27 ديسمبر، 2024 3:23 م

[لكننا مسافرون كمسمار في جسد سفينة, كان ألوطن, هو ألآخر مسافر بلا سفر].

1 ـــ بين خالة المذهب والعمة العظمى, فقدنا الطريق الينا, لا نحن هنا ولا نحن هناك, بأسمنا تبدأ الأحتفالية دائماً, ومن خارج الوليمة, نجتر علف الوعود, على ظهورنا مروا, يتغنون بمفردات المعروف, ومضمونهم مثقل بالمنكر, على مشاجب التاريخ المحتال, علقونا بكائيات, تمضغ فينا المعنى والمضمون, راكدون لا نقوى على حك جلد الحقيقة, كي نوقض فينا رقدة المؤبد ورتابة التكرار, لم نعلم حتى ولا نحلم, ان هناك جيل جديد يترصد غفلتنا, يريد وطن فيه الحياة مغموسة بالكرامة, ليفتت كلس غيابنا, ثم يمسح عن نعشنا, غبار العقائد والشرائع, التي تحاصر موتنا المؤجل, جيل مفعم بالحيوية مكتمل الأرادة, يتمرد على حاضر يتنفس برئة الماضي, جيل يخلع جلد الذي سبقوه, كما تنزع الزواحف جلدها, ليبدو كما ينبغي عليه ان يكون.

2 ـــ في 09 / نيسان / 2003, دخلت القوات الأمريكية وخلعت صنيعتها البعثي, قال البعض انها محررة وقال الأخر انها محتلة, المجتمع العراقي, المقطع الأوصال, جمع فرحه معلباً بالشك, نثره على رؤوس المحررين!!, وصل الجنرال الوسيم بول بريمر, اتخذ له من المنطقة الخضراء عشاً, على عجالة ترك فيه ثلاثة بيضات, بيضة عرب المكون الشيعي, بيضة عرب المكون السني, وثالثة غريبة الأطوار, قالوا عنها “بيضة القبان”, انفرجت البيضات عن ثلاثة كيانات, وحتى يكبر ويتغول الوليد, ليصبح جدير بحماية مكونه, عليه ان يأكل من لحم ذات المكون ويشرب من دمه, تلك هي البداية التي لم تصل نهايتها بعد, نحن جيل الهزائم والأنتكاسات, المسافرون بلا سفر, امتعتنا الأحباط المغموس بالأعاقة, لم تغادرنا اوهام صيد المكاسب كالوجبات السريعة, ولم نتحسس حراك جيل يريد مغادرة نعشنا, الأيديولوجيات القديمة, اتخذت من ثقافة الأحتواء نهجاً للأحتيال على الذات والأخر.

3 ـــ سئمنا ما نحن عليه, نسينا ما كنا عليه, عراقيون اذلهم الزمن الوحشي, واستنزفهم التاريخ المحتال, الأقربون خانوا, سفكوا الدماء والثروات وهرّبوا رغيف الخبز, بنات وابناء الجنوب والوسط يوجعهم العراق, تمردوا على صمت الحقائق, يصرخون هتافهم الأخير “نريد وطن” فيه المواطن حر من قسوة العبيد, وأسم الله فيه حر من زيف الوسيط, وعلى ارضه مقدسات لا تطالها اقدام الدلالين, ومكونات لا يجفف عراقتها الدخلاء, ولا احد عليها يجوع, والحياة فيها للأحياء, يغمرها الفرح وعليها تزهر الأغنيات, والعراق معافى من “جائحة مليشيات” سرقت الفرح من عيون الأطفال, ومنا شربوا الحياة, فأصبحنا على ارض اجدادنا على مهل نموت, ليصرخ القرار لحظته, فأما لهم واما لنا البقاء, وليكن غداً في ساحات التحرير نتيجة اللقاء.

مقطع من خاطرة الوجع القديم للكاتب.

4 ـــ

كنا صغار

نخاف أن نكبر

نسقط من غصن ألطفولة

تصطادنا

مذاهب ألكبار

ونفترق

كل له سيده

مرجعه

إمامه

كل له متراسه

يطلق منه ألكلام

وتُرتكب مجازر ألشتيمة

ويسقط ألوئام

فنقرأ سورة ألفتنة

على نعش ألسلام

عبيد نقاتل إخوة

مثلنا عبيد

بين مذهب كاذب

وآخر أكذب

نموت كالذباب

قتلانا … غرقانا

ليس بينهم

حتى ولا ربع شهيد

شأننا شأن ألعبيد

……………….

أهكذا نبقى ؟؟

خارج ألمضمون وألمعنى

فمن إذاً

يشعل ألجوع

على ألدرب شموع

ومن إذاً

يشعل الثورة في جسد الدموع

ومن إذاً

يأخذ ألثأر

ليبتسم ألشهيد