اصبح الوضع العام في حرب غزة لا يحتمل حتى بالنسبة الى اقرب حلفاء إسرائيل البلد المدلل العاق الذي بات يكثر من تحرشاته الوقحة والمخالفة للقانون الدولي وصار يتجاوز الخطوط الحمراء و لايهاب العالم ويتصرف وكأنه هتلر الثاني متعكزا على ما حصل لليهود خلال الحرب العام الثانية احداث بشعة لاقت تعاطفا عالميا كبيرا الى الحد الذي وعدهم الغرب في بداية القرن العشرين بانشاء وطن قومي لهم كمكافأة لمعادة هتلرواتباعه للسامية التي أصبحت شماعة يعلقون عليها كل من تجاوزوا على حقوقه الأساسية واستهانوا حرمته وشردوا وجوعوا المدنيين العزل من اهله وخربوا دياره بادعاءات زائفة.
ومع كل هذا لا تغير استراتيجي مهم في مواقف دول الغرب وحلفاءها في مساندتها لإسرائيل ماديا ومعنويا بجحة الدفاع عن النفس واطلاق سراح الرهائن ومحاربة الإرهاب وذلك برغم تجاوزاسرائيل حتى الخطوط الحمراء وضرب عرض الحائط القرارات الدولية بضمنها قرار مجلس الامن الأخير بالوقف الفوري لاطلاق النار . ناهيك عن انتهاكات إسرائيل السابقة للقوانين الدولية الأخرى ورفض مناشدات دولية بوقف المجازر في غزة والسماح للمعونات الغذائية الدولية بالوصول الى سكان غزة المحاصرين ووقف استخدام سلاح التجويع ضد المدنيين وتدمير مختلف أنواع البنى التحتية وتمادي نتنياهو في الرفض المطلق لحل الدولتين وكأن العالم لعبة يحركها بيده بمرأى ومسمع حلفائه من اشرار الغرب الذين يتحكمون في مصائر الشعوب وهم الذين كانوا ولازالوا وراء كل الازمات الدولية الكبرى كالتبرع بممتلكات الشعوب الأساسي في ظروف معينة واهدار حقوق هذه الشعوب.
اما الاخيار من دعاة الحق من بين شعوب العالم فقد قال الرئيس البرازيلي دي سلفيا “انما تقوم به إسرائيل في حربها في غزه هي إبادة جماعية حيث يقتل الأطفال والنساء” في حرب غير متكافئة ورفض التراجع عن تصريحاته يالها من بطولة واتهم كما هي العادة بمعاداة السامية .هذا كما قطع عدد من الدول في أمريكا اللاتينية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل مثل كولومبيا وتشلي وبوليفيا وهنداروس فيما استدعى عدد اخر من الدول سفراءها من إسرائيل واعتبروا ما تقوم به إسرائيل انتهاكا فاضحا للقوانين الدولية وحقوق الانسان.
نيكاراغو هي الأخرى قدمت شكوى الى محكمة العدل الدولية متهمة الماانيا بالمشاركة في الإبادة الجماعية مع إسرائيل عن طريق تقديم الأسلحة المتطورة لها والمساعدة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
وقبلها دولة جنوب افريقيا التي عانت ما عانت من التمييز العنصري الاباراتايد تقدمت بدعوة قضائية الى المحكمة نفسها بخطوة جبارة تتهم فيها إسرائيل بابادة الشعب الفلسطيني في حرب ظالمة فيما تبجحت إسرائيل واتهمت دولة جنوب افريقيا بانها الذراع القانوني للارهاب .
وستطول قائمة الدول المناصرة للحق والداعية لوقف هذه الإبادة الجماعي في حرب غير متكافئة الأطراف وتستخدم فيها كل الوسائل المحرمة دوليا ومن ضمنها سلاح تجويع العزل من المدنيين أطفالا ونساءا وشيوخ ويتبع فيها الطرف المعتدي سياسة الأرض المحروقة.
واليوم أعلنت اسبانيا انها تنوي الاعتراف بحل الدولتين والاعتراف بالدول الفلسطينية في الأشهر القليلة القادمة مدعية بان ذلك في مصلحة الغرب. كما ان أستراليا تنوي سلك نفس المسار كما ورد في الاخبار. فيما تتلكأ دول الغرب الكبرى الأخرى(بريطانيا وامريكا ) بالتخلي عن ربيبتها إسرائيل تحت غطاء الدفاع عن النفس ومحاربة الإرهاب وهي اداعاءات أصبحت عملات زائفة ومستهلكة وتتهاوى مصداقيتها وتضعف
لابد لحقوق الشعوب المهضومة ان تسترجع وتنقهر قوى الشر. ولا تسود العدالة الا بمناصرة الحق ووقوف الخيريين ضد ما فعلته وتفعله هذه القوى التي تسعى الى سيادة الباطل وقتل الأبرياء بأسلحة متنوعة تتبرع بها هذه الى الطرف المعتدي.