22 نوفمبر، 2024 11:47 م
Search
Close this search box.

مسح ضوئي درجة الأتقاد

مسح ضوئي درجة الأتقاد

هناك مَن تمتاز كتاباته بجودة عالية، لكن درجة الاتقاد لديّ، لم تصل بعد الى الدرجة المطلوبة لإنتاج قراءة نقدية، وهذه شفرة يكتنفها الغموض بالنسبة لي في الاقل..الكتب المهداة لي من الاصدقاء، جميلة، وتستحق القراءة، خصوصا وهي تشدني في القراءة الاولى، بل ومابعد القراءة الاولى..واكتبُ عن هذه الكتب الرائعة في الشعر والسرد وسرد الفرشاة، ولكن في داخلي لاتعجبني كتابتي، فأتركها ثم أعود اليها بعد حين..وهكذا، كررتُ قراءتي لدواوين حميد حسن جعفر، ولروايته (تجفيت) وكتبتُ عن كلاهما وتوقفت عن الكتابة لسبب لاادري به!! مع قناعتي التامة بروائع الشاعر والروائي والناقد والصديق الحميم حميد حسن جعفر، والذي يزيدني ألماً انه تناول ديواني(المغيّب المضيء) بمقالة نقدية سأبقى أفتخر بها.وحين اتصل به أحيانا ،أحاول ان التمس عذرا لتأخري في نشر ما كتبته عنه، وأنا أكتب عن سواه من الادباء، الذين وصلتني كتبهم بعد كتبه المهداة لي بسنوات.. فيطمئنني صوته( انني أصدقك..فأنا أعاني هذه الحالة مثلك أحيانا ) لكن مع غير صديقي الحميم حميد ،هذا الامر، يخلق سوء فهم بيني وبين الذين أحبهم وأحب نتاجاتهم العميقة..أطلقتُ على هذا الخلل في قواي (الابداعية ) ؟ !وماأوهنها..(درجة الاتقاد) وكم أتمنى لو كانت درجة الاتقاد أمرأة، لتوسلتها بكل الطرق ربما يذوب الجليد عن قلبها وتعينني، في تسديد ما بذمتي من قروض المحبة لأبداعات اخوتي في السراج

*طريق الشعب/ 17/ 6/ 2014

مسح ضوئي

ماء الصداقة

في السنة الماضية ،من الكتب التي أنشددت ُ لها رواية أسمها (صداقة) تأليف (توماس برنهارد) روائي للأسف لم أقرأ له من قبل ..تأخذ الصداقة مذاقا متفردا في التعامل بين السارد وبين(باول) صديقه الثري، والاختلاف بينهما يتحدد بالمنظوريقول السارد (هذا هو مايميز صديقي :إنه يرى فقط مايظهر على السطح /33) أما السارد يقول (أنني أحتفظت ُ بملاحظاتي لنفسي حتى أحمي صديقي) ؟! ترى يحميه ممن ؟ ربما عرف ان صديقه يعرف المشهد كاملا لكنه طيلة حياته ِ كان يمتنع عن رؤية المشهد كاملا !! والامتناع يقصد منه ،حماية ذاته ،وهنا أتساءل هل هي ضرورة حماية ؟ أم ضرورة حياة ؟ باول.. يكتفي بالظاهر من المشهد !! والسارد ايضا يمارس حماية ذاته هو، وذلك من خلال رؤية المشهد كاملا..كقارىء أكتشف في العلاقة بين السارد وصديقه عقد أجتماعي شفاهي ،والعقد فعّله السارد وحده ..ربما سيقول أحدنا : أين النصيحة اذن ؟ ولماذا السارد يعتبر كل تصرفات صديقه مبررة ضمن منطق (حماية الذات )؟! ولماذا لايعينه في توسيع هذا المنطق من خلال محاورتهما ؟! أليس الصديق،وأقصد

تحديدا الصديق الحقيقي وليس الافتراضي نطفة الفيسبوك وتويتر ومشتقاتهما، اليس الصديق هو أناي الاحرص مني عليّ عندما تقتضي الضرورة؟!

*طريق الشعب / 22- تموز – 2014

مسح ضوئي

مرآة كونديرا

ألتقيتُ صديقا بعد غياب ثلث قرن أمضاه الصديق بالمنافي..بعد العناق والقبلات الأخوية والأسئلة العائلية التقليدية ،أول ماتناوله بالكلام هو ذلك الماضي. الجميل.ثم الماضي القبيح ملاحقات الأمن لنا والقاء القبض على مَن لانكتمل بسواهم ..هل كان كلانا يقوم بحماية الذات بطريقته الخاصة ؟من أجل ان صيانة الذاكرة من آفة النسيان ،وهذه الصيانة لاتتم بفعالية منولوغ يجريه الانسان مع نفسه، كما يفعل السجناء وتحديدا،ليلا حيث يصفون المدينة من مثابة معينة، ثم يحصون اسماء المحلات ومع الاحصاء تتوارد التداعيات ،وهم في ذلك يتوغلون في زمن نفسي لاوجود له إلاّ في ذاكراتهم، في الوقت الذي تكون تلك المعالم، غيرتها السلطة ومشتقاتها، هدمت بيوتا وبنت فندقا سياحيا في المكان ذاته أو هدمت معلما كبيرا،وشرعت ببناء ماتتصوره حداثة عمرانية !!صديقي وأنا كنا نقوم بحماية الذات (فتذكر الفرد لماضيه وحمله معه دائما، ربماهو الشرط الضروري لكي يحافظ كما يقال على وحدة أناه حتى لاتضمر الأنا،ولكي تحتفظ بحجمها ،ينبغي سقي الذكريات مثلما تسقى الزهور..وهذا السقي يستلزم اتصالا منتظما بشهود الماضي أي بالاصدقاء. فهم مرآتنا وذاكرتناونحن لانطالبهم بشيء سوى صقل هذه المرآة بين الفينة والأخرى،حتى نتمكن من رؤية أنفسنا/ 41/ كونديرا/ رواية الهوية)..

