لم يکتفي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بما مارسه من إجراءات بشأن رفع معدل التخصيب وحتى تبرير إنتاجه للقنبلة الذرية کما جاء في تصريح وزير الامن، ويبدو واضحا من إنه وبعد أن لم يجد هذه الاجراءات فعالة ومفيدة في التأثير على إدارة الرئيس الامريکي بايدن، فإنه بدأ بمرحلة أخرى من عمليات الابتزاز وذلك من خلال تحريك أذرعه في العراق للقيام بنشاطات إرهابية في سبيل ممارسة الضغط على بايدن لحسم العودة الامريکية للإتفاق النووي بما يلائم ويتناسب مع مطالب النظام الايراني وذلك من خلال قصف مطار أربيل.
قيام النظام الايراني بالاعلان عن عدم وجود أية علاقة له بقصف مطار أربيل، موال ممجوج وممل ومفضوح سبق وأن سمعنا الکثير من أمثاله من جانب هذا النظام، کما حدث في عمليات الاغتيال التي طالت رموز في المعارضة الايرانية والتي کان أخيرها وليس آخرها العملية الارهابية للدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي والتي حاول النظام الايراني کثيرا التملص منها ولفلتها ولکن من دون جدوى، ولذلك فإنه من السذاجة تصديق مزاعم النظام الايراني بعدم وجود علاقة له بقصف مطار أربيل ولاسيما وإن أذرعه وعملائه لايمکن أن يقوموا بأي نشاط أو تحرك إلا بعد صدور أوامر لهم من جانب النظام.
وجهة النظر التي طرحتها وكالة (رويترز) للأنباء؛ من إن القصف الصاروخي المفاجئ على”مطار أربيل الدولي” يوم الاثنين المنصرم، يؤكد أن “طهران” بدأت تحريك أوراقها للضغط على “واشنطن”؛ لتسريع فتح باب مفاوضات العودة لـ”الاتفاق النووي” من موقع قوة. وجهة النظر هذه هي في الحقيقة إنعکاس وتجسيد لحقيقة الدور المشبوه للنظام الايراني وعدم الثقة به وبمزاعمه.
النظام الايراني بدخوله مرحلة جديدة من إبتزازه للإدارة الامريکية يأتي في ضوء نفاذ صبر النظام الايراني ولاسيما وإن أوضاعهم وعلى مختلف الاخعدة بالغة السوء وبشکل خاص أوضاعهم الداخلية حيث إن الشعب الايراني قد وصل الى درجة لم يعد فيها بعيدا من أن ينفجر کبرکان بوجه النظام وإن تزايد النشاطات والتحرکات الاحتجاجية من أهم المٶشرات التي تدل على ذلك کما يجب علينا أن لاننسى ونتجاهل بأن عملية قصف مطار أربيل الدولي قد جاءت بعد القرار الهام الصادر عن الکونغرس الامريکي والذي وقعه 113 سيناتورا وتم الاعلان من خلاله دعم ومساندة نضال السعب الايراني من أجل الحرية والوقوف الى جانبه والإشادة بميثاق مريم رجوي ذو العشرة بنود من أجل إيران المستقبل وإرسال ذلك القرار الى الرئيس الامريکي ولذلك فإن على العالم عموما والعراقيين خصوصا أن ينتبهوا الى هذا الدور المشبوه والخبيث للنظام الايراني وضرورة التصدي له.