السيرة والتكوين:
“ولدت العام 1960 في بيت جدي في محلة (برخانه قا) في السليمانية.. ولدتُ في عائلة كردية ميسورة.. فوالدي كان قاضياً.. وأمي ناشطة نسائية.. دخلتُ المدرسة الابتدائية في مدينة (منتجع) شقلاوة.. حيث كان والدي قاضياً فيها.. “برهم أحمد صالح.
– اعتقل العام 1979 من قبل النظام البعثي مرتين بتهمة الانخراط في صفوف الحركة الكوردية. أمضى 43 يوماً في معتقلات الأمن في هيئة التحقيق الخاصة في كركوك.. ولقيً أنواع التعذيب داخل السجن.
ـ أدى امتحانات الدراسة الإعدادية في المعتقل.. وتخرج بتفوق حاصلاً على المرتبة الأولى في كردستان.. والثالثة على مستوى العراق.. وغادر العراق لإكمال درسته في بريطانيا.
ـ حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف 1983.. والدكتوراه من جامعة ليفربول 1987.. في علوم الهندسة والإحصاء وتطبيقات الكومبيوتر.
ـ عمل مهندساً استشارياً لإحدى الشركات الأوروبية.. وهذا ما منحه خلفيتين في العلوم والاقتصاد.
وعيه السياسي:
يقول برهم: “ارتبط وعيي السياسي مع التوقيع على اتفاقية 11 آذار / مارس 1970”.. أو ما تسمى باتفاقية الحكم الذاتي للأكراد.. التي تم توقيعها بين الحكومة العراقية والزعيم الكردي الراحل ملا مصطفى بارزاني.. وفيها اعترفت الحكومة العراقية بالحقوق القومية للأكراد.. مع تقديم ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة العراقية.. واستخدام اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية.. لكن لم يتم التوصل إلى حل حاسم بشأن قضية كركوك.. التي بقيت عالقة في انتظار نتائج إحصاءات لمعرفة نسبة القوميات المختلفة في هذه المدينة.
واعتبرت الحكومة العراقية إصرار الأكراد بشأن كردية كركوك إعلان حرب.. وهذا ما دفع الحكومة العراقية في آذار / مارس 1974 إلى إعلان الحكم الذاتي للأكراد من جانب واحد فقط.. دون موافقة الأكراد الذين اعتبروا الاتفاقية الجديدة بعيدة كل البعد عن اتفاقيات سنة 1970.. حيث لم يعتبر إعلان 1974 مدينة كركوك وخانقين وجبل سنجار من المناطق الواقعة ضمن مناطق الحكم الذاتي للأكراد.. بل إن الحكومة العراقية ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما غيرت الاسم التاريخي لمحافظة كركوك إلى محافظة التأميم.
وقد تم التخطيط لإجراء تلك الإحصائية المهمة العام 1977.. لكن اتفاقية آذار /مارس كانت ميتة قبل ذلك التاريخ.. حيث ساءت علاقات الحكومة العراقية مع بارزاني.. خاصة عندما أعلن الزعيم الكردي رسميا حق الأكراد في نفط كركوك.
بداية العمل السياسي لبرهم:
ـ العام 1974 دشن صالح العمل السياسي الفعلي.. “مع انتسابي إلى اتحاد طلبة كردستان في السليمانية العام 1974.. أي عندما كان عمري 14 سنة.. وكان العمل في هذه المنظمة سرياً.. بسبب القتال الذي اندلع بين مقاتلي الثورة الكردية والقوات الحكومية.. وقد التحقنا في ذات العام بوالدي.. الذي كان عضو محكمة الاستئناف في الإدارة الكردية التي شكلتها الحركة الكردية العام 1974.. في منطقة حاج عمران.. وقد ذهبنا كلاجئين إلى مدينة ناغدة في إيران”.
يقول صالح: “في العام 1975.. وبعد انهيار الثورة الكردية بسبب اتفاقية الجزائر.. عدنا إلى السليمانية وانتميت إلى منظمة سرية.. لم تكن توجهاتنا واضحة.. لكن كل واحد فينا كان يبحث له عن دور لمقاومة النظام.. الذي كان يحكم باستبداد وبقوة الحديد.. حتى وجدتُ نفسي في انتمائي إلى التنظيمات السرية للاتحاد الوطني الكردستاني أواخر 1976.. أي بعد عام من تأسيسه.. بزعامة جلال طالباني.. بدافع العمل من أجل تحرير العراق وكردستان وإنهاء الحكم الفاشي”.
ـ انهارت الثورة الكردية.. وعدنا مع والدي العام 1975 إلى السليمانية.. فتم نفي والدي إلى مدينة السماوة حتى العام 1979.. أما “نحن لم نذهب مع والدي إلى السماوة بل بقينا في السليمانية”.
ـ انضم سراً إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) أواخر العام 1976.. ومن ثم أصبح عضواً في تنظيمات أوروبا.. ومسؤولاً عن مكتب العلاقات الخارجية للاتحاد في العاصمة البريطانية ـ لندن.
