18 ديسمبر، 2024 7:03 م

مستأجرون على خراب بلادهم

مستأجرون على خراب بلادهم

منذ سنوات عدة والعراق يترنح بين الدول الاولى عالميا في الفساد الاداري والمالي , ولا يمكن ان يصدر تقرير من منظمة مهتمة إلا والعراق على راس القائمة متربعا وآخر التقارير التي صدرت من منظمة الشفافية تبين ان العراق ما زال في الصدارة العالمية , وهذه الظاهرة تنذر بخطير جسيم ينخر في جسم الدولة – اذا كانت هناك دولة – ولا اريد ان اتكلم في الاسباب والمعالجة , ولكن هناك استشكال يبحث وسط الركام عن من يزيحه عن الاذهان , وهو اذا كانت اوضاع البلاد في احتراب واقتتال وقلاقل واضطراب , هل معنى ذلك فتح الباب على مصراعيه للفساد والرشوة والـ( كرامية ) وما علاقة القضايا السياسية والنزاعات الحزبية في ضمائر الناس وأخلاقهم , اذا كان الرقابة الخارجية قد ماتت فنحن اليوم نبحث عن الضمير الانساني , والقيم الدينية , والنخوة العربية .
ان من الواضح ان الفساد في هذا البلد على مستويات عالية ورسمية ويشمل كل القطاعات والوزارات من اعلى رتبة في الدولة الى اصغر موظف ذا قلت له ( السلام عليكم ) لا بد ان تمد يدك على جيبك . ان الحقيقة مرة , ونحن بكل وضوح امام شعب يسرق نفسه , فإذا كانت الحكومة سببا في انتشار الفساد في مؤسسات – الدولة – فلماذا ننعق خلفها ويرتشي الموظفون , فهل كان للحكومة دور مباشر في انتشار الفساد بين الموظفين , هل اجبر نوري المالكي المدراء والموظفين على الرشوة , وهل اجبر نوري المالكي الموظفين إلا ان يأخذوا ( استفتاح  أو كرامية  )  من الشعب المغلوب على امره , اذا كانت الحكومة فيها من الفساد ما فيها فلماذا يمتد الى شرائح المجتمع كله , اذا كانت الحكومة تنهب وتسلب وتتلاعب بمقدرات البلد فلماذا لا نقف بوجهها كل من مكان عمله , فنحن الاكثر والأبقى ,  والطواغيت الى الزوال لا محال ,
هل من المكن اننا اليوم امام شعب يسرق نفسه بنفسه , ونعلل بالحكومة , وقلة الرقابة , والقضاء المسيس , والحكومة الفاسدة وغيرها من الاعذار العرجاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع . فقد اثبت التاريخ ان الشعوب وان تساد بالقوانين إلا انها ليس كل شي , لا بد ان يكون هناك اما وازع ديني , أو اخلاقي , أو وطني يبعث على الرقابة والإحساس بالمسؤالية والشعور بالتبعات الثقيلة الملقاة على عاتق اهل البلد  , فهل من مجيب ممن هم
مستأجرون على خراب بلادهم      ويأخذون على الخراب رواتبا