إنسحب 3 من المسؤولين الحكوميين العراقيين من منتدى إقتصادي بروسيا عندما حضره شمعون بيرز. وكان مسؤول عراقي أخر قد إنسحب من المنتدى الاقتصادي العالمي بالاردن للسبب عينه. وبين الانسحابين، انسحب فيلم (الوهراني) الجزائري من مهرجان اشدود السينمائي باسرائيل نزولاً عند انتقادات وجهت اليه.. الخ من حوادث سابقة مماثلة مثل امتناع الفرق الرياضية العربية من خوض المباريات مع الفرق الرياضية الاسرائيلية في الفعاليات الرياضية العالمية. واللافت ان اعمال الندوتين المذكورتين والمهرجان السينمائي ذاك لم تتعطل أو تتوقف، كما ان أياً من المشاركين فيها ومن بينهم عرب ومسلمون لم يتضامنوا مع المنسحبين ولم يأبهوا بانسحابهم، ويعكس الوجه الاخر للا اباليتهم بالمنسجيين مدى عزلة العراق عن العالم الخارجي. واذكر حوادث كثيرة في الماضي من هذا القبيل، منها ان شخصية مصرية رفضت النزول في فندق بباريس كان مسؤول اسرائيلي قد سبقه في النزول فيه.. الخ من الامثلة الدالة على السلوكيات الطفولية و التطير وقصر النظر وضيق الافق التي عرفت بها السياسات العربية والتي كانت وماتزال من اسباب هزيمة العرب امام اسرائيل في جميع المعارك التي خاضوها ضدها وما زالوا. بالمقابل فان القادة الاسرائيليين ترفعوا عن الاتيان بمثل تلك التصرفات المدانة انسانياً فهم لا يتطيرون من العرب بل منفتحون عليهم وبلغ انفتاحهم على العرب حد اقامة معرض بالهدايا العربية قدمها قادة ورجالات عرب الى القادة الاسرائيليين والذي اقيم قبل نحو (5) سنوات من الآن في تل ابيب، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. و يبدو ان اللاانسانية المتجذرة في السياسة العربية حيال اسرائيل امتدت في اجواء ما يسمونها بالصحوة الاسلامية الى المسيحيين والايزيديين ومعتنفي جميع الديانات غير الاسلامية، والى المرأة ايضاً اذ تتكرر وتتسع حوادث عدم مصافحتهم لاتباع تلك الديانات بل وعدم تناول الطعام في بيوتهم.. الخ من التصرفات التي جعلت من الساسة العرب وبعض من الساسة المسلمين أضحوكة ومهزلة في نظر العالم المتمدن، والانكى من هذا ان هؤلاء اتخذوا تلك المواقف الانعزالية المستهجنة تضامناً مع الفلسطينين، في حين نجد فيه الآخيرون يقيمون علاقات دبلوماسية مع أسرائيل ويجلسون معها على طاولة المفاوضات وما يترتب على ذلك من مصافحات ومجاملات، ثم ان الافاً من العمال الفلسطينيين يتوجهون كل صباح الى اسرائيل طلباً للعمل. وتكاد لا توجد دولة عربية لا ترتبط بعلاقات مع اسرائيل منها علنية واخرى سرية، والذي يثير الغرابة والسخرية في آن الانسحابين العراقيين المذكورين، هو مغادرة العشرات والمئات من الفلسطينيين للعراق قبل اعوام هرباً من الظلم الذي انزل بحقهم وتوجهوا الى الحدود الأردنية، ويعلم الجميع ان الفلسطينيين تعرضوا الى حملات دموية والى ترحيل في العديد من الدول العربية. ومع ذلك فأن القادة العرب يواصلون المتاجرة بقضيتهم والمزايدة عليها مثلما كانوا يتاجرون بها ويزايدون عليها في الماضي دون خجل أو وازع من ضمير وعسى أن يكون القادة العراقيون اخر المتاجرين بها والمزايدين عليها. وما على الفلسطنيين الا ايلاء اهتمام بالغ بالكفاح السلمي والانساني الذي اثبتت الوقائع جدواه ويفضل على الكفاح المسلح في ايامنا هذه . وان يقطعوا دابر الطريق امام المتاجرين بالقضية الفلسطينية والمزايدين عليها من الذين يعملون على حرمان الشعب الفلسطيني المظلوم من استخدام النضال السلمي والانساني