22 ديسمبر، 2024 10:48 م

مسرحية جديد كتبتها المخابرات الأمريكية
وابطالها من ورق هم قسد وداعش يبدو
ان مسرحية منطقة البازغو في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق ما زالت تتوالى فصولا

ففي الفصل الأول منذ حوالي مدةمن الزمن تولى الإعلام الوحدات الكردي عرض مشاهد المعركة عبر كافة وسائل الإعلام من جانب واحد حيث بدأت واحدت الكردية مع القوات الأمريكية باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة مستهدفين مواقع ومراكز وأماكن تجمعات مقاتلي داعش محققين إصابات مباشرة وموقعين عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجماعات الإرهابية وبدت مؤشرات الغلبة واضحة لقسد حيث تمكن مقاتليه من حسم المعركة لصالحهم في فترة زمنية لا تتعدى الأسابيع القليلة استطاعوا خلالها من السيطرة على معظم المنطقة التي كانت تهيمن عليها مدفعية الجيش الأمريكي من خلال إستخدامه لراجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة من دحر هؤلاء الإرهابيين وإنزال الهزيمة فيهم وحصرهم في مساحة جغرافية لا تتعدى بضع كيلومترات مربعة.

وحسب المعطيات الميدانية التي كان الإعلام قسد يروجها فإن قسد كان بمقدوره وبكل سهولة القضاء على هذه الجماعات الإرهابية وعلى قيادتها وأميرها الملوثة
ولأسباب مريبة وغامضة ولا زالت غير واضحة وربما لإرتباطها بحسابات إقليمية فإن قسد دخلت مع داعش بمفاوضات برعاية أمريكا أفضت إلى إتفاق تم بموجبه خروج وتسليم هؤلاء الإرهابيين مع عوائلهم إلى العراق . الأمر الذي يعتبر في الحسابات العسكرية إنتصارا لهم بخروجهم سالمين مع تنفيذ شروطهم بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من معركة القضاء عليهم إلا أن قسد تعامل مع هذا الفصل المسرحي الذي قضى بتحرير قسد على أنه إنتصار أضافه إلى سلسلة إنتصاراته السابقة.
حتى وإن تم ذلك بالتفاوض مع جماعات تكفيرية كان يدعي في الماضي أنه انخرط في الحروب لقتالهم والقضاء عليهم في ما أطلق عليه بالحرب الإستباقية . ومحاولة الكاتب بهذه المسرحية تمكينهم من النفاذ إلى داخل العراق وممارسة نشاطاتهم الإرهابية. وبالأمس تم عرض الفصل الثاني وتضمن مشاهد لترحيل 125 مسلحا من داعش في قافلة باصات من مخيمات البازغو في دير الزور باتجاه العراق وتم ذلك بإشراف ورعاية وتسهيلات وحدات من مقاتلي قسد والجيش الأمريكي وأنجزت عملية الترحيل بسلام ودون أية عراقيل. ولم يعد خافيًا إلا على البسطاء أن ما جرى في البازغو يندرج في إطار فصول من صفقة بين قسد والجماعات الإرهابية برعاية امريكي تتناسب مع حسابات الطرفين وذلك لتغطية خسائر النفوذ امريكا في سوريا .
ليس خافياً أن المرحلة التي يجري رسم خطوطها ومعالمها في المنطقة اليوم، هي مرحلة ما بعد نهاية تنظيم داعش، حيث مختلف القوى الإقليمية والدولية تتحضر لهذه المرحلة. المحور الأمريكي ينشط على هذا الخط داعش بشكل يعيد فيه ترتيب الأعداء والخصوم والأصدقاء والحلفاء، خصوصا أن أمريكا التي استنفدت ورقتها داعش إلى الحد الأقصى، باتت اليوم مع توقع نهاية مسرحية تنظيم داعش تدرك أنّ هذه الورقة ستتراجع قوتها .