18 ديسمبر، 2024 7:03 م

مسؤولية إيران في تنقية العلاقات مع دول الخليج

مسؤولية إيران في تنقية العلاقات مع دول الخليج

اعتبار الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران مجرد “فوبيا إيران والشيعة” تبسيط مخل وقفز فوق الحقائق ومفارقة لطريق التشخيص الصحيح للمشكلة، هذا ما استبق به الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارته لكل من سلطنة عُمان والكويت الأسبوع الماضي، الدول الخليجية استخدمت لغة دبلوماسية رفيعة عندما طالبت إيران بالعمل من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات ووصفت ما اعتبرته إيران مجرد “فوبيا” بـ”سوء الفهم” وذلك عبر رسالة وجهتها لإيران عبر الكويت، ففي مقابل التوصيف الإيراني المخل برز توصيف خليجي واقعي صيغ بلغة دبلوماسية رفيعة، بل خطت الدول الخليجية خطوة عملية متقدمة حين طالبت بترميم العلاقات بين الجانبين.

المخاوف الخليجية من السياسة الإيرانية في المنطقة لا يمكن إزالتها بتصريحات روحاني التي قال فيها إن “سياسة إيران قائمة على حسن الجوار وضمان الأمن في المنطقة، ولم ولن تفكّر مطلقًا بأي اعتداء على أحد أو أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما أنها لا تريد فرض عقائدها الدينية أو المذهبية أو السياسية على الآخرين، فسياستنا لطالما كانت قائمة على التعاون مع الأصدقاء والدول الإسلامية”. ولا يستقيم الحال حين يقول روحاني إن “فوبيا إيران والشيعة وفوبيا الجيران كلها من صنيعة الأجانب” وفي الوقت نفسه يقول إن دول الخليج “تتمتع بالوعي والنضج الكافيين وقادرة على ضمان الأمن بنفسها”.

لدول الخليج أسئلة واستفسارات كثيرة موضوعية حول دور إيران السلبي في كل من العراق وسوريا ومحاولة استنساخ “حزب الله” جديد في اليمن. ولن يستقيم الحال ما لم تقدم طهران إجابات واضحة وصريحة تتبعها خطوات عملية تفسح المجال أمام السلام والاستقرار في هذه الدول التي تمثل عمقا إستراتيجيا لدول الخليج، بل إنها جزء لا يتجزأ من أمنها القومي. كذلك تنظر دول الخليج بقلق شديد لمحاولات إيران للسعي بالفتنة وتحريض الشيعية في الخليج، حيث توجه كل من السعودية والبحرين تهمًا صريحا إلى طهران بتأجيج الاضطرابات بين تجمعات الشيعية. وهناك التشدد الإيراني حيال قضية الجزر الإماراتية إلى درجة رفض التعاون مع اللجنة الثلاثية التي شكلها مجلس التعاون الخليجي للوساطة بين طهران وأبو ظبي.

لتدرك إيران أنها في حاجة ماسة لتلافي العداوات وتجنب العزلة الإقليمية وتطوير علاقاتها التجارية، خاصة في ظل سعي إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى العودة علاقات بلاده مع إيران إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي. فقد وصف ترامب إيران بأنها الراعي الأول للإرهاب في العالم، كما تم الكشف مؤخرًا عن اقتراح قد يؤدي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على “قائمة التنظيمات الإرهابية”.

نقلا عن صحفة الشرق