة نائب وزير الدفاع الامريكي اليسا سلوتكين ، حيث اكدت المسؤولة الامريكية ، ان الكورد حلفاء اساسيون لأمريكا ولايمكن لواشنطن اتمام المهمة من دون التعاون الكوردي ، مؤكدة ضرورة تنفيذ وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) الاتفاقات الموقعة مع وزارة البيشمركة.
والتقى السيد مسرور بارزاني والوفد المرافق له ايضا مع مسؤولي مركز التنمية الامريكي ، حيث تبادل الطرفات وجهات النظر بخصوص المباحثات بين اربيل وبغداد بهدف ضمان حقوق الكورد في المنطقة.
من جانبه اكد رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان السيد فؤاد حسين الذي يرافق الوفد الزائر لواشنطن في تصريح لفضائية كوردستان 24 ، انه عن طريق اللقاءات مع الساسة الامريكيين ، لوح الجانب الامريكي الى استمرار دعم الادارة الجديدة لاقليم كوردستان والتحالف بين اربيل و واشنطن.
ولفت حسين الى ان كل المؤشرات تصب باتجاه تعزيز الدعم الامريكي للكورد ولقوات البيشمركة في المرحلة الرئاسية الامريكية المقبلة.
وجدد ميك بينس ، نائب الرئيس الامريكي المنتخب ايضا في اتصال هاتفي مع رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني ، دعم الإدارة الأمريكية الجديدة لشعب كوردستان, مثمناً دور البيشمركة في دحر الأرهابيين.
الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتسلم مهمة الادارة الجديدة رسميا في منتصف شهر كانون الثاني المقبل، اكد في كلمة القاها في ولاية كارولاينا الشمالية التي زارها ضمن اطار جولة الشكر للولاية الامريكية الاكثر تصويتا له في انتخابات 8 تشرين الثاني الماضي ، ان الادارة الجديدة ستكف عن انتهاج سياسة اسقاط الانظمة في الدول الاخرى ، في حين ستركز على استمرار الحرب ضد الارهاب حتى هزيمته بشكل كامل ، كما شدد ترامب على ان اية دولة تشارك في معركة مكافحة الارهاب ستعد شريكا للولايات المتحدة وهذا الكلام يظهر جليا اذ ان الادارة الامريكية سوف تستمر بدعمها لاقليم كوردستان بوصفه الشريك الاساسي لها في الحرب ضد الارهاب.
كما اكد الرئيس الامريكي المنتخب ان بلاده ترغب في تعزيز صداقاتها القديمة وبناء صداقات جديدة لتحقيق الاستقرار والتوازن في العالم.
من مجمل ما تم استعراضه بشأن نتائج اللقاءات والحوارات التي اجراها السيد مسرور بارزاني مستشار امن اقليم كوردستان والوفد المرافق له ، يمكن استنتاج ان سياسة واشنطن في ظل حكومة ترامب تجاه العراق بشكل عام واقليم كوردستان بشكل خاص لن تشهد تغييرا يذكر، وستستمر تلك الادارة بدعم جميع قوى المجابهة ضد الارهاب ، فضلا على دعم اربيل وبغداد لحل الخلافات العالقة.