لم يكن يتوقع الكثيرون أن قضية نينوى ستباع بالمزاد العلني من قبل بعض نوابها، الذين طالبوا بأن يتم توزيع ( الورث ) بين ( اقطاب التآمر ) ، بالرغم من ان داعش هي احتلت ارض تلك المحافظة ، بعد ان تركتها قيادات العساكر بناء على توجيه من ( ولي الدم ) ، والمسؤول التنفيذي الاول كما يدعي ، نوري المالكي ، ليضيع دم أبناء تلك المحافظة بين القبائل!!
كان النائب عبد الرحمن اللويزي من أكثر ( اللطامة ) المتهمين بأنه له ضلعا في مؤامرة سقوط الموصل، وكان يبعد اقرباءه من كبار الضباط والمراتب الى مواقع أخرى، بعيدة عن ساحة العمليات ، وفق ( صفقة ) اعدت بين اللويزي وداعش قبل سقوطها!!
ولكي تكتمل السبحة، فقد وجد البعض في أحلام النائبين عبد الرحيم الشمري واحمد الجبوري فرصتهما في ان ينضما الى تلك الجوقة التي لم تترك مناسبة للحط من قدر شخصيات نينوى الوطنية أمام جمهورها الا وكان لهما من سمات الخيانة والغدر لدى هؤلاء الشامتين بسقوط محافظتهم!!
ولكي يكون للخيانة مكانة لديهم وتقوى شوكتهم فقد سعى هؤلاء النواب الثلاثة الى التقرب من المالكي وشخصيات مقربة منه، في أن يحصل هؤلاء على مبتغاهم في ان يكون لهم موقع مؤثر في سلطة نينوى المستقبلية، وكان لهم ما أرادوا عندما هيأوا (مؤامرة ) في البرلمان لاقالة محافظ نينوى أثيل النجيفي ، ساندتهم فيها اطراف مؤثرة في التحالف الوطني بينها المالكي والعامري بمسرحية اعدها مجلس المحافظة، بوثائق مزورة!!
وما كشف عنه النائب موفق الربيعي وقبله العامري عن سعي جهات في التحالف الوطني لانهاء وجود معسكر متطوعي نينوى الذي أعده وهيأ له المستلزمات محافظها أثيل النجيفي والحديث عن نوايا عدوانية أخرى لاستهداف تلك المحافظة فقد تأكد بالدليل الملموس ان بيع الموصل ، كان قد ابتدأ مسلسله منذ ان كان المالكي رئيسا للوزراء، وهو الان يريد اقامة ( القسام الشرعي ) لتقسيم اوصال تلك المحافظة بين من تآمروا على مستقبلها وسهلوا لداعش التوغل واجتياح أرضها واستباحة شعبها، ووجد في ( النواب الثلاثة ) اللويزي والشمري والجبوري ما يمكن ان يقبلوا ببيع ما تبقى من تلك المحافظة، ويتم تعيين أحدهم محافظا والاخر نائبا للمحافظ ، وربما يعين احدهم بمنصب وزيرا للدولة على شاكلة تعيين محافظ صلاح الدين السابق وزيرا للدولة أحمد الجبوري، تثمينا لدورهم في بيع أشلاء محافظاتهم ، وتأخير تحريرها بأية طريقة!!
لكن مصادفة ايجابية ربما ستكون في صالح محافظ نينوى أثيل النجيفي بعد قرار اقالته من قبل مجلس النواب ، وستكون له ( حظوة ) لدى الكثيرين داخل نينوى او في خارجها، عندما انكشفت ( خيوط المؤامرة ) الخطيرة التي أعدت لبيع الموصل ومسلسل استهدافه..وسيكون رصيد محافظ نينوى أثيل النجيفي هذه المرة أكثر بكثير مما حصل عليه خلال اعادة انتخابه محافظا لها قبل اكثر من ثلاث سنوات!!
بل ان هناك من المتفائلين من يقول ان حظ النجيفي ونجمه سيتألق من جديد وسيكون النصر حليفه عندما يثأر أهالي الموصل لكرامتهم التي استباحها المالكي والاقزام الذين استأجرهم ليكونوا أدواته ، الذين يهوش بهم ، وظن ان ما توصل اليه مجلس النواب عندما أعلن اقالة أثيل النجيفي قد يكون خاتمة المطاف في الحاق الخسارة الباهضة بنينوى وشعبها..ولكن اصرار اهالي هذه المحافظة وشيوخها ووجهائها على المواجهة مع داعش وتحريرها من براثنهم، هي من تعيد الاعتبار لمكانة هذه المحافظة الى سابق عهدها !!
أما طنين الذباب ولطميات البعض من البؤساء ومحاولات بعض الاذناب من نواب واعضاء في مجلس المحافظة لبيعها في سوق النخاسة فلا بد من ان يفشلها ابناء نينوى ونوابها وقيادييها واعضاء مجلس محافظتها الاصلاء..ولتخسأ محاولات استلاب ارادتها..ولن يكون بمقدور عملاء المالكي الصغار الحصول حتى ولو على ( عظمة ) يسدوا بها جوعهم الى سلطة زائفة حقيرة..وليذهب من اراد بيع محافظته الى الجحيم غير مأسوف عليه، والى مزابل التاريخ وبئس المصير!!