اكثر ما يسببه لي الإزعاج , وما يقودُ الى سوءِ هضمٍ فكريّ , هو اضطراري في احايينٍ ما الى الإستشهاد او الإستدلال او حتى لإيضاحٍ اكثر الى مقالةٍ سابقةٍ لي تتعلّق بالموضوع الذي بصددِ كتابته , وخصوصاً إنْ لم يكن إطّلع عليها القارئ او لعلّه لا يمتلك مزاجاً او وقتاً للرجوعِ Back او الى موضوعٍ سابقْ .
فإذ في 27 نيسان الماضي كانت لي مقالةٌ في موقع ” كتابات ” بعنوان < التقصير والقصور في شرطة المرور > , وإذ ايضاً صدر قبل ايامٍ قلائلٍ قانون جديد لمديرية شرطة المرور يحدد مبالغ الغرامات على مخالفاتٍ مروريةٍ عديدةٍ , وصادق عليها البرلمان , لكنّ هذا القانون وكأنه كشف بعض ” العورات ” او الفجوات التي كانت منسيّة او صهرتها الشهور والسنوات الطوال , فهذا القانون تجنّب التطرّق عن الأسباب الكامنة والخفيّة التي تقف وتجلس عن عدم تشغيل نظام ال Traffic Light – الإشارة الضوئية منذ سنة 2003 , وعلام يرتبط هذا التوقيت مع بدء الغزو الأنكلو – امريكي , ويستمر ويتعزز بعد الأنسحاب الأمريكي في عام 2011 ولا شكّ أنه سيطول ويستطيل الى أمدٍ مجهول , وكأنه ايضا مرتبط بالأوضاع السياسية وبحكومات ووزارات احزاب الأسلام السياسي
, ثمّ أنّ اخطر ما في هذا القانون وفي بنوده وفقراته هو انعدام وجود نظام نشر وانتشارٍ منظم لدوريات شرطة المرور لتغطية كافة انحاء وارجاء العاصمة ” على الأقل ” لمراقبة المخالفات المرورية , باستثناء عدد قليل من تلكنّ الدوريات في بعض الشوارع الرئيسية والتي مرورها من دون برمجةٍ وقتيةٍ تظهر للعيان , أما المخالفات ” المرورية “الأخرى داخل المناطق والأحياء السكنية فالحديث عنها بلا حرجٍ او مرج .! , فحرية الفوضى او فوضى الحرية المفترضة هي التي تتسيّد الساحة .
ومن المحزن والمؤسف أنّ المنظومة المرورية ” بقادتها وضباطها ” لا يمتلكون صورةً ذهنية او رؤى ما لإبتكار نظامٍ لمراقبة سبُل قيادة المركبات والعجلات في الشوارع بأشكالها الخطرة والفوضوية والتي تهدد حياة المواطنين من الركاب والمشاة والسائقين الآخرين .! وللحديثِ بقية …