ـ بداية العام 1977 كان هناك مهرجان طلابي خطابي.. فرشح من قبل مدرسة شورش للمشاركة في هذا المهرجان.. ويقول برهم: قدمت كلمة عن فلسطين وأشجار الزيتون.. لهذا سهل القائمون على المهرجان.. خاصة الاتحاد الوطني لطلبة العراق”البعثي”.. مشاركتي.. لكنني عندما وصلتُ إلى المنصة غيرتُ اسم فلسطين أينما وردت في الخطابة إلى كردستان.. وبدلا من شجرة الزيتون ذكرتُ شجرة البلوط.. فتلقى الحضور الكلمة بالتصفيق والترحاب.. وكنتُ أنظر إلى مدرس اللغة العربية الذي رشح خطابتي للمشاركة.. وقد غرق في عرقه خشية من النتائج.. وما أزال أتذكر المشهد حتى اليوم.. بينما كان مدير النشاط المدرسي في مديرية تربية السليمانية.. وهو خال والدتي يشير إليً لمرات عدة بالنزول وترك المنصة.. والتوقف عن إكمال إلقاء الخطابة.. لكنني أكملتها وسط هياج الجمهور.. وما إن انتهيتُ من خطبتي حتى سارع مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني إلى إخراجي من القاعة.. ولولا خشية البعثيين وقتذاك من حدوث مصادمات بينهم وبين الطلبة الأكراد الذين تحمسوا لكلمتي لتحولت إلى واقعة لا تحمد عقباها”.. “وبدأت السلطات الأمنية تراقبني كونها أدركت أني على صلة أو عضو في تنظيمات سرية”.
ـ تم انتخابه عضوا في قيادة الاتحاد في أول مؤتمر للحزب العام 1992.. وكلف بمهمة إدارة مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني في الولايات المتحدة الأمريكية.. كما أصبح ممثلاً لأول حكومة في إقليم كردستان لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
(المصدر :معد فياض. في مفترق الطرق (الحلقة 1) : برهم صالح: تعلمت العربية مبكراً بتشجيع من أبي الذي درس الحقوق ببغداد. جريدة الشرق الوسط). في 25 أيلول / سبتمبر/ 2010.
نشاطه السياسي :
ـ دشن حياته السياسية كمسؤول حكومي للمرة الأولى العام 2001 برئاسته لحكومة كردستان في السليمانية.
نشاطه بعد العام 2003:
ـ العام 2004.. عين نائب رئيس لوزراء أول حكومة في العراق الجديد.. شكلها الدكتور إياد علاوي.
ـ العام 2005.. عين وزيراً للتخطيط والإنماء في حكومة إبراهيم الجعفري.
ـ العام 2006 .. عين نائباً لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.. حيث تولى مهمة الملف الاقتصادي رئيساً للجنة الاقتصادية.
ـ نهاية 2009 تم تكليفه برئاسة حكومة إقليم كردستان.. على خلفية فوز قائمة التحالف الكردستاني في انتخابات الإقليم التشريعية.
ـ أسس الجامعة الأمريكية في العراق ـ السليمانية.. ويشغل منصب رئيس مجلس أمناءها.
هل نجح برهم في محاربة الفساد ؟:
ـ واجهت رئاسة برهم للحكومة العام 2009.. بطبيعة الحال بعض العقبات والعراقيل.. وهي نتاج الصراع السياسي والحزبي الموجود في كردستان.. منذ ما يقرب من نصف قرن بين حزبه وغريمه الآخر.. بل وفي داخل حزبه تحديداً.
ـ أنتهج برهم صالح منذ بداية تسلمه رئاسة الحكومة سياسة مناطقية.. أغضبت كثيراً حليفه الإستراتيجي الحزب الديمقراطي الكردستاني.. وتمثلت تلك السياسة بإيلاء أكبر اهتمامات حكومة الإقليم بمنطقة السليمانية.. حتى أن برهم.. وهو أبن السليمانية خصص ثلاثة أيام من الأسبوع للتواجد في السليمانية.. وممارسة مهامه الحكومة هناك.
ـ وأنشأ فعلا مكتباً بديلاً عن مجلس الوزراء هناك.. وطبعاً هذه السياسة أدت الى انتقادات عديدة.. خاصة تصريف جل جهده والإمكانيات المتاحة أمامه لرفع وتيرة المشاريع الحكومية في منطقة السليمانية.. على حساب بقية المحافظات والمناطق الأخرى.
ـ أما فيما يتعلق بآفة الآفات.. وهي الفساد الإداري والمالي.. فبرغم كل الآمال التي علقت على رئاسة برهم.. لكنه فشل فشلاً ذريعاً في الحد من تلك الظاهرة المقيتة.. بل أنه عجز تماماً حتى عن تقليل وتيرتها بإدارته.