*منشورة في طريق الشعب / 8/ تموز/ 2014

مسح ضوئي

أدباء كبار ..ولكن !!

أدباء كبار أثروا الحراك الأدبي بكنوزٍ لاتفني..روائيان وشاعر..الروائيان هما لورنس داريل وألبير كامو والشاعر هو قسطنطين كفافي..المشترك الاتصالي بينهم :أزهرت سنوات أعمارهم في بلاد العرب ومنها نالوا الشهرة،وحسب شهاداتهم..داريل عاش فترة عميقة في الاسكندرية وبأسمها عرف القراء داريل من خلال الرباعية الاسكندرانية بأجزائها الاربعة وهي رواية أنجزت فتحا في المعمار الروائي العالمي، أستفاد فيها داريل من النظرية النسبية، لألبرت إنشتاين ومن ضلع رواية داريل أنبثقت (الرجل الذي فقدَ ظله) لفتحي غانم و(ميرامار) نجيب محفوظ، و(السفينة) جبرا ابراهيم جبرا،لكن السؤال العربي الموجه الى رباعية داريل،إذا كانت الرواية في الاسكندرية، لماذا غاب المصريون من النص؟ كل الشخوص من الجاليات التي كانت في الاسكندرية!! لماذا أنحذف المواطن المصري؟وكان ذلك أثناء الثلث الاول من القرن العشرين..وحين زار داريل مصر في ستينيات القرن الماضي،ولم يجد الأمور على سكونيتها التي عايشها،أستفزه الامر واعلن في مقالات له،ان ثمة تخريبات جرت للمعالم الفرعونية؟!

ويقصد بذلك السد العالي والقطاع الاشتراكي والصداقة السوفيتية وتطور التعليم والمكننة الزراعية ؟! وتصدى الناقد محي الدين لداريل في كتابه النقدي (أبطال في الصيرورة )وكذا الامر بالنسبة لشاعر كبير مثل كفافي فهو عاش في اسكندريته اليونانية، وكتب عن تاريخه اليوناني وحذف كل معالم الاسكندرية العربية الاسلامية وحين مات، أوصى ان يدفن في الاسكندرية،فهي موطن اجداده الاغريق ؟! الأمر يختلف بعض الشيء بالنسبة لألبير كامو، فهو مولود في الجزائر وتحديدا قرب قسنطينة..حين أعود الى كامو الذي أحب نصوصه أرى ان العربي في رواية الغريب لايتكلم؟ ولاأرى مدينة الجزائر،لاأرى الاحياء النائية الفقيرة ولا المنازل القديمة أو المساجد والأسواق..؟ لماذا للعرب في الرواية ملامح هلامية لماذا لااسماء لهم؟ أين كامو الصحفي الذي وقف مع الجزائرين عمال البلدية في مقالاته؟ أين كامو المدافع عن العمال الزراعيين والمطالب بزيادة أجورهم؟ أين كامو المدافع عن احد علماء جميعة العلماء المسلمين ؟ والمطالبة بالضمان الصحي للعمال الجزائرين ؟هل كان فعل كل ذلك بفعل أنتمائه للحزب الشيوعي؟ وحين غادر الحزب انتهى كل ذلك الوهج الأممي ؟

أما في رواية (الطاعون) فلاوجود في مدينة وهران لغير الفرنسيين وهنا أتساءل أين العرب

وهم الأكثر في وهران؟..

*منشورة في (طريق الشعب) 25/حزيران/ 2014

مسح ضوئي

كتابة المقروء

الآن..صار وعي التجربة في الحياة والكتب، يتقدمنا، بفضول الدليل السياحي، ليفسد علينا لذة أكتشاف المجهول النصي..فلانكتشف سوى ان الوعي قد غّلف حساسيتنا الأولى ،تغليفا مغلوناً

وصار الأمر،كما أعلنه في كتابه(الكاتب والآخر) ..الروائي كارلوس ليسكانو..(أكرس كل وقت ممكن للقراءة .ومنذ عشرين سنة لم أذق متعة أن أفتح كتابا بالصدفة/ 181).. أتأمل مابين القوسين ، أغوص متأملا وأخافُ عليّ ،أعني على أفقي في التلقي القوس الأول سأسميه قوس التكريس الكلي..هذا التكريس الذي سيحول تجربة الحياة لدى ليسكانو ، الى تجربة قراءة محض وليست تجربة حياة وقراءة، وسأطلق على القوس الثاني : قوس القصدية الصارمة، التي تحرمنا من نعمة المصادفة ومباغتاتها اللذيذة والعلاقة بين القوسين سيامية كالتوائم..!! هذان القوسان سيفرخّان نصوصا لها مذاق المعلبات ..هذا الامر تداركه ليسكانو ،حين توفرت له الحرية، بعد أطلاق سراحهُ من السجن في1984 لكن ..متى يتدارك الأصدقاء؟ والأساتذة، ويغادرون سجونهم المجازية، التي وفرت لهم ما يريدون ،إلاّ.. خوض التجارب الميدانية في الحياة أو الإصغاء لمن يكابدها …!!

*صحيفة طريق الشعب / 5- آب – 2014

أحدث المقالات