22 ديسمبر، 2024 5:06 م

منطقتنا عبارة عن خشبة مسرح تُعرَض عليها مسرحيات من فصل واحد وعدة فصول , تقوم بكتابتها وإخراجها قِوى إقليمية وعالمية ومحلية , ويمثل أدوارها أهل المنطقة , فبعضهم يمثلون وأكثرهم يتفرجون , والممثلون يقتل بعضهم بعضا والمتفرجون يقتل بعضهم بعضا , والمسرحيات تمضي عروضها بلا توقف وبعنفوان وإرادة تدميرية لا مثيل لها في تأريخ البشرية.
مسرحيات لا تنقطع فهي كالوابل العاصف بالوجود العربي منذ أن تأهل فيه الممثلون وتكاثر المتفرجون , وصار سوقا رائجة للمسرحيات الفتاكة المتنوعة الأسماء والأبطال والممثلين والمتفرجين , خصوصا بعد أن تم حشر الدين في فصولها ونالت الشهرة رموزها وأعلامها , الذين يقومون بتأدية الأدوار على أحسن ما يرام.
مسرحيات يقدمها ممثلون مخمورون بالأوهام والضلال , ويتفرج عليها جمهور أسكره البهتان , وتوحل بالتبعية والخنوع لهذه اللحية أو تلك , وتعبّد في محراب عمامة تكنز أفكا وتدعو للخطايا والآثام.
مسرحيات عربية -عربية , إقليمية -عربية , عالمية -عربية , إقليمية – إقليمية , عالمية – عالمية , إقليمية – عالمية , وما شئت وتصورت من التفاعلات التي تؤدي إلى هدف واحد لا غير , هدف واضح كالشمس في رابعة النهار , لكن العيون لا تراه , والأبصار لا تدركه , والعماء هو القانون الفاعل والمترجم لإرادة كتاب المسرحيات , وما يجب أن تكون عليه الأدوار , وكيف تكون كتابة السيناريوهات والأضواء , ومتى تفتح وتسدل ستائر الأدوار والأحداث.
فبعد أي إسدال لستارة هناك إنفراج لستارة , فكل مسرحية تمنح أفكارا وتحفز على كتابة فصول جديدة , وإختيار ممثلين آخرين وتقديمهم على أنهم نجوم وأقمار في سماء الويلات العربية المتواصلة العطاء والتفاعلات.
وها نحن على وشك أن نرقب إنتهاء مسرحية وإسدال ستارة , وخلف الكواليس هناك العديد من المخرجين المتحفزين لتقديم عروض جديدة لمسرحياتهم , بعد أن إختاروا الممثلين ودربوهم وصاروا على أهبة الإستعداد للقيام بتمثيل الأدوار المأساوية على واقع الحياة , التي تحولت إلى خشبة مسرح لسفك الدماء ومحق البشر بالبشر.
إنها مسرحيات , ولن تنتهي فصولها , ما دام الممثلون عرب والمتفرجون عرب , والقاتل والمقتول من العرب.
فهل سيستوعب العرب مناهج المسرحيات , ويمتنعون عن تمثيل الأدوار , ومقاطعة التفرج على مسرحيات جزرهم بأياديهم أجمعين؟!!