23 ديسمبر، 2024 8:37 ص

مرة أخرى .. مملكة الوقف السني في العراق

مرة أخرى .. مملكة الوقف السني في العراق

يقول الفيلسوف )جورج سانتايانا ) أن الحقيقة قاسية، لكن بالإمكان أن نحبها ، وهي تجعل من يحبونها أحرارا . وما أكثر ألحقائق في ألعراق التي بحاجة للكشف والتمعن فيها لعلنا نصل للخطوة ألأولى نحو المسار الصحيح . وبالأخص عندما يتم التلاعب  بأموال الناس والفقراء والمساكين بأسم الدين . ويتم اتخاذ العناوين الدينية ممراً أمنا للبعض من أجل البقاء في مملكتهم التي يتم تأسيسها على الفساد والمحسوبية والمصالح الشخصية .
ديوان الوقف السني في العراق . أحد هذه المماليك الجديدة. التي وجدت لها طريق بعد عام 2003. وأصبحت تابعة وبقوة للأهل والمقربين فقط من رئيس الديوان أو ( ملك الديوان ) الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي . الذي حول الديون إلى مملكة خاصة له ولعائلته والمقربين منهم . والى أقرباء زوجته ومن لف لفهم, ممن يجد فيهم أملاً في الاستحواذ على كل شيء . بل وصل ألأمر للاستعانة بشخوص جديدة , ولعل أبرزها السيد ( أصيل طبرة) الرجل الذي في ليلة وضحاها أصبح كل شيء ..!!
لنبدأ بالمقربين لنجد السيد( محمد شكري جمال ) قد تم تعيينه . بالأمر الديواني  المرقم (5833) في 22 /4 / 2013 الصادر من رئاسة ديوان الوقف السني / الدائرة الإدارية والمالية / قسم الموارد البشرية  . معاوناً لمدير عام هيئة إدارة واستثمار أموال الوقف السني وكالة . وكتاب التعيين ذيل بتوقيع ( د. إسماعيل علي طه ) وكيل رئيس الديوان . ومن ثم بعد شهرين تقريباً يتم تعين نفس الشخص بنفس المنصب لكن بصفة جديدة وهي ( مدير عام ) هيئة أدارة واستثمار أموال الوقف السني وكالة .وحسب الأمر الديواني المرقم ( 368 ب) في 23 /6 / 2013 . والصادر من مكتب رئيس الديوان, ويحمل توقيع رئيس الديوان نفسهُ. علماً بـان هذا الهيئة لديها ميزانية خاصة غير الميزانية المخصصة للديوان من الدولة .
من هو السيد ( محمد شكري جمال ) ؟ هو شقيق زوجة رئيس الوقف السني . وقبل سنتين تم اعتقاله من قبل هيئة النزاهة . وأطلق سراحهُ بعد دفع مبالغ مالية ضخمة . مما اجبره على الرحيل والسفر إلى جمهورية مصر . وهناك ربطته علاقة تجارية كبيرة بالسيد ( أصيل طبرة) رجل الأعمال المعروف في النظام السابق والمقرب من رئيس اللجنة الاولمبية العراقية السابق ( عدي صدام حسين ) . وعندما عاد ( أصيل طبرة) للعراق كان له الدور الكبير في تعيينه في هذا المنصب . لكون ( أصيل طبرة) بعد عودته أصبح المنقذ الوحيد لرئيس الوقف السني . الذي كان يفكر مراراً وتكراراً في التخلص والاستقالة . إلى ان جاء (أصيل) ورفع شعار ( شبيك لبيك أنا بين يديك ) .
بعدها دخل ( أصيل طبرة)  إلى الوقف للسيطرة على المقاولات والعقود في ديوان الوقف السني مقابل قيامه ُ بترتيب أوضاع (السيد احمد عبد الغفور) في وزارة الداخلية والجهات الأخرى من خلال عدم التعرض له ولحاشيته . ولعل أبرزها حادثة أطلاق سراح المعتقلين من حماية رئيس الوقف . وهم أربعة  أشخاص . كذلك سمح هذا الدخول في كافة أعمال الوقف بأن يقوم السيد ( أصيل طبرة) باستيراد المواد الغذائية والكهربائية ومواد أخرى  لحسابه الخاص . مستغلاً وجود كتب صادرة من الوقف تقول بأن هذه المواد لحساب الوقف السني. ولكون الديوان معفي من كافة الرسوم والضرائب .
بالمناسبة يتمتع السيد (أصيل طبرة) بحماية خاصة  وسيارات مدرعة تقدر بعشر سيارات , ومنسب لمرافقتهُ ضابط برتبة نقيب للحماية . وهو مواطن عادي ولا يشغل أي منصب في الدولة العراقية . فكيف ؟ ولماذا ؟ ومن يوفر له كل تلك الأمور ؟ .. السنا في ولاية بطيخ يا عراقيين ..!! علماً  بأنه بتأريخ  18 / 8 / 2013 . صدر كتاب من قبل هيئة المسائلة والعدالة . باجتثاث ( أصيل طبرة) لكونه شغل منصب النائب الأول لرئيس اللجنة الاولمبية العراقية السابق ( عدي صدام حسين ) وكونه أثرى من المال العام على حساب الشعب في تلك الفترة . لكن يبدو بأن دولتنا النائمة في العسل . تحارب الصغار وتترك الكبار والمقربين منها . ولا أعلم  لماذا هيئة المسائلة موجودة أن كانت قراراتها لا تنفذ على بعض الأمراء والمماليك الجدد في العراق .
نعود لمملكة الوقف السني بقيادة الملك احمد عبد الغفور السامرائي . ونلاحظ بأن أبنه السيد عمار احمد عبد الغفور السامرائي . تم تعينهُ بمنصب مدير عام الدائرة المالية والإدارية . وهي الدائرة المسؤولة عن تموين دوائر الديوان بالأموال إضافة إلى مسؤوليتها في التعيين . كما نجد بأن السيد ( مقداد ) خريج الدراسة الإعدادية . تم تعينهُ بمنصب مدير الدائرة الهندسية . لكونه أبن عمة رئيس الديوان . بالإضافة إلى العقيد مدير قوة حماية الديوان وجميع الدوائر التابعة  السيد ( أحمد أبو حذيفة السامرائي ) أبن خالة رئيس الديوان ..!! والتعيينات كلها حديثة وبالوكالة . كما أن هناك الكثير من الأسماء والمناصب المشمولة بالاجتثاث . ولا تزال تعمل هناك في الديوان . والسبب أما لعلاقة القرابة برئيس الديوان  , أو لأنها ذات نفوذ كبير يجعلها خارج الحساب والقانون . ولعل مدير مكتب السيد رئيس الوقف ومعاون المفتش العام اكبر دليل ..!!
فيضٌ من غيض ما يجري فيك يا بلدي . ومن يتاجر بكل شيء بأسم الدين . ويطبق القانون على البعض فقط وهم البسطاء . ويترك الوحوش تخرج مخالبها لتنهش بجسد العراق وشعبهِ. في مكان وزمان غاب الرقيب والضمير والنزاهة . وتحول البلاد إلى ( دكان) يأخذ منه البعض ما يريد ومتى يشاء .
أبن الحساب والعقاب يا وطن .. أين الضمير ؟؟
مع ذلك لم نسكت وسوف نستمر بفضح الجميع . فالسكوت عن الحقيقة مؤلم جداً .
سلامات يا وطن .. اخ منك يالساني