يبدو ان عاصفة التحالفات الدولية التي تمر على منطقة الشرق الاوسط بعد ما عصفت به عواصف الربيع والخريف والشتاء العربي وبعد ان تحول حلم الشعوب العربية بالحرية والديمقراطية الى كابوس طويل يجثم على صدر هذا الجيل الذي عاصر الهمين هم الدكتاتورية وحكم العسكر والتسلط والحرمان وهم الفوضى والتطرف والقتل المستمر وكأنها مطحنة تطحن هذا الجيل بماضيه وحاضره ومستقبله لقد بدأت عاصفة جديدة تمثلت بالتحالفات الدولية التي ترفع شعار الحرب ضد الارهاب غير ان المتمعن قليلا يعرف ان هذه التحالفات لم تنشأء للحرب ضد الارهاب بل هي لا تتعدى استعراض للقوة والقدرة على جمع اكبر قدر من الحلفاء لارهاب جبهة تدعي هي الاخرى انها انشأت تحالف للقضاء هلى التطرف وغيره وقد انشأت الولايات المتحدة اول تحالف من هذا النوع وجمعت الكثير من دول العالم للتصدي لداعش في العراق وسورية بع ان استفحل هذا التنظيم وبدأ يهدد مصالحها بعد ذلك قامت روسيا هي الاخرى بانشاء تحالف مصغر لنفس الغرض ثم تبعتها السعودية بتحالف عربي اسلامي ورب سائل يسأل هل ان العالم باسره بات عاجز عن هزيمة داعش فداعش رغم كل هذه التحالفات والجيوش والاساطيل لا يزال موجود وينفذ جرائمه كل يوم حقيقة الامر ان كل هذه الدول والتحالفات هي نفسها من ساهمت بظهور داعش وهي نفسها من تساهم في استمرار وجوده وهي نفسها من تخطط الان تجني ثمار وجود داعش في المنطقة والسؤال الاهم ماهي الثمار التي يمكن لهذه الدول ان تحصل عليها اقول ان تحطيم جيوش المنطقة وهدم بناها التحتية وتشريد اهلها وتمزيق نسيجها المجتمع والديني كل هذه النتائج يتؤدي الى بيع السلاح لبناء جيوش جديدة ومشاريع ضخمة تنفذها الشركات العالمية لبناء بلدان تدمرت بالكامل وتحويل هذه الدول الى دويلات صغيرة تتنازع في ما بينها ويمكن السيطرة عليها بالاضافة الى مجتمع سيتحول الى مسخ او نسخة مقلدة للثقافة الغربية كل هذه الاهداف والنتائج ما كانت لتحقق لولا وجود داعش وانا اتكلم هنا كعراقي ما هو مستقبل العراق بعد كل هذا السرد الطويل اقول اولا اذا لم يعي الشعب العراقي حقيقة الامر ويقتنع ان مصيره وتاريخه ومستقبله في خطر وان لا التحالفات الغربية ولا الشرقية ولا الشمالية ولا الحنوبية يمكن لها ان تصنع مستقبله لا يوجد غير الوعي والوحدة والابتعاد عن الطائفية والتطرف ونشر ثقافة العراق اولا والتوعية بمبدأء المواطنة واجتثاث كل ما من شأنه ان يفرق المجتمع والمشاركة في صنع القرار ونبذ كل ما من شنه ان يوجد حالة من التمزق المجتمع والا فالعراق مقبل على تشضي وجوع وصراعات واقتتال لا يمكن ان ينتهي وستجد الاجيال القادمة انها اما خيارات احلاها مر فأما الهجرة الى دول اخرى او الانتماء الى عصابات القتل والقرصنة او العيش البائس في ضل هذه العصابات ايها العراقيون ان الخطر اكبر لكثير من الذي تشعرون به ولكن الفرصة لا تزال موجودة لانقاذ الاجيال القادمة