جاء موت سليماني كضربة معلم قامت بها أمريكا لبداية تفكيك وانهاء عملاء ايران بالعراق و ليصنع أمام ايران والميليشيات الطائفية مشكلة كان وحده فارضا سيطرته على رئاسته لزعماء الميليشيات الشيعية العراقية .. فما هي المشاكل بين الميليشيات وبين ايران وعلاقة ذلك بحزب الله اللبناني وزعيمه ..؟
الصدر تابع ايراني حاله حال بقية رؤساء الميليشيات الشيعية والاحزاب الطائفية ,الفرق هو الصراع على القصعة ومحاولة الحصول على منصب رجل ايران الاول بالعراق .وخلافه لحد الكراهية بينه وبين المالكي رجل ايران السابق حيث ينظر المالكي للصدر باعتباره رجلا جاهلا لا قيمة او ثقافة له ولا يستحق أن يكون له شأنا ..كذلك فان الصدر الذي يشبه الحرباء متقلب بين يوم وليلة والذي فشلت كل محاولات القوى الوطنية والدينية في العراق من كسبه للصف الوطني الا انه يعود في كل مرة ويغدر بمن يحاول ان يتحالف معه وكما يبدوا فانه قد اتخذ قرارا نهائيا بتبعيته للفرس ( في الوقت الذي لا أعتقد انه سيلقى بالا من أي جهة وطنية أخرى مستقبلا بعد موقفه الاخير ضد التظاهرات ) فالصدر غر و يحلم بأن يصبح بديلا لسليماني وللسيستاني بنفس الوقت بالعراق ! بيد انه لن يصلح لقيادة الميليشيات العراقية بوجود الخلافات بينه وبين بقية رؤساء واتباع الاحزاب الشيعية الحكومية ناهيك عمن انشق منه والف ميليشيا لنفسه وعليه فسيتطلب وجود شخصية أقوى من الجميع كي يعمل أولا على تصالح مقتدى والمالكي وباقي الاحزاب أو تنفيذهم لأوامره كبديل لسليماني ,فمن يمكن أن يكون .؟.. هناك من يشير الى حسن نصر الله الرجل الايراني الذي تخشى عليه ايران أكثر مما تخشى على رئيس جمهوريتها!.. وعلاقة حزب الله وطيدة مع الاحزاب الشيعية العراقي حيث توطدت أكثر منذ 2003 عندما تكلف حزب الله بتدريب الميليشيات العراقية و يرسل مجاميع الاغتيال لتنفيذ الجرائم الطائفية في العراق وكانوا يدخلون من غير جوازات الى أن ضبطت الحدود فتم اصدار جوازات سفر عراقية لهم او صاروا يدخلون عن طريق ايران تحاشيا للاحتدام مع الامريكان الذين كانوا يسيطرون على مطار بغداد الدولي. لكن منذ أن تعرضت ايران للعقوبات الاقتصادية وحزب الله يتم تمويله من قبل الميليشيات العراقية وخصوصا الصدر في الفترة الاخيرة الذي ربما يعتبر نصر الله موظفا لديه يعطيه رواتب شهرية ..فهل ستستوي وتقبل الشخصية العراقية ان تتلقى أوامرمن لبناني خصوصا انهم يصرفون عليه من ثروات العراق أم يصبح التلقي من شخص ايراني افضل لايران باعتبار ان الولاء الطائفي يجعلهم يطأطؤون الرأس له كما كانوا يرضخون لسليماني ؟. وهناك من يقول أن يصبح الكوثراني الذي هو أحد قادة الافرع في حزب الله الذي يمثل قسم الشؤون الادارية للدول العربية ويقال ان كوثراني عراقي لكنه يحمل جواز سفر لبناني ايضا يتحدث نفس اللهجة ويعتبرونه عراب خلافات الميليشيات وهو مسؤول عن إدارة الملف العراقي فيه ,وكما هو واضح فان حزب الله هو القيادة الثانية لايران في الاقطار العربية بعد ايران ولكل قطر عربي ملفا لديه ويأتمره أحد قياديه ..و بسبب سرية تحركات حسن نصر الله فانه لن يكون المسؤول المباشر على القوى الشيعية بالعراق لذلك ربما يكون كوثراني رغم ان تكليفه بقيادة الحشد الشعبي قد خلق تململا داخل قيادات الاحزاب الشيعية وتوجد مناوشاة بينه وبين الصدر عندما حاول الطرفين السيطرة على سامراء وقيادة الميليشيات فيها .
الصدر هو شخصية جدلية متقلبة لا بد وأن يخلق للجميع مشاكل لا سيما وانه متقلب بشكل غريب وربما لذلك السبب قامت ايران باعطاءه دورا لامعا بين قيادات الاحزاب الشيعية وتم تكليفه بمهمة القضاء على التظاهرات في العراق وتثبيت محمد علاوي كرئيس وزراء ..فصار هو يصرح ويأمر كأنه هو رئيسا للوزراء!. كل ذلك وارد الى ان تقرر ايران من من قادتها الفرس ستجعله بديلا لسليماني فهي ايضا تريد أن تضع ثروات العراق بقبضتها وتحكمها مباشرة .
على العموم فان كل هذه الاشكال تعمل من أجل تعميق النفوذ الايراني في العراق وستزداد الصراعات بينها بسبب محاولة الكل السيطرة على ثروات العراق وسرقتها. وهؤلاء من انتفض البيت الشيعي العراقي عليهم وقادوا التظاهرات ضدهم وقدموا الشهداء والاف الجرحى حيث عبر الصبرعلى فسادهم حدود التحمل وانتفض الشعب بكامله يطالب بالاستقلال من ايران والتبعية لها ومن كل تشكيلاتها وان كانت طائفية شيعية تدعي انها تمثلهم وهتف الشعب بكامله نريد الاستقلال نريد وطن .
اخيرا اذا تسائلنا من سينتصر في النهاية خلال هذه النزاعات هل هو الوازع الوطني أم الطائفي ؟ أقول وفقا لوضعية البيت الشيعي العراقي الذي انقلب على الولاء الطائفي والتبعية الفارسية والذي طالب بوطن حر لا تبعية فيه والذي حدد بغير رجعة على ان الطائفية قد دمرت العراق واعادته لقرون للوراء من التخلف والفقر والفساد ولا يمكن اصلاح هؤلاء الفاسدين .بالمقابل فان عملاء ايران وايران نفسها لن تسلم العراق لاهله الا ان غلبتا على امرهما واخذ الحكم منهم بالقوة لذلك فالعراق مقبل على مزيد من سفك دماء لا بد منه للطرفين الوطني والعميل من أجل الانتصار على الطرف الاخر وسيضطر المتظاهرين الذي يتم تنويمهم وتحفيزهم ونصحهم والضغط عليهم بل حتى الضحك عليهم من أجل ابقاء التظاهرات سلمية وتقديم شهداء من أجل لا شيء بالمقابل الى معرفة الحقيقة التي قالها ابو المثل : ما أخذ بالقوة لن يعود الا بالقوة و(أبو المثل ما خلة شي ما كاله )!!