23 ديسمبر، 2024 7:07 ص

مرجعية الميدان العروبي

مرجعية الميدان العروبي

لم يزل المجتمع العراقي بحاجة الى شخصية بنائية فعالة ومؤثرة تنقله من مرحلة العزلة والسكون الى دينامية التفاعل والتطور بما يتلائم مع المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تجري في جميع الدول في العالم دون الخروج عن المباديء والقيم السامية التي يزخر بها تاريخ العراق وشعبه ,الذي يمتد الى اولى الحضارات الناشئة في الارض,كحضارة سومر وبابل واكد.
وبعد ان سقطت جميع الرموز الدينية والسياسية التي مهدت لاحتلال العراق وقتل شعبه وسرقة موارده النفطية وتدمير بناه التحتية ,فاننا نعول على وجود رمز عراقي عربي وطني رفض الاحتلال وتقسيم العراق ونهب ثرواته مرارا وتكرارا,وسعى الى تشكيل منظومة اجتماعية متماسكة تضم جميع الاطياف والمذاهب والقوميات تحت سقف المطالب الوطنية ,التي تدعوا الى الاستقلال الكامل من كل اشكال الاحتلال والتمايز العرقي والقومي والطائفي ,بحيث يتجنب المجتمع العراقي السقوط في فخ الفوضى والتشرذم المقيت.
يقول المرجع العراقي العربي “محمود الحسني”في البيان المرقم 42الصادر في 31/ه/2007ما نصه..
“الله الله في الارواح…الله الله في الدماء…الله الله في الاعراض…الله الله في الاموال…الله الله في نفط العراق…الله الله في العراق…الله الله في شعب العراق…الله الله في نساء العراق…الله الله في اطفال العراق…الله الله في اجيال العراق…الله الله في ثروات العراق..”
لقد شغل هذا الرجل العربي الشريف دورا ديناميكيا مميزا في تشخيص الاخطاء التي اعترضت مسيرة تطور المجتمع العراقي منذ احتلال بغداد وليومنا هذا ,ولم يكتفي بالتشخيص وحسب ,وانما ابرز الحلول الناجعة لتلك الاخطاء باسلوب استقرائي وعلمي مميز ,حاول من خلاله تجسيد وتكثيف المشاعر والقيم المتصلة بواقع المجتمع العراقي لاستنفار الطاقات العملية المهنية المتوفرة في سبيل بناء دولة تمتلك هوية وطنية خالصة تبتعد في مساراتها عن الحزبية والفئوية والطائفية,بحيث يتمكن الجميع من العيش في ظل مباديء الحرية والسلام وفي جميع الميادين السياسية والفكرية والعلمية ,فوجه دعوات وخطابات عقلانية ,تشيد مؤسسات الدولة العراقية على اساس دستور وطني مستقل عن التدخلات والاملاءات الخارجية مهما كانت هوياتها وانتماءاتها.
وقد اكد في جميع خطاباته على ضرورة احترام الانسان العراقي مهما كانت معتقداته وافكاره ,شريطة ان لاتتعارض مع العقلانية المعتدلة التي تبتعد عن التطرف والتشرذم والمعاداة لحقوق الاخرين ,خاصة فيما يتعلق بحرية الرأي ,وحرية الفكر.
وقد عرف المرجع العراقي العربي”محمود الحسني”,ان بروز هوية الطائفية والمذهبية والقومية في العراق ,سوف يؤدي الى انهيار واضعاف التماسك الاجتماعي ,وبالتالي سيؤدي الى خلخلة الامن والاستقرار ,وهذا سيؤدي الى اشتعال الحروب والازمات التي تسعى الى تدمير البنى التحتية سواءا للدولة او الشعب,لذا نجده يقول في احدى بياناته الصادرة في 7/7/2006ما نصه
“لنعمل بجد وصدق واخلاص..

اولا
لايقاف نزيف الدم العراقي وانهاء سلب ونهب وغصب ثروات العراق النفطية والمائية والزراعية والسياحية والدينية وغيرها.
ثانيا
لايقاف التهافت والتسافل والهلاك والدمار الذي يسير ويصب ويمر به المجتمع عموما ويعاني منه بسبب تجارة المخدرات وتعاطيها.
ثالثا
لايقاف هتك المجتمع وسفك دماءه وضياعه بسبب الفساد الاداري وصراع العصابات “المافيات”على المواد والاموال الذي نخر وينخر وحطم ويحطم وينهي جميع الوزارات والمؤسسات والدوائر الخدمية وغيرها وتحويلها الى مؤسسات لاختلاس الاموال واغتصابها وابتزاز الشعب المظلوم”…
وقد امتلك المرجع العراقي العربي”محمود الحسني”وعيا فكريا واقعيا بضرورة العمل الجاد والقوي من اجل وحدة العراق تاريخا وارضا وشعبا لمواجهة القوى الاستعمارية الكبرى التي تريد الغاء الهوية الوطنية من خلال تشرذمها في اصطفافات طائفية وقومية ,مع الزام الجميع بفهم العناصر المشتركة العديدة التي يلتقي بها ابناء الشعب العراقي كوحدة الارض ووحدة الهدف ,لذا نراه يقول في احدى خطاباته المؤثرة..
“لنتوحد تحت راية العراق,ارض الانبياء وشعب الاوصياء…
لنتوحد بالتحلي بالاخلاق الفاضلة النبوية الرسالية…”
وعلى العكس من مراجع الدين الذين اعتنقوا مذهب”الانعزالية”و”السكونية”وجدنا ان “محمود الحسني”قد اتبع المنظور الاسلامي الصحيح الذي يؤثر الحركة والتفاعل مع هموم ومشاكل المجتمعات وفي شتى ميادين الفكر والسياسة والاقتصاد ,فنراه يكتب ويصدر المؤلفات والكتب العقائدية والعلمية والاقتصادية ,بحيث نستشف من جميع كتاباته ومؤلفاته بوجوده الفعلي والمؤثر في الشارع العراقي مع العالم والاستاذ الجامعي والطبيب والمحامي والفلاح وعامل المصنع,وحتى العاطلين عن العمل والفقراء واليتامى ,فنراه يدعو الى احتضان الكفاءات العلمية ودعمها بشتى الادوات والوسائل من جانب,ويدعو الى تشغيل العاطلين عن العمل وتوزيع رواتب الضمان الاجتماعي على الفقراء والارامل واليتامى بما يتناسب والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها البلد.
ونحن اذ نكتب عن هذه الشخصية العراقية العربية الاصيلة بما تيسر لنا من معلومات ,ندعوا جميع المفكرين والمثقفين من ابناء شعبنا العراقي الحبيب الى قراءة كتب ومؤلفات وبيانات المرجع العراقي العربي”محمود الحسني”,ليتبين لهم الفارق بين المرجعية الحركية والمرجعية السكونية القابعة في سراديب السكون والموت القسري ؟؟