بقدر ماأسفر عنه إنفجار بيروت الرهيب من مآسي ومصائب وويلات، فإنه أوجد مناخا خصبا للتساٶل والبحث في أسباب الانفجار والطرف أو الاطراف التي وقفت خلفه ومع إن العديد من الاقلام سعت بصورة أو أخرى لتأطير القضية ضمن نظرية المٶامرة والسير بها نحو سياق نهايته تخجيل القضية ضد مجهول أو جعلها تدور في دائرة الشبهات وکل من حسب مزاجه يقرر من يتهم، لکن الذي لابد من ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار والاهمية هو إن معظم الاراء والتحليلات ووجهات النظر مالت الى توجيه أصابع الاتهام للنظام الايراني وتابعه حزب الله اللبناني، والاهم من ذلك إن الرأي الاخير هو الاقوى وهو السائد فيما يبدو الرأي الاول کإتجاه يهدف الى تمييع القضية أو على الاقل إلقائها في وسط ضباب ومتاهاة لانتيجة واضحة من ورائها سوى إبعاد الشبهات والانظار عن النظام الايراني وتابعه حزب الله.
لو طرحنا سٶالا إفتراضيا هو: مالذي يدفع ويحفز لتوجيه أصابع الاتهام للنظام الايراني دون غيره؟ فإننا نجد أنفسنا أمام سجل طويل يروي الکثير من الاحداث والوقائع المختلفة التي کان النظام الايراني أو حتى أتباعها يطبقون المثل المعروف”يقتل القتيل ويمشي في جنازته”، بل إن توطيد وترسيخ النظام الايراني لرکائزه في داخل إيران قد إعتمد على هذا المثل کأحد الوسائل والاساليب المتبعة کما إنه قد تم إستخدامه بصورة ملفتة للنظر في بلدان المنطقة الخاضعة لنفوذه من أجل جعل نفوذه أمرا واقعا وترسيخه وتصفية وإقصاء کل من يقف بوجهه أو يعارضه.
حزب الله اللبناني کما هو معروف ومتداول عنه في لبنان والمنطقة والعالم، ليس مجرد حزب تقليدي کسائر الاحزاب السياسية الاخرى في لبنان، وإنما هو وبإتفاق الاراء دولة داخل دولة، ويمتلك جهاز إستخباري أقوى من الدولة اللبنانية ذاتها، وليس بمعقول ومنطقي أن ترسو تلك السفينة التي ولدت هکذا کارثة وتحمل مثل تلك الشحنة الخطرة من دون علم حزب الله الذي يتفاخر زعيمه بأن لحزبه معلومات إستخبارية عن العمق الاسرائيلي!
حزب الله والنظام الايراني اللذان کانا يمتلکان لسانا طويلا وسليطا في الکثير من الامور والقضايا التي حدثت، يقفان هذه المرة بموقف يميل للضعف وحتى إن تبريراتهما تبدو کالمتهم الذي يتم مواجهته بالحقائق أثناء التحقيقات فيتلعثم في إجاباته ويتخبط فيها، وإن الشعب الايراني قبل غيره يعرف الکثير عن الاساليب المراوغة والمشبوهة لهذا النظام وسلوکه طرق ملتوية من أجل تحقيق أهدافه وغاياته ولکنه في النهاية مفضوح أمره وخلاصة الامر فإن الذين يسعون من أجل تبرئة النظام الايراني وتابعه إنما يريدون حجب الشمس بغربال!