26 نوفمبر، 2024 10:54 ص
Search
Close this search box.

مرة أخرى مع مشعان الجبوري

مرة أخرى مع مشعان الجبوري

بالرغم من كراهتي السابقة للسيد مشعان الجبوري وبالرغم من معارضتي الشديدة لإعادة تأهيله للعمل السياسي من جديد  , لكنّي وللتأريخ أقول أنّ هذا الرجل قد أثبت مع كل موقف وطني تبنّاه حتى هذه اللحظة , إنّه رجل شهم وشجاع وشريف , بل إنّه أشرف وأطهر وأشجع من العشرات من النوّاب الشيعة الجبناء الأذلاء المتخاذلين , واليوم أنقل للقارئ المنصف الكريم ما قاله مشعان الجبوري بخصوص المعلومات المتسرّبة بقيام السيد رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم بتعيين أبنته جوان محمد فؤاد معصوم بصفة مستشار برئاسة الجمهورية , وأترك للقارئ الكريم الحكم على ذلك , فقد قال السيد مشعان الجبوري على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك ( اطلعت مثلكم على الوثيقة المرفقة المتعلّقة بقيام رئيس الجمهورية بتعيين أبنته جوان محمد فؤاد معصوم بصفة مستشار برئاسة الجمهورية وبراتب قدره أثنى عشر مليون وسبعمائة ألف دينار , وقال إنّ تعيين أصحاب المواقع العليا في البلاد ونوّابهم لأقربائهم والموالين لهم , ظاهرة شائعة جدا ولا تتعلق بالرئيس فؤاد معصوم فقط , وليس سرّا حين أقول أنّ ثمة جيشا من المستشارين الذين يقدّمون استشاراتهم بالهاتف أو عبر الأيميل أو لا يقدّمون شيئا وهم يقيمون خارج العراق ويتقاضون رواتب فلكية ويتمتع بعضهم بامتيازات أخرى كالحمايات والسكرتارية والجوازات الحمراء .. الخ , وبكشف هذه الفضيحة المستّفزة لمشاعر الناس , أتعهد أمامكم بأنني سأوجه كتبا إلى دواوين الرئاسات الثلاث وإدارات الهيئات المستقلّة والوزارات , أطلب فيها أن يرسلوا لهيئة النزاهة كشفا بأسماء المستشارين في مكاتبهم ومقدار رواتبهم , وسوف أعلن للشعب تفاصيل هذه المفسدة التي من خلالها يستّغل الساسة مناصبهم لتحقيق المكاسب لأسرهم وأقربائهم ومريديهم وكوادر أحزابهم على حساب المال العام , فيما الأغلبية تتحسر على العيش الكريم )  .
والحقيقة أنّ هذا اللون من الفساد والتبذير وعدم الحرص على المال العام , لم ينجو منه أحد من السادة أصحاب المواقع العليا في الدولة العراقية , لا السابقون منهم ولا اللاحقون , وقد توّرط فيه الجميع , الشريف منهم والوضيع , ولست مبالغا إذا قلت إنّ أعداد هؤلاء المستشارين يكفي لتشكيل فرقة عسكرية , مع العلم أنّ أغلبهم غير موجود ولا يعيش  في العراق , ويتقاضى هذه الرواتب الفلكية , وأنّ الوثيقة التي نشرتها وسائل الإعلام عن قيام رئيس الجمهورية بتعيين أبنته بصفة مستشار برئاسة الجمهورية , قد أثارت مشاعر العراقيين الفقراء الذين يبحثون عن فرصة للعمل والعيش الكريم , وكشفت قبح وانحطاط النظام السياسي القائم في العراق , وفتحت الباب أمام القلة القليلة من أصحاب الشهامة والغيرة العراقية الأصيلة من السادة النوّاب بفتح هذا الملف وتسليط الأضواء عليه , فأحزاب السلطة جميعا قد اشتركت في هذا الفساد وهي تعلم علم اليقين إنه فساد وسرقة للمال العام , أنني إذ أعلن أمامكم أني أقف بكل مشاعري وجوارحي مع النائب مشعان الجبوري في هذا الموقف الشجاع , واقول له سر على بركة الله ولا تأخذك في الحق لومة لائم , وأفضح الفساد والمفسدين أينما كانوا وأي كانت مواقعهم في الدولة , واعلم أنّ مشاعر كل غيور وشريف وحريص على هذا البلد هي معك , ولا تلتفت لنباح الكلاب السائبة , وفي هذه المناسبة أيضا أتوجه لكل الأحزاب والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني أن تخرج من صمتها وتطالب مجلس النوّاب العراقي بالتصدّي لمنابع الفساد وتجفيفها , وإعلان الحرب على الفساد والمفسدين .     

أحدث المقالات