19 ديسمبر، 2024 12:19 ص

مرض النفاق السياسي وصراعات السلطة

مرض النفاق السياسي وصراعات السلطة

الخلاف بين الحكومة الاتحادية واقليم كوردستان هي حالة مستمرة لاسباب عديدة يستغلها بعض الساسة المرضى والعطاشى لتسيد والسلطة ولهم هوس تمزيق البلد في ظل اجندات خارجية وخارطة الشرق الاوسط الجديدة والتي تعد مسرحًا للعديد من خطط التقسيم وإعادة الرسم، بداية من خطة أودد ينون ومشروع برنارد لويس، مرورًا بالمشاريع الصحفية البحثية”ووفقا للخارطة فإن دول سوريا والعراق واليمن وليبيا سوف لن تعد قائمة، وتحل محلها مجموعات متنازعة تحكمها الهويات العرقية والطائفية، وتخلص الخطة إلى خريطة دقيقة جغرافيًا وغير سليمة سياسيًا يمكنها أن تفسر الأمور بشكل خريطة سياسية ليست دقيقة من الناحية الجغرافية”. الذي يهمني فيه العراق فقسمته تاتي بهذا الشكل اولاً :الى سني في الشمال (لصيق للدولة السورية)،ثانيا: عراق شيعي في الجنوب، ثالثاً: دولة كردية متاخمة لأكراد تركيا وسوريا، دون اي مواقف واضحة للسياسيين الطامحين بالتقسيم لا بل نال تأييدهم في الكثير من الاوقات ويعملون عليها .ولكن الشرفاء فقط هم وحدهم الذين أعلنوا موقفا واضحا وصريحا، منذ بداية الاحتلال الأمريكي وإفرازاته، وأخطرها قانون تقسيم العراق الذي طرحه جو بايدن نائب الرئيس الامريكي السابق وجوبه بالرفض من جانب القوى السياسية الشريفة في الداخل والمنطقة و الذي يمثل خطوة شريرة على طريق التفتيت، وإعادة صياغة الخارطة السياسية، للمنطقة العربية وفقا للاستراتيجية الأمريكية، بما يخدم أهداف السيطرة على مقدراتها، وتهيئة المناخ لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد. رغم ان الطرح لازال قائماً وشرع للتنفيذ إلا انه فشل في الكثير من البوادر لانه اصبح مكشوفاً مع تواصل الحرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وهناك تقسيمات قائمة بحكم الواقع على أي حال. ولكن.. هل سترضى شعوب هذه الدول بما يخطط لها ؟ وطبعاً لا والف لا وعملوا خلال السنوات المنصرمة على دحر مشاريعها.. وهو مسؤولية عراقية واقليمية جماعية، يقود ركبها، ويتقدم صفوفها فرسان المقاومة، وليس أولئك الذين يجرون خلف أذيال الخيبة والهزيمة.

لنعود الى اصل الموضوع في واقع الحال فان النفاق السياسي ليس جديداً في واقع الحياة الانسانية وهذا المفهوم راسخ في الذهن البشري منذ بداية الخليقة ،.

إننا الان امام نوع من النفاق السياسي، لبعض الوجوه ، يتعاملون بدون مبالاة أو اكتراث تجاه جرائم التفتيت في العراق، ويشاركون بالعدوان من خلالها، ويرفعون عقيرتهم، استنكارا وغضبا، باسم الدفاع عن وحدة الأراضي العراقية حين لا تنسجم المواقف والقرارات مع استراتيجياتهم وتكتيكاتهم كذباً

ويتفقون في السر عكس ذلك .

في العراق الحالي الذي لايوجد فية مقياس جماهيري أو رأي عام غالب يمكن ان تبني عليه مواقف مستقبلية او ترسم على أساسه خطط سياسية او تتوقع من خلاله اتجاهات الحراك السياسي ، لازال اكثر القادة يعيش حالة النفاق السياسي لسقوط اهليتهم في الشارع وفقدان الثقة بهم وهم يتصارعون من اجل البقاء فقط كما نشاهدوه من خلال مناقشة تغيير المفوضية العليا للانتخابات التي تعيش الاحتضار من اجل تاجيل الانتخابات والبقاء في السلطة لفترة زمنية لا يعرف اخرها خلافاً للدستور القائم .

اكثر الساسة في عرفهم الديمقراطية هي “الفوضى”، و الفدرالية تعني مجموعة الحواضن يتصارعون عليها كل واحد منهم لسرقة مزيد من القطعان، و القانون عندهم هو مجموعة أعراف تختلف من مجموعة إلى أخرى، و الحكومة المركزية تمثال شمعي لا يستطيع ضرا و لا نفعا لأحد، وموارد دعم الإرهاب يأتي نتيجة طبيعية لتنفذ بعض الاحزاب في السلطة والتصارع من اجل تقسيم السرقات ( موارد الميزانية ) وهو مانشاهده في المحافظات الغربية مع الاسف الان والتغييرات المستمرة للمحافظين نتيجة الصراعات ذات الطابع العشائري فيما بينهم.