23 ديسمبر، 2024 12:01 ص

مستشفيات العراق … تخلف خطير في العدة والعدد !

مستشفيات العراق … تخلف خطير في العدة والعدد !

ذكر نقيب الأطباء العراقيين في تصريح له مؤخرًا أن ” ما متوفر في مستشفيات العراق هو 15 سريرًا فقط لكل 10 آلاف شخص من السكان ( 1.5 سرير لكل 1000 شخص) وأن الإحصائيات تؤكد أن هناك طبيبًا واحدًا فقط لكل 1000 شخص من السكان.” (في حين تؤكد معلومات البنك الدولي أن الرقم هو 0.7 طبيب لكل 1000 شخص)، علماً أن هذا العدد من المستشفيات هو أقل بكثير من تلك المتوفرة في العديد من أفقر دول العالم.

وحسب الأرقام التي أوردها الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2016 ففي العراق هناك الآن 260 مستشفى حكومي و 121 مستشفى أهلي (المجموع 381 مستشفى). وهذا العدد من المستشفيات يغطي ما مجموعه 37 مليون و 202 ألف مواطن عراقي حسب الإحصائية التي أوردها البنك الدولي لعام 2016 (أعلنت وزارة التخطيط العراقية، وفقاً لآخر مسح سكاني للبلاد بالربع الأخير من العام الحالي 2018، أن عدد السكان تجاوز 38 مليون نسمة).

وحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015 فهناك ما معدله 8.1 سرير في مستشفى لكل 1000 مواطن من مواطني الدول المتقدمة، كما وهناك أيضًا 3.8 طبيب لكل 1000 مواطن من مواطني هذه الدول.

ولكي يصل العراق لمصاف الدول المتقدمة، وحسب نسبة 8.1 سرير لكل 1000 مواطن و لـ 38 مليون عراقي، فإنه يجب أن يكون في العراق الآن 307800 سرير في مستشفياته كافة. ولكن، وحسب أعداد الأسرّة المتوفرة حاليا في المستشفيات العراقية التي هي: 38 مليون نسمة/1000*1.5 سرير لكل 1000 مواطن= 57 ألف سرير (متوفر حالياً)، وهذا يعني أن العراق بحاجة الآن وحالاً إلى 250800 سرير. تذكروا هذا الرقم (العراق بحاجة الآن لأكثر من ربع مليون سرير في مستشفياته).

في عام 2009، وقع العراق (وزارة الصحة) عقوداً مع شركتين لبناء 10 مستشفيات سعة كل منها 400 سرير (ثبت لاحقاً وبما لا يقبل الشكل أن تلك الشركتين ليس لهما أي تأريخ في بناء المستشفيات وإنما أعطيت العقود لهما بعد دفعهما لرشاوي كبيرة تجاوزت عدة ملايين من الدولارات). كان من المفروض أن تسلم تلك المستشفيات لوزارة الصحة في عام 2011، إلا أن الشركتين لم تنفذا العقد الموقع ولم يتم تسليم أي مستشفى من تلك المستشفيات لحد الآن، وتتوارد أخبار أن وزارة الصحة قد إستلمت إثنتين أو ثلاثة منها، ومع ذلك فإن تلك المستشفيات لم تعمل لحد الآن بسبب شحة الكوادر الطبية التي تدير تلك المستشفيات، إضافة إلى العقبات الفنية الأخرى.

إن شحة الكوادر الطبية في العراق تعيدنا إلى المعلومات الإحصائية الواردة أعلاه والتي تبين أن العراق فيه الآن 0.7 طبيب لكل 1000 مواطن (أو لنقل 1 طبيب لكل 1000 مواطن كما ذكر نقيب الأطباء العراقيين)، وهذا يعني وجود ما بين 26866 إلى 38000 طبيب في مستشفيات العراق الحكومية والأهلية وحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015. وبحساب بسيط لما يحتاجه العراق من أطباء فإن العدد يتراوح ما بين 2.8 إلى 3.1 طبيب لكل 1000 مواطن عراقي أي أن العراق بحاجة إلى 106400 طبيب آخر ليتساوى مع معدل عدد الأطباء في الدول المتقدمة في هذا العام، ناهيك عن الزيادة الحاصلة في عدد السكان في السنوات القادمة.

من هنا يتضح الخلل الكبير وسوء إدارة النظام الصحي في العراق ناهيك عن سوء نظام التعليم الطبي الذي لم يستطع لحد الآن أن يسد النقص الحاصل في عدد الأطباء، وخصوصا الأطباء المتخصصين الذين يحتاجهم البلد.

العراق بحاجة الآن إلى ثورة في النظام الصحي والخدمات الصحية ونظام التعليم الطبي بعيداً عن الفساد وسوء الإدارة التي يعاني منها كلا النظامين في الوقت الحالي.

* مستشار بإدارة المؤسسات الصحية

بريطانيا في 20/10/2018