11 أبريل، 2024 9:54 م
Search
Close this search box.

مساكين الكراسي!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يُحكى أن بلدا كان قويا سيدا مهابا , أغارت عليه وحوش الغاب المعاصرة بذرائع وهمية ووفقا لأجندات ومراسيم إفتراس وقتل ودمار وخراب , وهي على علم واضح بأن البلد بعد أن تسحقه لن تقوم له قائمة , لأن العصابات المسلحة ستتولى أمره , وستغذيها مافيات الدنيا المتربعة على عرش القوة والأمر بالفحشاء.

وبعد أن تم لها ما أرادت , وتورطت بغزوه وتقتيل أبنائه وتشريدهم وقهرهم بأنواع الويلات والملمات , والألاعيب التي تفضي إلى أن يقتل إبن البلد إبن بلده , وإبن الدين إبن دينه , نفضت أذيل مسؤوليتها وتركته في مهب الريح تتناهبه العصابات , التي سلحتها ودربتها وأوعزت إليها بما تقوم به وتنفذه من السوء والخطايا والآثام.

وفي هذا المعترك الصاخب الذي لا يُعرف له حد ومرسى , يتحدثون عن حكومات وقوانين ودولة وقوة مركزية , وكأنهم يضحكون على أنفسهم ويخاطبون نيرانا ألسنة لهيبها تستعر.

فالذي يجلس على أي كرسي يُحسب من المساكين , لأنه لا حول عنده ولا قوة إلا الإذعان والخنوع وتنفيذ ما يُطلب منه , وأي حياد عن منهج المطلوب إثباته يدفع به إلى مهاوي الوعيد.

وكأن الناس لا تدري ولا تعرف , فتتوقع من المسؤول ما لاطاقة له به ولا قدرة على تحقيقه , فيضطر إلى الظهور بموقف دفاعي وعدواني في أكثر الأحيان , فيخادع نفسه ويحاول أن يقنعها بأنه صاحب مسؤولية وقرار , وما هو إلا دمية يتم تحريكها عن قرب وبعد.

وتلك محنة كبرى ومعضلة عظمى وحالة مزرية بالطرفين , فلا صاحب الكرسي في مأمن وراحة ضمير ولا الشعب , والمستفيد هو الفاعل فيهم أجمعين.

والمشكلة أن بعض المجتمعات تلد أبناءً يعادونها , ويدينون بمصالح الطامعين فيها , وهو من أخطر ما تبتلى به الأوطان وتعاني منه الشعوب.

ولا يمكن حل هذا التفاعل السلبي ما بين الكراسي والمواطنين , إلا بتدخل القوى التي صنعت الحالة , والتي عليها أن تعيد البلاد إلى واقع حالها الرشيد , وذلك بإجراء إنتخابات عادلة وتحت ضوابط صارمة وإشراف دولي نزيه , وأن يمتلك المواطن حرية الإختيار وينظر لمصالحه الوطنية أولا , وأن لا يضع فوقها أي توجه آخر.

أما إذا دارت نواعير الإنتخابات على شاكلتها التي مضت عليها , فلا خير يُرتجى منها وستعيد ذات الوجوه إلى واجهة سوء المصير!!

فهل من كرسي وطني مقدام لا يهاب في الحق لومة لائم؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب