23 ديسمبر، 2024 2:36 ص

مستقبل نظام الملالي بعد العقوبات الجديدة

مستقبل نظام الملالي بعد العقوبات الجديدة

فشل الاتفاق النووي سيؤدي إلى ارتفاع حدة الانتفاضة الوطنية العارمة
أولا وقبل كل شيء، اليوم، تركت الدول الغربية خلفها قصورا أساسية وعدم فعالية وكفائة حول الاتفاق النووي وهكذا، أثبتت شرعية مواقف المقاومة الإيرانية. فبعد ساعات من توقيع هذا الاتفاق، قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، إن هذه الاتفاقية “أعطت امتيازات غير متكافئة لامبرر لها لنظام الملالي”.

وشددت على أن “ضرورة طرد وقطع أذرع النظام من جميع أنحاء الشرق الأوسط” يجب أن يكون “مبدأً أساسياً لأي اتفاق يتم عقده مع هذا النظام، وشددت على حقيقة أن” الاتفاقية التي تتجاهل الحقوق الإنسانية للشعب الإيراني، تشجّع فقط على عمليات القمع والاعدامات المستمرة و نهب أموال وثروات الشعب الإيراني من قبل النظام. ” لقد دفع الشعب والمقاومة الإيرانية وشعوب المنطقة تكلفة سياسات التماشي والتسوية مع النظام الإيراني.

الآن الخروج من الاتفاق تترتب عليه آثار ونتائج واسعة جدا وعميقة على النظام والأجهزة العاملة تحت سلطته لان جميع العقوبات التي تم الغائها بعد الاتفاق ستعود مرة أخرى. هذه العقوبات الخانقة ستكون أشد واقوى من العقوبات ماقبل الاتفاق. و ستشمل عقوبات على البنك المركزي للنظام بحيث لن يستطيع النظام بعد الان تلقي أموال بيع النفط مرة أخرى.

بالإضافة إلى العقوبات النفطية، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن قائمة عقوبات على النظام في مختلف المجالات، بما في ذلك الشحن، الناقلات النفطية، التأمين، الذهب والمعادن الثمينة، المنتجات المتعلقة بالسيارات، الخ، كل منها له جدول تنفيذ محدد مدته 90 يومًا أو 180 يومًا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم فرض عقوبات على المؤسسات المالية المدرجة والمتخصصة في خدمات الرسائل المالية للبنك المركزي، وكذلك سيتم تطبيق عقوبات على أنظمة قطاع الطاقة أيضا.

تأثير العقوبات الجديدة على الداخل الإيراني

إن هذا الوضع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية سيرفع من حالة الضغط على الحياة والمعيشة الاقتصادية والحياتية للشعب الإيراني إلى حد الانفجار، وسوف يفتح بلا شك مساحة للاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات. بالإضافة إلى ذلك، سوف تصل أزمات النظام الداخلية إلى حد غير منتهي لأن النظام الإيراني قدم تجربته المعروفة في الإجرام والنصب والاحتيال والسرقة والدجل على مدى ٤٠ عاما. ولهذا السبب فإن ما يخيف خامنئي ونظامه هو آثار الأزمة على الظروف الداخلية وصعود الانتفاضة الوطنية العارمة.

لقد أثبت الشعب والمقاومة الإيرانية هذه الحقيقة بثباتهم على حق الحرية وحق سيادة وحكم الشعب الإيراني نفسه بنفسه وهم من أوصلوا التطورات والتغييرات إلى هذه النقطة. هذا ما لاحظناه في‌ المؤتمرات السنوی للمقاومة‌ الإیرانیة‌ وسنراه بشکل اوضح فی مؤتمر القادم فی 30حزیران المقبل فی باریس حیث یجتمع أکثر من مائة‌ الف من الجالیة‌ الإیرانیة‌ فی المنفی ومئات من الشخصیات السیاسیة‌ من انحاء العالم والولي الفقيه الرجعي والمتخلف يعلم جيدا أن العصر الذهبي للمساومة على سيادة الشعب الإيراني ومحاولة اخفاء وتعتيم الضوء عن رواد الحرية ومقاومة الشعب الإيراني وزمان جدولة القوائم المشينة والاستفادة من سياسات التماشي قد وصل حده ونهايته. الاتفاق النووي عبارة عن سجل وضع عليه الشعب الإيراني ختم نهايته.

تأثير فشل الاتفاق النووي على دعم النظام للجماعات الإرهابية

في السياق السياسي والدولي، ستنخفض حالة ومواقف النظام في المنطقة وفي الشؤون والعلاقات الدولية بحدة، وسيضعف نظام ولاية الفقيه أكثر فأكثر. لا شك في أن هذا النظام لن يتمكن بعد الآن من التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما كان في الماضي، واستغلال ثروات وممتلكات الشعب الإيراني في نشر الإرهاب والتدخلات في الدول الأخرى، لأن الشعب الإيراني يطالب بطرد النظام وقوات الحرس من بقية هذه الدول، وبانتفاضة الشعب الإيراني سيتم رفع سقف هذا الطلب قدر الإمكان.

*کاتب إیرانی.عضو فی المجلس الوطنی للمقاومة‌ الإیرانیة