-“إنّ السُّمَّ الزعاف الذي تسقيه لغيرك, سيأتي يوم قد يسقيكَه من هو أشد منك بأساً وبطشاً”.
-“لماذا أمي؟ تغرقينني برذاذ لعابك الذي استشاط حنقاً وغضباً, من أجل من ؟
-” من أجل أخوتك الذين لا تكف عن إيذائهم وهم أصلاً مسؤولون منك بعد موت أبيك”
-” نعم أبي الذي رحمني الموت منه, ذكره يستفز عصب عينيَ اليسرى, اسكن أيها العصب اللعين “.
– ” لماذا تحدّق بي هكذا! نعم أنت مسؤول عنهم بحكم القدر, وشرعية القوامة, وليس لأنك الأكفأ”
– ” وماذا فعلت؟ أنا أحاول أن أدافع عن حقي”
-” أي حق؟ أنت تأكل حقوق شركائك في الرحم, تتحكّم بكلّ ما تركه والدك , تمنعه عنهم ”
-” آه.. أبي, كنتُ محطَّ سخريته.. وصمني بالغباء, في حين أن ذكائي هو إرثي منه.. توقّف عن الرجفان أيها العصب اللعين”.
-” تسكت .. طبعاً تسكت, فقط تفرك جبينك بأصابع كفّ آثمة, هي ذات الكف التي ضربت وجه هدى البارحة, و ليتها شُلّت وقتها, وذات الأصابع التي تمزّق كتبها ودفاترها …”
-” آه .. هدى, جاء دورها إذن ..! أُحاسَب عليها ..! تلك التافهة التي تصغرني بسنتين, تقدّمنا لامتحانات الشهادة الثانوية في نفس العام, ليدخلها معدلها العالي كلية الطب, وأنا معهد متوسط هندسي..!”
-“تستفزني ..تتعالى علي, ليس ذنباً أن أكون أقل منها تحصيلاً, وليس عدلاً أن تكون طبيبة و أنا تقني”.
-“عن أي عدل تتحدّث؟ ظننت أنني أحرّك الضمير فيك ..! لمَ لا تقنع بقسمة الله ؟ هذا نصيبك من العلم, قد يكون نصيبك أكبر في باقي أرزاق الله”.
-” تخلّفت عن هدى لأن المرحوم استمرأ إحباطي “.
-” وماذا بشأن عاطف ؟! هاه؟ هل لك مع ذلك ( المتخلّف العقلي) كما تناديه قضية تنافس وتزاحم؟ ”
-” آه .. عاطف, ذلك المنغولي المعتوه الذي يشاطرني غرفتي, متمتعاً بفيض حبكم و دلالكم, لا عمل له سوى توزيع الابتسامات البلهاء, وحصد عبارات الثناء على خربشاته التافهة “.
-” تبّت يداك اللتان كسرتا مرسمه وأقلامه..! هو بركة الله في بيتنا, وأنت بتجبّرك تعتدي على القُصّر, أغرب عن وجهي …”
– ” صوتها بشع كصوت أبي”.
– “عاطف.. يا عاطف, تعال يا أخي, ساعدني في إصلاح آلة الفرم الكهربائية هذه”.
-” وماذا أفعل؟”
-” هناك خيط عالق بين شفراتها, أظن أنه يمنع دورانها, أدخل يدك الصغيرة وانتزعه”.
-“آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ , أوقفهااااااااااا, لقد فرمتَ أصابعيييييي”.