تطور ملحوظ في المشهد الذي بثه مركز الرافدين للحوار إثر استهداف المكتب الخاص لرئيس المركز وفيما لو قورن بما كان يحصل من استهدافات سابقة , ولكن لماذا في هذا الوقت ومن هي الجهة المسؤولة عن الاعتداء ؟؟؟ . قبل ان نقف على حقيقة تلك الاستهدافات ولماذا مركز الرافدين بالذات دونما بقية المراكز البحثية وبقية المنظمات المدنية , ولماذا فرعه في مدينة النجف دون بقية فروعه الأخرى , ثم دواعي التوقيت ونوعية الاستهداف , كل هذا يستلزم منّا أولا ان نبين ان الموقع المستهدف يقع في مدينة النجف الأشرف , والمدينة هذه تعتبر مركز التشيع الديني في العالم العربي والإسلامي , وفيها مقام المرجعية الدينية العليا , وهي بعد هذا باتت توصف من قبل سياسيين كبار بمركز القرار العراقي , ومنه اكتسبت المدينة الأهمية البالغة ليس على مستوى العراق فحسب بل وعلى المستوى الإقليمي والدولي أيضا , واذن فالخرق الأمني في المدينة يكلف حاكمية المحافظة المحلية وأجهزتها الأمنية ومن ثم الرئاسة التنفيذية الاتحادية الشيء الكثير , وهنا المجموعة الإرهابية التي قامت بالاعتداء يبدو انها اخذت ذلك بعين الاعتبار فنفذت جريمتها بقلب المدينة .
لماذا مركز زيد الطلقاني دون غيره , ولماذا حزب الطلقاني دون غيره وهل ان لتصفيات الخصوم السياسيين الناشئين من قبل الأحزاب التقليدية كانت العلة التي تقف خلف تعرض المكتب الخاص لـ ” رئيس مركز الرافدين ومحافظ حزب واثقون ” ؟؟
قـصـة نجـاح بـاذخة
يقال ان أعداء النجاح كثر وان ضعاف النفوس لا يروق لهم تسلق شاب مغامر وبسرعة البرق هرم النجاح حتى ليقف على قمته , وهكذا كان زيد الطلقاني الذي أسس مركز الرافدين للحوار ومن لبنة الشوسل ميديا وبمجاميع خاصة حتى ليؤول الـ ” R.C.D” الى مركز بحثي دولي , وفكري مستقل يعمل على تشجيع الحوارات السياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية والأمنية بين النخب كافة وهو بعد هذا اصبح مركزاً لرسم سياسيات عدد من الوزارات الحكومية بتقديم المشورة وعقد الندوات والورش وتقديم الدراسات المستفيضة ورفدها بالخبرات والرؤى الاستراتيجية بغية تفعيل دورها في العمل المؤسساتي ومن ثم الارتقاء به , ومنه اصبح له الدور الأبرز بتعزيز قيم الديمقراطية العراقية الناشئة . فمن سبقه بذلك ؟؟ .. اظن ان لا أحد !! .
ما يبدو ان قصة النجاح هذه لم تكن النهاية المثلى لما يطمح الطلقاني تحقيقه من حلم , فدخل دهاليز العمل الحزبي السياسي متسلحا بما حققه من نجاح في تجربته الأولى , من هنا ثوَّر مناوئو النجاح الحقد عليه باستهداف مكتبه الخاص وقبل ان يغادره الطلقاني بدقائق معدودات , بمعنى ان حياة الشخص كانت على المحك وان العملية تلك وبحسابات النظم الأمنية هي محاولة اغتيال لاهم مركز بحثي دولي عامل في العراق , وهي إرهاب دولة قبل ان تكون عملية لإرهاب الطلقاني وأعضاء حزبه .
يقول علي الشريفي وهو الأمين العام لحزب واثقون خلال مؤتمر صحفي عقده امس بمقر الحزب ” ما تعرض له الأخ محافظ حزب واثقون هو استهداف واضح لقيادات الحزب بهدف تصفيتها والنيل منها وبث الرعب والخوف في نفوس الاخرين ” .
ربما سلسلة الاعتداءات هذه لن تتوقف وان حياة الطلقاني دائما ما ستكون مهددة ما زال هناك مركز الرافدين قائما كشاهد معرفي بحثي وهي لن تتوقف أيضا ما بقي الطلقاني سياسياً ومحافظا على حزب واثقون ، فيما تبقى على الاجهزة الامنية العراقية القيام بمسؤولياتها في الحفاظ على مثل هكذا مواقع بحثية لتأصيل الثقة عند بقية المؤسسات الدولية والشخصيات الاكاديمية والفكرية القدوم للعراق وعمل توئمة سواء مع مركز الرافدين ام غيره من المراكز .
حيـــدر صبـــي – الـنجــف الأشـــرف