باختصار شديد مهمة المستشار ان يقول لمستشيره ” ماذا يفعل وكيف يفعل ” ، بوضوح اكثر ان الاستشارة هي المساعدة على صاعة واتخاذ القرار والطريق لتنفيذه .
فهم دور الاستشارة ، لدى من نراهم على شاشات الفضائيات كمستشارين لرئيس مجلس الوزراء السيد السوداني ،فهم جديد مصنوع من المشهد السياسي العام القائم على الفوضى والتسويق الاعلامي .
الاستشارة بفلسفتها ، في سياقات عمل الدول والحكومات ، هي استشارات الخروج من الازمة أو تجنب حدوثها أو صناعة مشهد جديد يعيد انتاج القرارات والتطبيقات والاحتكامات بما يمنح لمتخذ اقرار ديناميكية اقوى واعمق في مواجهة التحديات المحلية والخارجية .
يقدم لنا مستشارو السيد السوداني، الذي نراهم يتقافزون من على الفضائيات ، مفهوما قائما على التسويق الاعلامي لما تتخذه الحكومة ورئيسها ، فيتحول المستشار الى مرّوج اعلامي لصانع ومتخذ القرار رغم كل الاخطاء والانتقادات بل والتناقضات في اهداف القرارات والاهداف المضادة لها التي تتورط بها الحكومة مع رئيسها .
أكاد أجزم ان أي مستشاار للسوداني لم يقل له ماذا وكيف يتصرف على سبيل المثال مع التوغل التركي ومع خرق الهدنة مع الأميركان ، والسبب ان أي مستشار منهم، المختص بمثل هذه الملفات، لايعلم ماذا يجري وكيف يجري والى ماذا ستؤول الامور حالهم حال حكومة الخدمات التي اختصرت عملها بالمجسّرات التي سقط احدها بالضربة القاضية نتيجة سود وفساد التنفيذ !
وما يتعلق بتلاعب الدولار وفضيحة الكهرباء وملف السلاح المنفلت المؤجل الى يوم يبعثون وآلية محاربة كبار حيتان الفساد وانتشار المخدرات ليس تسويقا بل استهلاكاً على نطاق واسع ، كومة من الملفات المعلقة والتي بلاحلول او استشارات ، ومع ذلك يظهر لنا السيد المستشار بربطة عنقه الانيقة وبدلته الفرنسية ليقلب معدتنا رأساً على عقب وهو يتغزل بالمنجزات الاعجازية والخرافية التي تقدمها حكومة السوداني للمواطنين الكرام ، في استغباء مهين لعقلية المواطن الذي صار ” مفتح بالتيزاب ” وليس باللبن كما تقول حكمتنا الشعبية المتداولة !
مكاتب لانعرف اعدادها تعج بالمستشارين والحمايات والامتيازات دون نتائج معروفة وملموسة في قرارات السيد السوداني ولا وزرائه على الاصعدة كافة بما فيها الوضع السياسي في البلاد والسياسة الخارجية !!
هل أتجنى على أي منهم ؟
اتمنى ان لا اكون كذلك ..
هل يعينهم السوداني وفق مبدأ المحاصصة الحزبية ؟
لاأظن ان عراقيا مقتنع بغير ذلك !!