لم اكد افرغ من كتابة مقالتي حول نفس الموضوع قبل اربعة ايام حتى انهالت علي الرسائل الالكترونية وبحجم لم اكن اتوقعه من قبل اباء متحمسين للفكرة والموضوع يباركون الطرح ويستفسرون عن الالية التي يتم فيها تسجيل وقبول ابناءهم ضمن السياق العمري من 5 الى 14 سنة وكيفية عمل المركز وآلياته المعتمدة وضرورة الاستعجال بفتح المركز التعليمي في بغداد والبدء به وبسرعة ,كذلك المكالمات الهاتفية الكثيرة وكانني في ورشة عمل مستمرة فحمدت الله تعالى وشكرته عندما تاكدت ان في العراق من هو مهتم باولاده بهذا الشكل ولان البلد بهذه الروحية والمتبعة الدقيقة المستمرة من الاباء سينهض وينمو ويتقدم باعتماده على هؤلاء المبدعين .
ونزولا عند طلبات الاخوة المتصلين والمراسلين اضيف الى المعلومات السابقة شيئا بسيطا اامل ان يسهم في اشباع رغبة المتعطشين للتعرف اكثر الى هذا البرنامج .
ان هذا البرنامج هو عصارة جهد عالمي اشترك فيه خيرة الباحثين وعلماء النفس وجرب في دول عديدة كما في الجدول ادناه وقد اثبت نجاحه الكبير والباهر واليوم وبايدي عراقية خالصة يحاول بعض المهتمين بشؤون الانسان العراقي ان يضيفوا شيئا جديدا من شانه رفع المستوى العلمي (والذي نعاني من تدنيه الان نتيجة للظروف غير الطبيعية التي يمر بها العراق عامة )والعودة به الى سابقه عندما كان الانسان العراقي اول من اكتشف الحرف والكتابة والعلوم الاخرى .
ان ثقتنا عالية جدا بانساننا العراقي وبقابلياته الفكرية والتي تحتاج فقط الى همة تطويرية وهي متاحة وفق هذا البرنامج الرائع حتى يصبح العراقي رائدا في كل العلوم ونبتعد عن مبدا عدم الثقة بالنفس العراقية ,اذن هنا علينا التمسك باي وسيلة تريد بالعقل العراقي التطور والرقي .
علمياً يستخدم (90%) من الاطفال بشكل رئيسي النصف الايسر من الدماغ وهو الجزء الذي يركز على المهارات اللغوية ومعالجة المعلومات بطرق تحليلية ومتسلسلة منتقلين من التفاصيل لتكوين صورة عما يفكرون به بينما يعالج النصف الايمن من الدماغ المعلومات بطريقة بديهية وفورية ناظراً أولاً الى الصورة ككل ثم الى التفاصيل لذا فهو يترجم المرئيات ويكون مسؤولأ عن التخيل والتصور والفنون والاستدلال والحدس والابداع بعكس الجانب الايسر الذي يكون مسؤولأ عن المهارات اللغوية والرياضيات الخطية والتسلسل والتفسير المنطقي .
– لقلقد اظهرت هذه البحوث العلمية والتجارب العملية ان معظم الاطفال يسجلون مستويات عالية من الابداع (وهي وظيفة الجانب الايمن من الدماغ) قبل دخولهم المدرسة مما يجعل عوائلهم تتوقع منهم سعة ذهنية عالية واستيعاب دراسي عالي في المستقبل ومع دخول الطفل للمدرسة ولكون الانظمة التعليمية في المدارس تركز بشكل كبير على المهارات الخاصة بالجانب الايسر من الدماغ كالرياضيات الخطية واللغة والتسلسل المنطقي ، تبقى المهارات المتعلقة بالتخيل والتصور والفنون والابداع قليلة نسبيا بل تكاد تنعدم في بعض الحالات وبالتالي يفقد الطفل قابليته على الابداع تدريجياً حيث اثبتت بعض الدراسات ان (10%) فقط من الاطفال يحتفظون بقابليتهم الابداعية وعند بلغوهم سن الرشد فأن (2%) فقط تبقى عندهم حالة الابداع.
– ان برنامج يوسي ماس مطبق في عدد كبير من دول العالم بعد أن أثبت قابليته على صناعة جيل مبدع ومتميز وواثق من نفسه في حياته العملية، فبعد تطبيقه في المركز الرئيسي للبرنامج في ماليزيا عام 1993 على يد العالم دينو وونغ الذي يعد صاحب الحقوق الحصرية في أستخدام البرنامج أنتشر في أغلب دول العالم ليصل الى العراق في هذا العام أي بعد عشرين سنة من تطبيقه لأول مرة في العالم والصورة التالية توضح دول العالم التي وصلها البرنامج لحد الان (يمكن ملاحظة وجود اسم العراق في الصورة):