مستخدم المواقع خادم لها

مستخدم المواقع خادم لها

إن مستخدم مواقع التواصل الإجتماعي، مثلا، الذي ينشر أو يشارك فيها، هو مجرد خادم او موظف أو جندي “رقمي مجهول” عند اصحاب هذه المواقع ، إلا اذا كان ينشر حقائق تنصر الحق وتنقض اباطيلهم!
هذه الفكرة أو المقاربة تقوم على حقيقة أن المستخدم العادي لمواقع التواصل الاجتماعي هو في الحقيقة أداة ضمن النظام الذي يديره أصحاب هذه المواقع، فهو يخدم أهدافهم سواء بوعي أو دون وعي.

ويمكن تحليل ذلك من خلال الأبعاد التالية:
1. المستخدم كأداة في خدمة المنصة:
كل تفاعل يقوم به المستخدم من نشر أو مشاركة أو تعليق أو إعجاب أو غيرها، هو في النهاية، يُغذّي خوارزميات هذه المنصات، ما يساعدها على تحقيق أهدافها:
– جمع البيانات وتصنيفها وتحليلها لاستخدامها تجاريًا أو سياسيًا.
-إبقاء المستخدمين في حالة اشتراك وتفاعل مستمر، لتحقيق أرباح من الإعلانات وغيرها.
– صناعة وتوجيه الرأي العام، بطرق غير مباشرة، بالتحكم في المحتوى الرائج وغيره.
فيتحول المستخدم، بالنتيجة إلى”موظف أو جندي، مجاني رقمي” يعمل لصالح هذه المواقع ومالكيها!

2. الخروج من دور الأداة: نشر الحقائق
إذا كان المستخدم يريد أن يخرج من كونه مجرد خادم أو موظف أو جندي للمواقع وأصحابها، فعليه أن يستخدمها بطريقة تخدم الحق والحقيقة والخير والصواب، ويتخذها وسائل دعوة إلى الله ودين الحق، وبما يتعارض ويتناقض مع المصالح والأهداف الباطلة والشريرة والضارة لمالكي هذه المواقع من طغاة السياسة والتجارة،
وذلك يمكن أن يتحقق عبر الإجرءات التالية :
– نشر الحقائق واالمعارف والمعلومات التي تصنع الوعي الحقيقي النافع، وتفضح زيف الأباطيل والدعايات التي تروجها هذه المواقع وغيرها.
– نقض الأباطيل التي يتم تسويقها لخدمة أجندات باطلة وشريرة وتخريبية.
– توعية وتبصير الآخرين بأساليب التلاعب التي تمارسها هذه المواقع أو الشركات.

3. رد فعل المواقع تجاه من يخرج عن طاعتها ويهدد سلطتها:
عندما يبدأ المستخدم في نشر محتوى حقيقي نافع، يتحدى السرديات التي تتبناها هذه المواقع، فإنها تتخذ ضده إجراءات عديدة مثل:
– تقليل رواج وانتشار منشوراته عبر خوارزميات التظليل (“Shadow banning”).
– حذف المحتوى أو حظر الحسابات بحجة “مخالفة السياسات”.
– إستخدام الذكاء الاصطناعي لرصد الكلمات المفتاحية التي تعتبر “حساسة” من وجهة نظرها.
– إجراءات أخرى ..

4. الاستنتاج:
المستخدم بين خيارين في الواقع:
إما أن يكون مجرد أداة أو خادة أو موظف أو جندي لمالكي مواقع التواصل، مثلا، يساعدها في تحقيق المكاسب الخبيثة، وتمرير الأجندات والإعتقادات الباطلة الضارة، أو يكون فاعلًا عاقلا شجاعا، متحملا للمسؤلية أمام الله أولا، مستقلاً، يستخدم هذه الأدوات بطريقة تنصر الحق والحقيقة والخير والأخلاق الحسنة ودين الحق، ويقلب السحر على الساحر قدر المستطاع، عبر كشف الحقيقة، وإفشال الباطل وعمليات التضليل.