23 ديسمبر، 2024 1:41 ص

أزاح الكاظمي صباح يوم الأحد الستار عن مسرح المنطقة الخضراء ليظهر للملأ مسرحيته الجديدة تحت عنوان ( الضحية ) وأراد من خلال عرضها بهذا الأسلوب الكوميدي الساخر تحقيق أهداف كثيرة ، الهدف الأول التغطية على الجريمة التي أمر بها باستهداف المتظاهرين السلميين وما رافقها من استشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين الرافضين للتزوير الحاصل في الانتخابات الأخيرة . والهدف الثاني لخلق أزمة جديدة يعتقد أنها قادرة على نسيان ما حصل في الانتخابات من خروقات كثيرة واجبار المعترضين على القبول بنتائجها . أما الهدف الثالث ، فهو يريد اظهار المعترضين وأنصار المقاومة الشريفة بأنهم متمردون وأصحاب سلاح منفلت ، وأنهم لا يحترمون هيبة الدولة ولا هيبة القوانين . والهدف الرابع فهو يبحث عن فرصة جديدة لولاية ثانية من خلال هذه المسرحية التي يظن أنها سترفع من قيمته الفنية في الأسواق الداخلية والخارجية . واذا صدق بعض أصحاب العقول الفارغة هذه المسرحية فلايمكن أن يصدقها أي عاقل وأي محايد ، لأن المقاومة تدرك تماما أن بقاء الكاظمي على هرم السلطة التنفيذية قد انتهى ، ولا يمكن لهذا الرجل أن يعود للسلطة ( كما هو يحلم ) . وعليه فان المقاومة وأنصارها لا يحتاجون الى مثل هذا الفعل ، بلْ انهم يرون أن استهداف الكاظمي سيزيد من تعقيد المشكلة أكثر وليس في صالحهم . ولو أرادت المقاومة الثأر لدماء شهدائها لأختارت أساليب أخرى مضمونة النتائج وليس من خلال طائرات مسيرة . ويبدو أن الكاظمي استفاد من منصبه السابق ( مديرا للمخابرات ) وتعلم كيفية تأليف واخراج المسرحيات والأفلام الهوليودية ( أفلام الأكشن ) ويبدو أيضا أن مستشاريه يملكون نفس غبائه ، لأن العراقيين الشرفاء تعودوا على سماع أو مشاهدة مثل هذه المسرحيات منذ أيام البعث وأيام صدام حسين ، وليس من السهل اقناعهم على تصديقها . والملفت في هذا الأمر أن المستنكرين بشدة للاعتداء ( المزعوم ) هم أنفسهم الذين يقفون مع الكاظمي في تزوير الانتخابات ، ويقفون معه في مواجهة قوى المقاومة ، ويقفون معه من أجل التطبيع مع الكيان الصهيوني . وعلى الكاظمي أن يفهم جيدا وألاّ يذهب بأحلامه بعيدا ، أن مسرحيته هذه وأية مسرحية أخرى ربما سيقوم بها لاحقا لن تحقق هدفا واحدا من أهدافه ، ولن ( وألف لن ) تتغير مواقف الشجعان الأبطال الرافضين للذل والمهانة وللاستسلام لأجندات المثلث الأمريكي الصهيوني الخليجي .