23 ديسمبر، 2024 8:18 ص

مستقبلنا بيد الشباب دون منازع

مستقبلنا بيد الشباب دون منازع

واحدة من أهم أسرار صمود المجتمع العراقي، وشموخه بوجه التحديات والمعوقات، التي رافقت العملية السياسية بعد عام (2003) هم فئة الشباب، التواقون للحرية والكرامة، وأن المستقبل لا يأتي إلينا بل نحن الذين نسعى إليه، ومَنْ يمكنه القيام بهذا الدور، هم الشباب دون شك.
الشعوب لا تبنى إلا بالشباب، فبالأمس مَنْ كانوا شباباً يافعين حين دخلوا معترك الحياة، و أخذتهم السنين وأعطتهم الخبرة، ليصبحوا اليوم قادة بكل تأكيد، والشباب يتجدد دائماً وهم قادة المستقبل، فشخصية الشباب هي مَنْ ترسم ملامح مستقبلنا، وسلاحها الأقوى إنهم القوة المتدفقة الهائلة المتفاعلة مع العالم والحياة، وقادرون على مواكبة العصر ومتغيراته وتقلباته ومتطلباته.
التغيير الحقيقي في العراق بعد عام (2003) لا يقتضي فقط تغيير الوجوه، بل بتغيير الأفكار والرؤى، والإهتمام بشريحة الشباب، وإدخالهم في عملية النهوض السياسي، والفكري، والإقتصادي، والإجتماعي، ونشر روح التعايش والإحترام والتسامح، وتعزيز مبدأ المواطنة، لبناء الوطن وخدمة المواطن
لقد حان الوقت لأن يأخذ الشباب دورهم في البناء والقيادة، فهم ركيزة الإصلاح، وقادة المستقبل، وعلى أيديهم تتحقق الإنجازات، والتي يجب أن يشار لها بالبنان، لئلا يصاب الشباب بالإحباط، خاصة فيما يتعلق بالتواصل والتفاعل مع العالم، حيث انتشر الفكر المتطرف الإرهابي بعد عام (2014) في العراق، وعانى منه الشباب ما عانوه، بسبب الثقافة التكفيرية الدخيلة على الشعب العراقي.
إن منطقتنا تمر بمتغيرات كبيرة تقف على مفترق طرق في المجال الثقافي، ودخول ثقافات طارئة، لذا فالحكومة مطالبة بتشجيع الشباب، وإعطائهم الدور الريادي في قيادة المجتمع، وإنقاذه من الضياع والإنحراف.
الدولة لا تنهض إلا حين تفجر كل الطاقات الهائلة للشعب، وتمدهم بزخم معنوي وروحي كبير، وهذا ينطبق على الشباب أولاً، مع الإشارة الى أن هناك فرق كبير بين التحدي الناجح من الإنفعالات العاطفية، وبين التحدي المدروس الناتج من قراءة واعية دقيقة، تتطلب الإقدام والشجاعة، لكسر الحواجز ونقل الأمر الى واقع جديد، ولا يمكن أن تكتمل عجلة التطور المجتمعي، بدون إشراك حقيقي للشباب، فهم صناع المستقبل وهم مفاتيح نجاح الدولة والوطن
ختاماً: الشباب هم مَنْ يصنعون المواقف الكبيرة، ومَنْ يجتازون التحديات الخطيرة، ويتجاوزون السلبيات، ويعززون الإيجابيات، وبالتالي فالرهان على المستقبل سيكون بيد الشباب، دون منازع.