22 ديسمبر، 2024 1:23 م

ينظر السائق إلى المرور على أنها سيف مسلط على الرقبة ، الغاية منها فرض الغرامات التي لا تتناسب إطلاقا مع دخل المواطن ، بعض هذه الغرامات قد تزيد عن الراتب التقاعدي للمواطن ، لتتضاعف بدورها بعد مرور شهر على إصدار هذه الغرامات ، ودون ابلاغ المواطن عنها ، تُرى كم سيكلف إبلاغ المواطن بالمخالفة برسالة SMS على الجوال مقابل أموال الجباية الهائلة ؟! ، وحتى لو أراد المواطن الإستعلام عن غراماته من خلال تطبيق غرامات مديرية المرور ، فسيراه وقد توقف منذ زمن بحجة “الصيانة” ، وأعتقد أن إغلاق هذا الموقع يتزامن مع “بشرى” وضع كاميرات “ذكية جدا” عند تقاطعات معينة في جانبي الكرخ والرصافة ، كي لا يتفاجأ السائق- الضحية بالغرامات ، والتي سجّلت 421 الف مخالفة في تقاطع واحد فقط هو تقاطع المثنى في زيونة خلال 12 يوم فقط على حد تعبير أحد ضباط المرور في قناة فضائية ، هذا يعني أن الغالبية من السيارات المارة في هذا التقاطع قد سُجّلت عليها “مخالفات” ! ، فتصور عزيزي القارئ يعمل (فلاش) هذه الكاميرات بمناسبة أو دونها ، علما أن جميع الإشارات المرورية لا تعمل ، فتراها خضراء لكن السير متوقف بأمر شرطي المرور ، وتراها حمراء لكن شرطي المرور يشير لك بعصاه المضيئة أن تتحرك ، وإن تلكأت قليلا فسيسجل رقم سيارتك ، وهذا حصل معي ! ، ولا يُعقل أن جميع هذه المخالفات تتعلق بحزام الأمان أو إستخدام الجوال ، لكن بالفخ الغامض للاشارات المرورية أيضا ، عدا البيروقراطية القاتلة في دوائرها ،وتوقف النظام وغير ذلك، وأنا أتسائل ، ما هي المشكلة الكبيرة التي تواجهها مديريات المرور في إصدار لوحات التسجيل مثلا حتى صارت مشكلة مزمنة ، لماذا تتأخر شهر وشهرين وثلاثة أو أكثر ، لمجرد طبع الرقم على رقعة المنيوم ؟! ، ويكون العذر مضحكا ، وهو عدم توفر المادة الخام ! ، فترى أصحاب السيارات الجديدة يتجولون بأرقام ورقية على زجاج سياراتهم ، ورغم ذلك يتعرضون إلى شتى أنواع الإبتزاز والغرامات في السيطرات المرورية ، بينما تصدر لوحات تسجيل المحافظات الشمالية في نفس يوم إصدار السنوية .

الأجدر أن تتم محاربة الإختناقات المرورية في كل شوارع بغداد ، وأن يتم الإعتناء بالشوارع المتهالكة وصيانتها وإنارتها ، وتفعيل الإشارات المرورية ، قبل الإلتفات إلى الجباية الباهظة بكل الأساليب ، منها القرار العجيب ، القاضي بدفع 5 ملايين دينار سنويا ، على كل سيارة مظللة الزجاج ! ، والأرقام الخاصة التي يصل سعرها لعشرات الآلاف من الدولارات ، تلك التي تبيعها مديرية المرور ، أرقام خاصة بالأغنياء ! ، وكيف ستتعامل مديرية المرور مع فرية (الهزة) ، لأن نصف سيارات المواطنين متهالكة وستفشل في هذا الإختبار لا محالة ، هذا الجهاز إنجاز حضاري في البلدان المحترمة ، وليس أن تكون السيارات ضحية الإستهلاك بسبب الإختناقات المرورية والشوارع المتهالكة ، فلنقترب من الواقع قليلا ! .