في الوقت الذي يخوض فيه أبناء الشعب العراقي حربا طاحنة ضد جرذان داعش ومن يقف خلف تمددهم، وفي الوقت الذي يتعرض فيه أبناء الشعب العراقي الى اشرس هجمة اعلامية بدوافع طائفية تقودها مؤسسات واطراف عربية تقف في مقدمتها ماكنة الاعلام الخليجية وافلاس مؤسسة الازهر السنية ،يحاول الكرد استغلال الوضع الاعلامي المعبأ بحقد طائفي للحصول على مغانم مادية ومعنوية دون اي خجل او مراعاة لظروف العراق وحق المواطنة والمواقف الموحدة.
اخر ما رشح عن الكرد من تصرفات وافعال واقوال سلبية هو اعلان مسرور بارزاني عن مخاوفه من الحشد الشعبي الشيعي الذي يحقق انتصارات باهرة في صلاح الدين القريبة من كركوك وفي الانبار كونه اخطر من الدواعش .
تصريحات نجل مسعود لم تاتي من فراغ انما لها اسبابها ولها ثمنها فهم”اي الكرد” لا يتحدثون الا بمقابل وما سيحصل عليه مسرور من عطاء سيكون مجزيا ماديا ومعنويا،لكنه في الوقت ذاته فان تصريحات المسؤول الكردي تكشف عن حجم القلق والرعب والخوف الذي يعيشه مسرور وعائلة بارزاني التي واصلت نهجها في طعن العراق وفي اضعاف جيشه والتامر عليه.
ان مسرور وان كان مسؤولا كبيرا في حكومة كردستان وبالوراثة الا انه بكل تاكيد لن يفهم لعبة تبادل الادوار والنمو والتطور والنشوء التي لم تصل اليها دولة كردستان الموعودة بعد، بسبب صغر سنه وقلة خبرته وتراكم احقاده ولهذا فان كل ما يرشح عنه انما هو استمرار للمواقف اليومية التي تعبر عنها اربيل في تعاملها مع بغداد.
ان تصريحات مسرور الطائفية والمعبأة بالخوف من خطر وقوة الحشد الشعبي انما هي رسالة واضحة ومتكررة من رغبة الاقليم في اضعاف المركز من اجل التوسع وتحقيق الاحلام التوسعية والتي لم ترى النور بعد.
ان احلام الكرد في الاستقلال لا تصطدم برغبة اكثرية ابناء الشعب العراقي لان هذه الاكثرية لا ترى في الكرد حليفا نزيها ومخلصا بل تنظر اليه وكانه أرضة خبيثة لا تتوقف عن استنزاف موارد ابناء الاكثرية رغم كل ما قدمه ابناء الاكثرية للكرد من خدمات وحماية وايفاء بالعهود.
ان اكثر ما يقلق مسرور هو قوة الحشد الشعبي وما تمثله هذه القوة من تحد لطموحات الكرد التوسعية في كركوك وفي مناطق ديالى والموصل.
ان حسابات الكرد لم تعد كما كانت عليه قبل بروز قوة الحشد الشعبي بل اصابها الخوف والقلق لان حسابات اربيل كانت محسوبة على اساس ضعف الجيش وكانت الطموحات تتجاوز كل سطوة الجيش والحكومة العراقية.
مسرور ليس غبيا لكنه مرعوبا عندما اعتبر ان الحشد الشعبي اخطر من داعش لانه يعلم ان احلامه واحلام ابيه لن يكون لها امل في التحقق على الواقع طالما استمرت سطوة وقوة الحشد الشعبي.
مسرور ربما اراد ان يقول ان داعش جزء منه وان امكانية التعامل معهم وتوجيههم امر وارد اما الحشد الشعبي الشيعي فلا يمكن التعامل معه بالطريقة التي يريدها انما بالطريقة التي يريدها الحشد فقط.