كتب تشيخوف 17 مسرحية في حياته , ويعد في الوقت الحاضر واحدا من اشهر كتٌاب الادب المسرحي في روسيا و العالم,وتقف اربع مسرحيات منها في طليعة ادبه المسرحي عالميا وهي( النورس) و(الخال فانيا) و(الاخوات الثلاث )و(بستان الكرز), ولكننا لم نجد في الدراسات العديدة والكثيرة عن مسرحه باللغة العربية قائمة دقيقة ومحددة لتلك المسرحيات كافة حسب تسلسل ظهورها الزمني , وقد طلب منٌي بعض القراء ان اقٌدم لهم ذلك , وهم على حق , ولهذا فاننا سنكرس هذه المقالة لذلك الموضوع , لاننا نتفق معهم, اذ ان المتابعين لادب تشيخوف المسرحي والمحبين له بحاجة الى مثل هذه القائمة المتسلسلة زمنيالمسرحيات تشيخوف للرجوع اليها بين الحين والاخر اولا, وكذلك من اجلتهيئة عملية دراسة هذا المسرح و تحليله بشكل موضوعي ودقيق وبالتالي استيعاب خصائصه و سماتهاستنادا الى خطوات تطوره التدريجي ثانيا , وهذه القائمة كمايأتي –
1- كتب تشيخوفمسرحيته الاولى عام 1878 ( كما يظن النقاد والباحثون), وكان عمره 18 سنة لا غير, ولم ينشرها , بل و لم يعلن عنها ابدا, وهكذا بقيت مطمورة ضمن مسودات كتاباته طوال حياته, وقد تم اكتشافها بعد موته بفترة طويلة نسبيا, وتم نشرها عام 1923, اي بعد 19 سنة من وفاته, ولم يضع تشيخوف لمسرحيته تلك عنوانا او لم يجدوه, لهذا تم نشرها بعنوان ( مسرحية بلا عنوان) ثم اطلقوا عليها تسمية اخرى وهي – ( بلاتونف) وهو اسم بطلها, ثم اطلقوا عليها تسمية اخرى وهي – ( بلا ابوة) او ( جيل بلا آباء ) كما جاء في بعض المصادر العربية, وذلك ارتباطا بمضمونها. هذه المسرحية كبيرة وفيها شخصيات كثيرة, وتتضمن احداثا, ولكن تشيخوف لم يحاول ان ينشرها او يعلن عنها في حياته, ويبدو انه كان غير واثق من نجاحها لانه كان في مقتبل عمره ليس الا, ولم يكن يمتلك تجربة في مجال الابداع المسرحي او الادبي بتاتا, وربما توجد اسباب اخرى لا نستطيع الان ان نحددها, ويرى بعض النقاد والباحثين انه من الضروري احترام ارادة تشيخوف في عدم نشرها, وبالتالي عدم اعتبارها ضمن مسرحياته الحقيقية, اذ انها تخطيطات اولية ليس الا لمسرح تشيخوف الذي سيتبلور لاحقا, وهو رأي جدير بالاخذ به ومراعاته واحترامه, ولكن شهرة تشيخوف قد أدٌت الى غير ذلك.
2 – المسرحية الثانية لتشيخوف ظهرت عام 1884 وكانت بعنوان – ( في الطريق الكبير ) وهي مسرحيةمن فصل واحد, ولم تسمح الرقابة في حينها بعرضها ,فاهملها, وظهرت لاول مرة عام 1914 في الذكرى العاشرة لوفاته باشراف اخيه ميخائيل تشيخوف وتم عرضها على خشبة المسرح وقابلها النقد سلبا, وكتبوا عنها انها لا تمثل تشيخوف – ( هذا ليس تشيخوف .. ),و – ( من الافضل لو ان تشيخوف مزقها ورماها …)
3 – المسرحية الثالثة له ظهرت عام 1886 بعنوان – ( عن مضار التبغ) او ( حول مضار التبغ ) أو (الاثار الضارة للتبغ) او ( ضرر التبغ ) كما جاءت في بعض الترجمات العربية, وهي مسرحية كوميدية من فصل واحد وتوجد فيها شخصية واحدة فقط وتعتمد على مونولوج هذه الشخصية ليس الا, ويمكن اعتبارها اول مسرحية حقيقية له.
4 – المسرحية الرابعة ظهرت عام 1887 بعنوان – (اغنية البجع) او (اغنية البجعة)او ( اغنية التم ) كما جاءت في الترجمات العربية, وهي مسرحية ذات فصل واحد,وقد اكٌد تشيخوف فيها على دور (فن الالقاء ) , ويشير احد النقاد الى ان الممثل لتلك المسرحية يجب ان يستخدم 12 نبرة مختلفة ومتباينة من هذا الفن, ولهذا فان تمثيل تلك المسرحية يتطلب مهارات عالية في فن الالقاء من قبل الممثل.
5 – المسرحية الخامسة ظهرت عام 1887 ايضا بعنوان – ( ايفانوف) وهي مسرحية باربعة فصول,ويرى بعض الباحثين والنقاد ان تشيخوف استخدم اجواء مسرحيته الاولى التي لم ينشرها في وقتها وعكسها في هذه المسرحية , ولهذا اطلقوا على تلك المسرحية تسمية ( بلاتونوف) اي استخدموا اسم بطلها, مثلما اطلق تشيخوف اسم بطل مسرحيته (ايفانوف ) على هذه المسرحية, وهي اول مسرحية لتشيخوف تعرض على خشبة المسرح .
