إلتقيت مساء الاحد 27 نيسان 2014 أحد مرشحي قائمة “دولة القانون” فوجدته رجلا لا يحسن الكلام، لكنه يقمع الفكرة قسرا كي يغطي ضعفه في محاججة من يحاوره، وتلك هي منهجية الطغاة، في وأد الثقافة عن كشف جهلهم، ولوي العلوم عن جادة الارتقاء بالمجتمع؛ كي يلا يثلموا كسلهم المبطر، بعمل جاد.
وهو ما لحظنا ولمسناه وعشناه، طوال دورتين تسلمت خلالهما قائمة “دولة القانون” السلطة التنفيذية، فلم تكتفِ بإهمال الخدمات والأمن وإختلاس أموال الشعب، إنما إفتعلت أزمات، وطرحت نفسها فارسا على حصان ابيض؛ لأنتشال العراق، ولم تفعل.. لوحت بالانقاذ ولم تنقذ.. على طريقة الصحافة الصفراء، التي تتفق مع عصابة محترفة، تختطف نجمة مشهورة، فتتفرد بالمعلومات متفردة بالسبق لوحدها، ثم تسهم بالمساومات بشأن إطلاق سراح النجمة، وبهذا تحقق مكسبين مادي ومهني.
تلك هي منهجية الطغاة، التي ما زال يستخدمها نوري المالكي.. رئيس وزراء العراق حتى كتابة هذا العمود، في الثانية عشرة من ظهر الثلاثاء 29 نيسان 2014 اي قبل يوم من انتخابات مجلس النواب 2014.. ورثا عن سلفه الطاغية المقبور صدام حسين.
وزارة الثقافة، ممثلة بالدار الوطنية للطباعة للنشر والتوزيع، إبان الثمانينيات، تعلن عن تخفيضات في معرض “الشرق” للكتاب، لكنها في الحقيقة، تشطب السعر المثبت عليه من الجهة المصدرة، وتضع سعرا أعلى تخفض الفرق على اعتباره مكرمة من صدام.
ولأن كل قرين بالقرين يقاس، وطبع الخادم من المخدوم، فقد ادركت؛ جراء سوء ما تجمع في وعيي من لقاء هذا المرشح، ان قائمة “دولة القانون” ما زالت تصر على الإستحواذ.. بهستيريا.. مهووسة بالسلطة، بعد دورتين فظيعتين من رئاسة الوزراء.
دورتان عاث خلالهما رجال “دولة القانون” فسادا، يبتدئ من رأس السمكة المتعفن.. واولاده وازواج بناته والآخرين، نزولا للزعانف والاذناب، بينهم المرشح الوسيم الذي التقيته.
وهذا هو القدر الموعود به العراقيون، إذا عادت “دولة القانون” تجلدهم بسوط إهمال الخدمات والفساد والانفلات الامني، دورة ثالثة.