18 ديسمبر، 2024 7:46 م

مساحيق حزب الدعوة!..(4)

مساحيق حزب الدعوة!..(4)

مخابرات عوائل الحزب..
الديمقراطية في دولة غير مؤسساتية هي نوع من العبث والفوضى, كما هو الحال في العراق.. هناك مؤسسات؛ غير أنها شكلية. الرئيس والوزير يكون بالغالب سياسي في الدول التي نظّرت وأسست للديمقراطية, ومسؤسسات الوزارة هي التي تخضع للطابع التخصصي..مثل المخابرات في الدولة كمثل الجمجمة من الدماغ, تفقد القدرة على التوليد والإنتاج والحركة بغياب هذا الإختصاص المهم طوال مسيرة التاريخ, بيد أنّ الحماس (الثوري) وشبق السلطة جعل مخابرات جمهورية العراق, إحدى مهازل التأسيس والتي دفعنا ثمنها, ولم نحقق شيئاً وسنظل نترقّب لحظة البداية!.      

 إستلم المالكي السلطة ووضعت خطة ذكية للإستمرار, وأكثر ذكاءاً في لقضاء على الدولة, وأحد أركان هذه الخطة؛ الإستحواذ على الوظائف والمواقع وبناء قاعدة قوية لسلطته. نصيب جهاز المخابرات الوطني من الخراب محزنة, إبتداءً من طريقة الإختيار وطبيعة المهام والآليات الفنية.  قسّمت الحصص على مرشحي حزب الدعوة في جميع الإنتخابات وما بعدها, وأي خريج إعدادية فما فوق ينسّق عن طريق فريق المرشح, وما عليه سوى تسليم ملف يحتوي على (الأصنام الأربعة) وينتظر بضعة أسابيع ليلتحق بأحدى الدورات المخابراتية فترة (45) يوماً, وبعدها يتمتع برتبة ملازم فما فوق, حسب درجة الولاء وقرب المرشح من رئيس الدعاة..!     بهذه الطريقة المريحة بُنيَّ جهاز المخابرات العراقي.. أما جهاز الأمن الوطني؛ فالأمر أكثر إيلاماً. الأرقام التي مُلئت بها الأجهزة أعلاه مثيرة للرعب؛ إذ تؤشر على حجم الدمار الذي حلَّ بالبلد, وصعوبة مغادرة ظاهرة الخداع الإنتخابي التي تطّعن مقدماً بمصداقية النتائج, وتعرّقل الوصول إلى الديمقراطية.