6 – المسرحية السادسة ظهرت عام 1888 بعنوان – ( الدب ) وهي مسرحية كوميدية في فصل واحد , وقد أسماها تشيخوف –( نكتة )او ( مزحة )كما جاءت بالترجمة العربية.
7 – المسرحية السابعة ظهرت عام 1888 ايضا بعنوان – ( طلب زواج ) او ( عرض زواج ) او( خطوبة ) حسب الترجمات العربية , وهي مسرحية كوميدية في فصل واحد, وقد اطلق عليها تشيخوف ايضا تسمية – ( مزحة )
8 – المسرحية الثامنة ظهرت عام 1889 بعنوان – ( العرس) او ( الزواج ) او ( الزفاف ) كما جاءت في بعض الترجمات العربية, وهي مسرحية في فصل واحد اعتمد فيها تشيخوف على قصتيه القصيرتين ( عرس مع الجنرال ) و ( زواج وفق حسابات )
9 – المسرحية التاسعة ظهرت ايضا عام 1889 ايضا بعنوان – ( تاتيانا ريبينا ) وهي مسرحية في فصل واحد تكاد ان تكون مجهولة للقارئ العربي , وقد كتبها تشيخوف كمحاكاة لكوميديا سوفورين ( صديقه وناشر مؤلفاته) وذكر انها ليست للنشر وليست للمسرح بتاتا , وهذا ما تحقق فعلا اثناء حياته, ولكن الامور تغيرت بعد مماته .
10 – المسرحية العاشرة ظهرت ايضا عام 1889 بعنوان – ( مأساوي بلا ارادته) او(تراجيدي رغما عنه ) او ( الممثل المأساوي دون قصد)كما جاءت في بعض الترجمات العربية , وهي مسرحية كوميدية في فصل واحد .
11- المسرحية الحادية عشرة كتبها تشيخوف في بداية عام 1890 وكانت بعنوان – ( ليلة قبل المحاكمة ), واساسها قصة قصيرة له بنفس العنوان ظهرت عام 1886 , ولكن تشيخوف لم ينشر هذه المسرحية الكوميدية الصغيرة ذات الفصل الواحد , بل ولم يكملها اصلا, ولم يضع في نهايتها – كما هي عادته دائما في كل مسرحياته – كلمة ( الستارة ) , وقد وجد شقيقه ميخائيل مسودة هذه المسرحية ونشرها لاول مرة عام 1914 بمناسبة مرورعشر سنوات على وفاة تشيخوف وحصل على السماح بتقديمها على خشبة المسرح في نفس تلك السنة .
12 – المسرحية الثانية عشرةظهرت عام 1890 ايضا بعنوان – (شيطان الغابة ) او ( غابة الشيطان )كما جاءت في بعض الترجمات العربية, وترجمة هذا العنوان مسألة لا زالت تثير النقاش , اذ ان البعض ( وانا من ضمنهم ) يرى ان الترجمة الدقيقة هي – ( جنٌي الغابة ) .وهي مسرحية كوميدية باربعة فصول .
13 – المسرحية الثالثة عشرة ظهرت عام 1892 بعنوان – ( اليوبيل ) وجاءت في الترجمات العربية بعنوان – ( العيد السنوي ) او ( الذكرى السنوية ), وهي مسرحية كوميدية في فصل واحد, وقد كانت في الاساس قصة قصيرة حورها تشيخوف فيما بعد واعدها مسرحيا.
14 – المسرحية الرابعة عشرة ظهرت عام 1896 بعنوان – ( النورس ) وهي دراما في اربعة فصول, وقد جاءت في الترجمات العربية ايضا بعنوان – ( طائر النورس ) او ( طائر البحر ) وهذا العنوان الاخيرغير دقيق لان النورس لا يرتبط بالبحر فقط ,وهي المسرحية المشهورة بقصة فشلها فشلا ذريعا عند عرضها لاول مرة في بطرسبورغ, هذا الفشل الذي أدى الى هروب تشيخوف من بناية المسرح والمدينة برمتها,والتي ترتبط ايضا بقصة عرضها ثانية في مسرح موسكو الفني ونجاحها الهائل والباهر.
15 – المسرحية الخامسة عشرة ظهرت عام 1897 بعنوان – ( الخال فانيا ) وهي مسرحية في اربعة فصول , وقد اسماها تشيخوف – ( مشاهد من الحياة القروية ),وتترجم الى اللغة العربية بشكل خاطئ بعض الاحيان بعنوان– ( العم فانيا )لعدم وجود مفردة خاصة باللغة الروسية للخال او العم , وهي نفس المشكلة باللغتين الانكليزية والفرنسية , واظن انه آن الاوان للمترجم العربي ان يفهم ذلك , الا انه من المؤسف ان نرى تكرار هذا الخطأ لحد الآن ,
16 -المسرحية السادسة عشرة ظهرت عام 1901 بعنوان – ( الاخوات الثلاث ) او ( الشقيقات الثلاث ) وهي دراما في اربعة فصول , وتتمحور فكرتها الفلسفية حول الحنين والشوق والتلهف لشئ لا يتحقق, وقد ركٌز عليها انصار مسرح العبث في محاولة لطرح اسم تشيخوف وربطه مع مفاهيم ذلك المسرح .
17 – المسرحية الاخيرة , السابعة عشرة ظهرت عام 1903 بعنوان – ( بستان الكرز ) وهي مسرحية باربعة فصولاطلق عليها تشيخوف تسمية–كوميديا , ولكن ستانسلافسكي اختلف معه بشأن تلك التسمية , وكلاهما كانا على حق طبعا لان تفسيرهما كان فلسفيا لمسيرة الحياة ومنعطفاتها .