23 نوفمبر، 2024 3:04 ص
Search
Close this search box.

مسرحية طرد القوات الاجنبية من العراق

مسرحية طرد القوات الاجنبية من العراق

منذ فترة محددة، ولاسيما بعد أن تزايدت وتواترت التقارير المختلفة في وسائل الاعلام حول إحتمالات توجيه ضربة عسکرية أمريکية للنظام الايراني والدور المرتقب للقوات الامريکية المتواجدة في العراق في ذلك الامر، فإن دعوات أحزاب وتيارات وشخصيات سياسية شيعية محسوبة على النظام الايراني أو تابعة لها، تتزايد من أجل إخراج القوات الاجنبية في العراق، ولاريب من إن المعني بهذه الدعوة هي القوات الامريکية التي کانت بالاساس السبب الرئيسي لجعل هذه الاحزاب والشخصيات تسيطر على زمام الامور في العراق، ولولاها لکانت الان تتسکع وتنشغل ببيع المسابح والخرز وخواتم جلب الحظ في شوارع وأسواق قم وطهران!
يقول هادي العامري، المنافس الاکبر لنوري المالکي من حيث تبعيته وإنقياده للنظام الايراني:” لا نقبل تواجد لاي قوات اجنبية على ارض العراق حتى لو كانت للتدريب عدا القوات الايرانية فهي جاءت بموافقة الحكومة واحزابها الشيعية والسنية”، أما حزب نوري المالکي، أي حزب الدعوة”الحزب الذي جلب المصائب والبلاوي معه على العراق”، فيٶکد في بيان له:” رفض الحزب لتواجد اية قواعد وقوات اجنبية في العراق”، ويضيف في جانب آخر من البيان رابطا بصورة مشبوهة العراق بالنظام الايراني:” وجود قوة عسكرية مقاتلة هو خرق للسيادة العراقية والايرانية التي تحققت بتضحيات ابناء الشعب العراقي والحرس الثوري الايراني”، وهذا التهافت المقزز الذي نشتم منه عفونة العمالة والتبعية المفرطة، يسعى لإستخدام إنتهاك”السيادة الوطنية العراقية” کوسيلة من أجل تحقيق غاية تصب في صالح النظام الايراني، ولو کانوا هٶلاء وطنيين حقا فإنه کان يجدر بهم أن يدعوا الى خروج کافة القوات الاجنبية من العراق بما فيها القوات الايرانية والميليشيات العميلة التابعة لها والتي تمثل أداة لها من أجل تنفيذ مهامها المشبوهة في العراق.
تزايد حدة الدعوة الى إخراج القوات الاجنبية من العراق هي في الحقيقة مسرحية من تأليف وإعداد وإخراج النظام الايراني وتمثيل التابعين لها في العراق، وبقناعتنا فإن هناك هدفين رئيسيين من ورائه؛ الاول ضمان أمن النظام الايراني ودفع الخطر المحتمل المحدق به من وراء تواجد هذه القوات. أما الثاني وهو الاخطر، فهو إخلاء الاجواء لقوات النظام الايراني في العراق کي تقوم وبکل راحة وطـأنينة بتنفيذ مخططاتها في العراق بشکل خاص مشروع خميني الذي هو مشروع المصائب والمآسي على العراق والمنطقة، ولذلك فمن الضروري على القوى الوطنية العراقية أن تتحرك وتدعو إما لإخراج القوات الاجنبية کلها من العراق وفي مقدمتها قوات النظام الايراني أو لعدم الترکيز على قوات دون أخرى، فهذا هو الصحيح والذي تتحاشاه الاحزاب والشخصيات العميلة علنا وفي وضح النهار!

أحدث المقالات

أحدث المقالات