ـ إضافة الى ما يتردد عن تورط عدد من المقربين من الدائرة الصغيرة المحيطة به بالفساد دون أي محاسبة.. الى جانب تعيين عدد كبير من أنصاره والموالين له في مناصب رفيعة بالحكومة.. خصوصا في محافظة السليمانية.
ـ ناهيك عن استقدامه لعشرات من أصدقائه في الخارج.. وزجهم في الجهاز الإداري للحكومة.. دون أن يمتلكوا أية خلفيات إدارية أو دراية بكيفية تصريف الشؤون في كردستان.
ـ خلال السنة التي تولى فيها برهم صالح رئاسة حكومة الإقليم.. لم يستطع تقديم أية حلول للكثير من الأزمات التي عانى منها المواطنون.. فالغلاء استمر بوتيرة أكبر.. ووصلت الى حدود قياسية لم تشهدها كردستان من قبل.. مع ارتفاع معدل التضخم.. ووقفت حكومة برهم صالح متفرجة دون أن تتدخل لوضع حد لهذا الغلاء الفاحش.. الذي أفقر فئات كبيرة في المجتمع الكردستاني.
ـ رغم أن حكومة الإقليم السابقة برئاسة نيجيرفان بارزاني كانت قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن نهاية مشكلة الكهرباء في الإقليم.. حتى تردد في حينه أن الحكومة بصدد رفع المولدات الأهلية من الأحياء ومحلات المدينة.
ـ لكن عادت المشكلة كما كانت في السابق..في عهد برهم صالح.. فلولا تلك المولدات الأهلية التي تستنزف أموالا كبيرة من ميزانية الأسر الكردستانية.. لما استطاعت الحكومة الإقليمية الحالية (حكومة صالح) أن تفي بالتزاماتها بتحسين وضع الكهرباء في الإقليم.. فتلك المولدات تتولى بالنيابة عن الحكومة توفير الجزء الأكبر من الطاقة الكهربائية لمنازل المواطنين في ساعات الذروة.
ـ في ظل حكومة برهم صالح تصاعدت أسعار الوقود الى أرقام قياسية.. على الرغم من أن حكومته أصبحت تصدر كميات كبيرة من المشتقات النفطية الى الخارج.. فلا المحطات الحكومية استطاعت توفير البنزين المحسن لسيارات المواطنين.. ولا استطاعت الحكومة أن توقف تجار الوقود عند حدهم من استنزاف جيوب المواطنين.. في الوقت الذي تدعي حكومة الإقليم أنها تعوم فوق بحر مكتشف من النفط في كردستان.
ـ في عهد برهم زاد التضييق على الحريات الصحفية.. وصلت في بعض الأحيان الى قتل عدد من الصحفيين.. وإقامة مئات الشكاوى القضائية ضد الكتاب والصحفيين والصحف والمجلات.. وكانت تقارير منظمة هيومان رايتس ووتش وغيرها من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين زاخرة في عهده بانتهاكات خطيرة للحقوق والحريات الصحفية.
سنكتفي بهذا القدر من النقاط التي يؤاخذ عليها برهم وحكومته.. وسنحاول في الحلقة المقبلة أن نقيم شخصية برهم صالح وأن نحدد بعضا من أسباب فشله في إدارة حكومة إقليم كردستان.
(المصدر:محمد هماوندي. هل نجح برهم صالح في إدارة حكومة كردستان. في 23 أيلول / سبتمبر / 2010 ).
تشكيل التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة:
وجه الدكتور برهم صالح..في 2 / 10 / 2017.. كلمة أعلن فيها عن تشکیل “التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة”.. للمشاركة في انتخابات برلمان كردستان.
وأوضح الدكتور برهم صالح في كلمته.. إن “التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة” انبثق من اجل تحقيق الوئام الاجتماعي والسياسي.. ومعالجة المشاكل والأزمات المتراكمة بسبب سوء الإدارة.
وأضاف الدكتور برهم صالح.. إن هذا التحالف يناضل من اجل تثبيت الحكم الرشيد وتداول السلطة عن طريق انتخابات حرة ونزيهة.
كما أكد تحالف الديمقراطية والعدالة بزعامة برهم صالح.. سعيه للوصول إلى السلطة في إقليم كردستان.. فيما شدد على ضرورة الوقوف أمام “المحتكرين” للسلطة و”المغتصبين” لحقوق المواطنين المحرومين.
الاتحاد الكردستاني” يرشح برهم صالح لمنصب الرئيس العراقي:
أعلن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.. اليوم الأربعاء 19 / 9 / 2018.. في مدينة السليمانية ترشيح برهم صالح لشغل منصب رئاسة الجمهورية العراقية.
ـ وقال سعدي أحمد بيرة.. المتحدث باسم الحزب.. إن الاتحاد الوطني حسم مسألة ترشيح رئاسة الجمهورية.. وأن المجلس القيادي للاتحاد الوطني خلال اجتماعه قد رشح برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية.