مقال اليوم لاسلط فيه الضوء على حاضرنا لن ولم اغوص في بحر التأريخ بل انهل منه الجزء اليسير ….
لا نتعجب او نستغرب مما نحن فيه اليوم لكونه افرازات تأريخية متجذرة بلباس الحق او الباطل المهم فيه نحن الخاسرون ..نعيش جميعا تحت جدار ايل للسقوط لم يشهد التأريح رجال معتدلون قاموا بمجرد محاولة التقريب واجتثاث بعض المنغصات والمعوقات وترميم البيت الاسلامي والتي كانت دائما حجر عثرة امام تقدم شعبنا ووحدته … لا اريد الخوض في هيكلية ونشأت احزاب الاسلام السياسي لكونها حيوانات طفيلية علقت بجسم الامة في غفلة من الزمن بعد ان ادعت تمثيلها للاسلام سني ام شيعي وفي نفس الوقت لاتستحق ان نقف عندها كثيرا لكونها ولدت ميته وبالاحرى انتحرت عندما تصدت للعمل السياسي وبانت سؤتها …
ولكي لا ننتقد من ذوي قصر النظر اقول في حقبة تأريخية مهمة من حياة الامة العربية والاسلامية وبعد ازاحتها لاعتى امبراطوريتين في العالم (( الامبراطورية الفارسية والامبراطورية الرومانية )) وبات الاسلام القوة الاوحد في العالم فكلا الامبراطوريتين لم يهدأ لهما بال الا اضعاف الدولة الجديدة والبحث المستمر عن الثغرات والمثالب وكسب ود المجاميع التي كانت تعتقد انذاك انها مستظعفة واصابها الظلم والحيف الكثير تحت مسميات وعناوين شتى
كان الخلاف بين بني امية وبنوا هاشم عداءا عشائريا نمطيا وحين دخول العجم والروم الساحة السياسية من الشباك تعمق هذا العداء ليشمل جزء من عائلة بنوا هاشم كخصوم لابناء علي بن ابي طالب عليه السلام قبل هذا وطفت على السطح كلمتان الاولى ((الثوار)) بعد مقتل عثمان بن عفان والكلمة الثانية ((اتباع)) الحسين ويزيد وكلمة اتباع مناسبة لمن سار خلف يزيد بسبب المال والمكاسب الدنيوية اما من وقف خلف الحسين هم اصحاب ومؤمنين لان الاتباع يتساقطون عند انتهاء المهمة التي جاؤا من اجلها ..
كان العقل الفارسي والروماني حاضرا وبقوة في تأجيج الصراعات والنزاعات وتعميق الخلافات فلا السنة اقتنعوا بخروج معاوية على ولي الامر ويجب الوقوف بوجهه وتكفيره وكذلك نقض يزيد معاهدة الصلح بين معاوية والحسن ابن علي ان تكون هناك انتخابات جديدة بعد بعد وفاة معاوية من كان على السنة ان لايعطوه حسنه بل تخطيئه واعادة الامور الى نصابها …
كان الشيعة قد بدأت تبتعد عن الدور القيادي للطائفة وتسليمها تدريجيا الى الفقهاء الاجانب ومثلهم فعل السنة لم يكن الاجانب ينحصر تفكيرهم في تفكيك الطلاسم الاسلامية والعربية بل الى كيفية مسك زمام المبادرة وبقوة واحداث الوقيعة والقطيعةبين المسلمين وخلفائهم وانتقال ما يسمى بالتبعية من يد الدولة الاسلامية الى بيوت الفقه والفتوى وعندما يتبادر الى ذهننا السؤال الاتي لماذا الاجانب تأتيك الاجابة ((ان اكرمكم عند الله اتقاكم )) لكن الحقيقة المرة هي انزواء الفكر الاسلامي الملهم والاعتماد على الاحاديث الضعيفة المنقولة بعد مرورها على اكثر من شخصية وغياب القيادة القوية ولحنكة الاجانب وخبرتهم في ادارة دفة الديانات السابقة والحالية كان لها الريادة في استسلام الطائفة الشيعية ورفع الراية البيضاء ومنذ ذلك الحين اصبح الدين بالنسبة للطائفتين عملية احتراب وتباعد وليس تقارب ومحبة وبات ايضا متاجرة ومكاسب مادية وترويض وطاعة عمياء شيئا فشيئا سيتحول الى حزب وتنظيم سياسي تتلاشى فيه المعاني السامية والاخلاق الحميدة والاكثر اهمية ابتعادنا عن نهج وخط آل البيت عليهم السلام نردد فقط كلمات وشعارات نزف من اجلها الحسين دما ونحن تتراقص اجسامنا على ايقاعها ونستمتع بالظلم ونحتضن الظالمين ونبرر لهم مساؤهم وندعمهم لكي نحافظ على الاطار العام للمذهب نسرق ونهان بأسم الدين ونتفاخر ببؤسنا وحرماننا ليس بجهاد الحسين عليه السلام بل لكي يبقى الحكم شيعي .. اما السنة تعلقوا بالسلف الصالح لم يجددوا او يتجددوا الى ان تحول دين محمد صل الله عليه وسلم مجرد فتاوي تراكمية الى ان انحرف جزء منهم الى تكفير حتى ابناء السنة وانخذ من اقوال الاخرين سندا لافعالهم مما اكد ان القرآن والسنة النبوية الشريفة بعيدة كل البعد عن افكارهم الارهابية والمنحرفة ….
لو علم الجميع ان سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين والحسن والحسين لم يمثلوا يوما شيعة او سنة كانوا مسلمين و على ملة ابراهيم الخليل … امامكم خياران اما التوحد والاتفاق على الحد الادنى لتوحيد شعب العراق بعيدا عن ايران والسعودية … ام انتظروا سيزج بكم في حرب طاحنة وظروس لاتبقي ولاتذر ….