اصبح من الثابت ان اغلب الازمات في المنطقة اما مصطنعة او تحت السيطرة ومن يتحكم بها ويملك مفاتيحها هو الاقدر على توجيها وفق مصالحه وغاياته لذلك نجد ازمات العراق معروفة النتائج سلفاً ومحسومة لصالح اللاعب القوي في المنطقة والعالم وكل ما يدور هو لزيادة المتعة والترويج لبضائع كاسدة ومتعفنة وجدت لها سوق رائج من المتبضعين السذج والجهلة ممن لا يفكر او يربط الاحداث وينتفع من التجارب السابقة ولا ياخذ العبرة منها فنجده يقع في شباكها لانه لا يقبل النصح والارشاد!! ونريد التحدث عن ازمة كردستان العراق نريد ان نذكركم بمقال سابق لنا وصفنا فيه ما يجري من إستفتاء الكرد (بمسرحية) تم كتابة فصولها في دوائر الدول الكبار والجوار!! وما قامت به حكومة بغداد هو تنفيذ ما تم وفق مصالح كل الاطراف المعنية بالشان العراقي ولا يمكن فصل او عزل ما يدور في المنطقة الساخنة والتي يمثل العراق فيها قطب الرحى, لذلك نقول ان مسرحية الاستفتاء تم كتابة نصها وتوزيع الادوار فيها وحتى الجمهور تم إعداد المسرح له لاستيعاب اكبر عدد من الحضور, وإلا نكيف يصدر من مقاتل شرس ومحاور عنيد مثل (مسعود البرزاني) هذا التصرف الاحمق الغير مدروس وغير المحسوب حتى يفرط بكل المكاسب التي حققها وقدم عليها دماء كبيرة ان يتصرف ويتجاسر على الكبار ودول الجوار بل يتمرد على الدولة التي منحته مكاسب لم يحلم بها ومررت له صفقات جعلت من (كردستان) في بحبوحة من العيش الرخاء ؟!! لكن نقول ان مسعود دفعه طمعه وإستعجال قطف الثمار قبل اوانها من دون مراعاة ضروف وتوازنات المنطقة وحساباتها الرافضة للانفصال والتقسيم والفوضى كل ذلك لم يمنع مسعود من دغدغة مشاعر الكرد وتاجيج القومية ونزعة الانفصال لديهم بعد ان اوشكت صفحة (داعش) على النهاية وقوة سلطة المركز وكذلك فكر مسعود بتنامي الانقسام السياسي وظهور احزاب رافضة لسلطة عائلة مسعود وفسادها وتغولها ! وخشيته من إقصاء عن السلطة التي فقد شرعيتها من دون الاتفاق على بقاءه من عدمه في كرسي الزعامة,كل ذلك جعل دول الجوار تفكر بمعاقبة مسعود وسحب البساط من تحت قدمه وكل ذلك ضمن الادوار التي تم توزيعها على الممثلين !! حتى نصل للمحصلة النهائية التي سنقول لكم ماهي , كون اللاعب الاكبر جالس في منصة الشرف يتابع ويراقب ويوجه عن بعد كما ترك للاعبين الصغار فسحة من الحركة المسيطر عليها والتي تعطي للمشاهد متعة المتابعة والتشويق لكن النص مكتوب ومفروغ منه , لهذا بادر اللاعبين الصغار من (تركيا وإيران) في الدخول على خط الازمة بدافع حماية الامن القومي وجرى تنسيق عال مع حكومة بغداد من مناورات ومشاورات و(صفقات) واللا عب الاكبر (الاميركي) يراقب ومطلع عليها بدقة, وهو يشاهد المطلوب الاول له في العالم ( قاسم سليماني) يتحرك في محور حمرين وتلعفر والميادين وسهل نينوى ومن ثم السليمانية واربيل ومراكز الرصد الاميركية تعرف وتتابع !! المهم مهد اللقاء المشترك للرئيس الايراني والتركي في طهران والذي حصل التحرك على ضوء هذا اللقاء ووصلت الرسائل للعبادي الذي استعد للاستفتاء وهو مطمئن ويصرح بخطاب هادىء وواثق من النتائج بعيدا عن تهديدات الكرد وإصرارهم على المضي بالاستفتاء, كون الاميركان يفكرون بمصالحهم التي تضمن لهم البقاء في العراق والتحكم به عن قرب من خلال الدستور الذي كتبوه والطبقة السياسية التي انيط مهمة تنفيذه كون الاميركان يعتبرون هذا الدستور سبب وجودهم وتواجدهم في العراق ولهذا يحرصون على استمرار الوضع ولهذا يخشى الاميركان من نفور الشعب من هذا الدستور ومن طبقته السياسية لهذا فكرت بهذه المسرحية لإعادة قوة السلطة بعد ان عادت للعراق بكرمل ترسانتها وقواعدها !!, ولهذا غضت الطرف على تصاعد الازمة بين المركز وبغداد وتركت اللاعبين الصغار يتحركون ضمن اطار محدد, فتحرك قاسم سليماني (عراب الازمة) عندما استغل نفوذه على (حزب الطالباني) واستطاع ان يقنعه بالانقلاب على مسعود مقابل وعود بمنح حزب الطالباني مكاسب سياسية واقتصادية في الاقليم المزمع تشكيله (كركوك حلبجة سليمانية) في وقت لاحق وبهذا تلقى مسعود خنجر قوي إعاد الصاع صاعين لحادثة سابقة في عام 1996 عندما استنجد مسعود بصدام حسين لضرب مام جلال !! وهذا ما تبين عندما سلمت (بيشمركة الطالباني) معسكراتها من دون مقاومة وعندما سلمت كركوك كانت الصاعقة التي نزلت على راس البارزاني , كل ذلك والاميركان لم يحركوا ساكن مما جعل العبادي يتشجع ويندفع لإستعادة المناطق (المتنازع عليها) ويتم التسليم بشكل دراماتيكي عجيب!! وهنا نصل للمحصلة النهائية التي وعدناكم بها وهي :
غطت ازمة كردستان على فساد الحكومة وغابت المطالب في فتح تحقيق حول هزائمها في تسليم المناطق الغربية (للدواعش)
زادت الرغبة الان للمشاركة في الانتخابات بعد ان تراجعت نبرة العزوف وهذا يمنح العملية السيااسية (قبلة الحياة)
الاميركان يريدون لحكومة بغداد ان تكون قوية حتى يضعونها تحالفهم ضد (الارهاب)
حاول الاميركان عدم إزعاج حليفهم التركي وعدم منحه فرصة التحرك العسكري داخل العراق
استدراج إيران لمستنقع العراق لمخطط يتم الاعداد له في الخفاء!