23 ديسمبر، 2024 4:11 ص

مرحبا قداسة البابا …. ولكن!!!

مرحبا قداسة البابا …. ولكن!!!

رحيق أحمد
من المنتظر أن يبدا البابا فرنسيس زيارة وصفت بالتاريخية إلى العراق
الزيارة تأتي بحسب المعلن لتفعيل الحوار والتلاقي بين الأديان و ونشر السلم والسلام بين جميع ابناء الوطن!!!
ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة وبيان الآلية السليمة لتحقيق هذه المعاني السامية التي لم تر النور وظلت حلما تتوق اليه البشرية كونها لم تتعدَ دائرة الخطابات والشعارات الرنانة لغرض الدعاية والانتهاز حتى صرنا نرى ان من يذبح الحوار والسلم والسلام صار يرفع هذا الشعار!!!
لكن نريد ان نلفت انظار قداسة البابا الى بعض الامور التي قد تكون خافية عنه!
العراق الذي ينوي قداسة البابا زيارته خاضع ولا يزال منذ 17 سنة تحت سلطت وقبضة الحكومات والاحزاب والمليشيات التي لم يشهد لها مثيل في ممارسة الفساد والسرقة والقتل والقمع والتهجير وكل ظلم واجرام!!!
وكل ذلك جرى ويجري بمباركة وشرعنة المؤسسة الدينية بزعامة السيستاني الذي ينوي اللقاء به وهذا واضح لدى الجميع حتى ان نفس الاحزاب والمليشيات صرحت ان الحكومات تتشكل بموافقة السيستاني!!!
فأي حوار وتقارب وسلم وسلام في ظل تسلط وهيمنة تلك الاحزاب ومليشاتها ورموزها الدينية والسياسية والمليشياوية، ومن ورائها المؤسسة الدينية وولاية الملالي في ايران الشر؟!!
هل يعلم البابا أن قتلة الشعب وسراق المال ومخربي الوطن هم في طليعة الذين سيستقبلونه وسيلتقي بهم ويصلي معهم، وسيوظفون الزيارة المنتظرة لصالح مصالهم الشخصية والحزبية وسيعتبرون ذلك منجزا لهم؟!!!
هل يعلم البابا ان الزيارة واللقاء بهؤلاء هو امضاء وتشريع لما يجري في العراق من قتل وقمع وحرمان وويلات؟!!
هل يعلم قداسة البابا أن مقتدى الصدر زعيم اكبر واخطر مليشيا قتلت وهجرت العراقيين من مختلف الطوائف والاديان قد سال لعابه لهذه الزيارة وغرد لها لركوب الموجة كعادته، وقد شاطره بذلك نظراؤه من قادة الاحزاب الفاسدة والمليشيات المجرمة وماكنتها الاعلامية ؟!!
هل يعلم قداسة الباب ان السيستاني الذي ينوي اللقاء به لم يتجرأ على اصدار فتوى ضد الفساد والمفسدين الذي سلطهم على العراق ولم يصدر فتوى ضد المليشيات التي تأسست بفتوى منه والتي قتلت وتقتل العراقيين بالعلن وصارت فوق القانون والدولة والوطن والشعب ومصدر تهديد لأمن وسلامة وسيادة العراق (المسلوبة) وهي من يتحكم بمصير العراق وتنفذ اوامر ايران الشر والارهاب؟!!
هل يعلم قداسة البابا ان السيستاني (كعادته) التزم الصمت والسكوت تجاه القمع الذي طال المتظاهرين من النساء والرجال والاطفال حتى وصل عدد الشهداء ما يقارب الالف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمغيبين والمشردين وما بمجزرة ناصرية (ابراهيم الخليل) والحضارة ببعيد حيث لم يكلف السيستاني نفسه حتى بإصدار بيان استنكار او مؤاساة كما فعل حينما ارسل عزاء ومواساة بوفاة وكيله في البصرة؟!!!
هل يتصور قداسة البابا مشاعر أمهات وآباء وابناء شهداء التظاهرات وكل العراقيين الذي قتلوا على يد الآلة القمعية لحكومات الفساد والقمع ومليشياتها وهم يرون البابا يلتقي مع قتلة الشعب وسراق الوطن و يسامرهم و يصلي معهم؟!!!
الحديث يطول في هذا الجااااانب يا قداسة البابا
فبدلا من ان يزور العراق ويلتقي بقتلة الشعب وسراق الوطن الذين خرج الشعب ضدهم كان الاجدر بقداسة البابا ان يكون اكثر واقعية ويخطو خطوات حقيقة من اجل انقاذ العراق والتي تتمثل في دعم القضية العراقية من خلال الضغط الحقيقي على المجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة والراي العام العالمي لتلبية مطالب الشعب العراقي الذي قد رفعها في سوح التظاهر والتي طالب فيها الامم المتحدة والمجتمع الدولي بإنقاذه من الظلم والجور والفساد والارهاب الذي يتعرض له وتحرير العراق من الاحزاب والكتل والمليشيات التي شاركت بالعملية السياسية الفاسدة وتشكيل حكومة انقاذ وطني خالية منها وتؤسس لبناء عراق تحت نظام حكم مدني عادل !!!!