إنطلق يوم الأثنين 20 تموز مسبار إماراتي تحت مسمى (مسبار الأمل) والذي كلف الإمارات مبلغ 200 مليون دولار ، يقال أنه تم تجميعه في الإمارات وتم إطلاقه في اليابان ، وليس دافع كتابتي لهذه المقالة هي الحسد ، حسنا ، ربما قليلا ، لكن إعتراضي هو على توقيت الإطلاق وسط الفوضى المالية العالمية ، وتفشي الفقر والبطالة والجوع الذي إجتاح كوكب الأرض ، ودول بأكملها يموت مواطنوها بالجملة لعدم إمتلاكهم الأدوية والأجهزة اللازمة لمواجهة جائحة كورونا ، وفوق كل ذلك المجاعة التي تهدد عشرة ملايين من جارهم العربي اليمن ، والإمارات هي المساهمة الفاعلة في تكريس هذه الكارثة من خلال مشاركتها في ما يسمى تحالف العار العربي ، وحرب الإبادة التي لا هوادة فيها على الحفاة العراة هناك ، والتي بددت فيها الإمارات ومعها السعودية مئات المليارات من الدولارات ، بعد أن رموا بكل ثقلهم في حرب الإبادة هذه منذ أعوام دون أدنى فوز بهذه الحرب يلوح في الأفق ، سوى جبال من المآسي والموت والدمار والجوع على الشعب اليمني .
وجهة هذا المسبار دراسة كوكب المريخ ! ، يا سلام !! المريخ مرة واحدة ! ، ترى ماهو دور ناسا ووكالة الفضاء الأوربية في جمع معلومات لكوكب يبعد عنا أكثر من 400 مليون كم ! ، لسبر أجواء هذا الكوكب ، وهم لم يسبروا حتى دواخل أنفسهم ! ، ولم يسبر الإنسان أغوار كوكبه ، إذ إن 80% من محيطات العالم لم تُستَكشف بعد ، قد يحتج البعض من أن هذا القمر الصناعي هو الأول عربيا ، لكن قنوات الإمارات الفضائية صدعت رؤوسنا بهذا الخبر وأنا أرى مئات الخبراء الأجانب الذين يصولون ويجولون في مختبراتهم ، وهذا يذكّرني ببرج (خليفة) ، الإستثمار الفاشل والذي لا زال شبه خاوٍ ، وكلّف أكثر من مليار دولار فقط لكسر الرقم القياسي العالمي في الإرتفاع ! ، وأقول أن دولتنا الكريمة جدا بإمكانها إنشاء 50 شبيه لبرج خليفة فقط من الأموال المهدورة في وزارة الكهرباء ! وهنالك متحف اللوفر ابو ظبي ، الذي كلف أكثر من 650 مليون دولار ، لجمع مقتنيات ، وأيه مقتنيات يا حسرة ! ، فمحمد بن سلمان إشترى لوحة (سلفاتورمندي ، أي مخلص العالم ) الأصلية للفنان الإيطالي الشهير (ليوناردو دا فنشي( ، بمبلغ يزيد عن 450 مليون دولار ! ، يا بلاش ! ، لتبقى حبيسة أحد جدران قصوره ! ، أو لتعليقها على أحد زوايا المتحف المذكور، بينما أرى متاحفنا نهبا لكل من هبّ ودب .
يذكرني ذلك بتصريح (ترامب) منذ حوالي العام وهو يبتزّ ملك السعودية علنا ، وخارج كل الأعراف الدبلوماسية ، بل الإنسانية منها وحتى الأخلاقية ، تصريح ملؤه الإستصغار والتعالي ، عندما صرح في البيت الأبيض (إتصل بي ملك السعودية ، فقلت لمن أجاب على الإتصال : قل له إني مشغول ـ ليتصل بي بعد اسبوعين ! ، وبعد إسبوعان تكلم مع الملك قائلا بالحرف الواحد وبأسلوب غير مؤدب ، وبلغة لا يتعاطاها حتى إبن الشارع :
((Hey King ,everybody knows that you won’t last one week without us , I’m losing my ass defending you, you’ve got to pay !)
يعني ( يا ملك –وليس أيها الملك- الجميع يعلم انك لن تدوم لأسبوع واحد بلانا ، أنا أفقد (مؤخرتي) دفاعا عنك ، عليك أن تدفع !) ،
ولو كانت لهذا الملك ذرة من الكرامة والأمانه والمسؤولية كونه يقود أهم دولة إسلامية ، وقبلة المسلمين ، فأقل ما يفعله هو قطع علاقته الدبلوماسية مع هذا البلد برئيسه غير المؤدب ! ، ولكن هيهات ! ، فكل ما قاله ترامب حقيقي ، ترامب الذي قبض مئات المليارات من السعودية على شكل أتاوات ، الجزء الكبير منها لشراء السلاح ، ولكن ضد مَن ؟ ، ولسان حال ترامب يقول (عليكم شراء السلاح ، أفرغوه برؤوس مَن شئتم ! ) ، وترامب هذا نفسه غض الطرف عن جريمة إغتيال خاشوقجي رغم الأدلة الدامغة على تورط العائلة المالكة ، ولسان حاله يقول (لا شأن لنا بالحقيقة ، المهم هو الحلب ، أقصد الدفع )! ، هؤلاء قد حباهم الله بنعم وثروات ، وها هم يبددونها فقط لإسترضاء وتملق الغرب ، والظهور بمظهر المتحضرين والمصلحين ، وفي تقرير للأمم المتحدة تحدّث عن ان نصف ثروات العالم مكدسة بيد 26 فردا فقط ! ،وأكثر من نصف الكرة الأرضية يعاني الجوع والحرمان ، لكن هؤلاء فاتهم ، أن كل نعمة قابلة للزوال .