17 نوفمبر، 2024 11:20 م
Search
Close this search box.

مرض قديم ينتشر مجدداً

مرض قديم ينتشر مجدداً

كثيرة هي الاوبئة والامراض التي شهدها العالم وراح ضحيتها الملايين من البشر ولكن نتيجة لتطور العلم واستخدام التقنيات الحديثة في مواجهة هذه الاوبئة سواء من خلال الوقاية او العلاج انحسر الكثير منها وتم القضاء والسيطرة عليها جميعا ولم يبق الا القليل منها والعلم في طريقه للقضاء عليها ليكون العالم خاليا من هذه الامراض ويكاد يقال ان الامراض التي المستعصية قبل عقود من السنين تم القضاء عليها ولم يعد لها وجود وهذه حقيقة تكاد تكون متسالم عليها وهناك حقيقة اخرى وهي ان هذه الامراض على الرغم من فتكها وسرعة انتشارها الا ان هناك صعوبة في تصور عودتها للساحة من جديد وفي كل انحاء العالم وهذا فيما يعتلق بالأمراض البدنية واما الامراض الاجتماعية فتكاد تكون غير مشمولة بهذه القاعدة بدليل ان الكثير من هذه الامراض على الرغم من قدمها الا ان بعض يعود بين فترة واخرى وفي مختلف المجتمعات وما نلاحظه في بلدنا المظلوم خير دليل على ذلك فبالرغم من القضاء نسبيا على مرض الذلة والخنوع والتملق للسلطان الذي انتشر منذ بدايات الثمانينات من القرن الماضي واصبح انتشاره سريعا جدا في ذلك الوقت الا ان استخدام المضادات والوقاية الصحيحة استطاع ان يوقف انتشار هذا المرض ولكن لم يتم القضاء عليه نهائيا لان الفايروس الذي يعتمد عليه هذا المرض له القدرة العالية على النهوض والنشاط بمجرد ان يجد البيئة المناسبة والظاهر ان هذه البيئة قد تم ايجادها بعد تولي الحزب الحاكم لإدارة شؤون البلاد فعادت “كل البلاد تنادي … عز بلادي” وعادت بالروح بالدم نفديك….” وعادت اذا قال…. قال العراق” وعادت “اذا راح فلان فان العراق لن تقوم له قائمة” وغيرها من المقدمات التي تهيئ الارضية المناسبة لانتشار مرض الذلة والخنوع والتملق واما اعراض هذا المرض فهي كثيرة ومنها انك ترى الشخص المصاب به لا يسمع ولا يبصر ولا يشعر بإنسانيته مطلقا وكأنه قد لف حول رقبته حبل من مسد وكذلك من علامات المرض ان المصاب به لا يمشي على اثنين وانما على اربع باستخدام يديه ورجليه للوصول الى الطاغية ومن علاماته ايضا ان المنطقة التي ينتشر فيها تكون محاطة بجدار قوي يمنع نزول الرحمة الالهية وفيوضات السماء ومن علاماته ايضا انك ترى المصاب بهذا المرض لا يرضى بأي شيء و لا يقتنع بأي شيء ولا تعلم منه ماذا يريد والى اين يريد ومن علاماته ايضا ان المصاب به مستعد لان يفسح المجال لان يسلب ماله ويهتك عرضه ويهدم دينه وهو لا يشعر بذلك مطلقا وغيرها من الاعراض الاخرى الدالة على هذا المرض الخطير ولذا فإننا نناشد الشرفاء والحكماء من اهل الحل والعقد الى توحيد الجهود من اجل

تحجيم هذا المرض والحجر على المصابين به خوفا من انتقال العدوى للآخرين ومن ثم ايجاد العلاج المناسب لهذا الوباء الخطير الذي لا سامح الله ان لم يتم السيطرة على انتشاره فسيفتك بالأمة وعندها لن تكون هناك فائدة لأي مضاد او عقار يستخدم للحد منه او علاج المصابين به .

أحدث المقالات