23 ديسمبر، 2024 11:25 ص

مرارة الحكومة وصبر القبانجي..!!

مرارة الحكومة وصبر القبانجي..!!

من مهازل السياسة  أن يفتي رجل الدين بأمورها ،  ففي الوقت الذي يتعالى صوت الشعب العراقي للقصاص من الحكومة التي فشلت في تحقيق الأمن والأمان و أزكمت ملفات الفساد أنوف العالم اجمع وسيادة الميليشيات والعصابات  وفرق الموت والقتل الطائفي المقيت، يطل علينا   صدر الدين القبانجي،  ويعلن “رفضه” لأي حلول مقترحة لتوفير الأمن تتضمن “إسقاط الحكومة أو تشكيل حكومة طوارئ أو استقدام قوات أجنبية”، مؤكدا أن الحل الأمثل هو “الصبر على مرارة الحكومة الحالية وإسنادها واصلاحها”،  هذا يذكرني  بما قاله  الإيراني علي شريعتي الذي قتل عام 1977   في شقته بالعاصمة لندن حيث قال (( عندما يشب حريق في بيتك .. ويدعوك احدهم للصلاة والتضرع إلى الله… ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن.. لان الاهتمام بغير إطفاء الحريق والانصراف عنه إلى عمل أخر .. هو الاستحمار .. وان كان عملا مقدسا)) ..  يقينا  الصبر على حكومة  فاشلة  وإسنادها هو عمل ينطبق عليه ما ذهب أليه شريعتي.. شعب يذبح يوميا  والموت يحصد الجميع لا فرق بين سني أو شيعي كردي أو تركماني مسلم أو مسيحي أو صابئي .الكل مشمولون بالأيام الدامية في التقويم العراقي  . إلى متى هذا الصبر يا قبانجي .؟ إلى أن يباد الشعب كله.!  الانهيار ليس فقط في الجانب الأمني يا سادة.. التدمير ممنهج شمل كل أشكال الوضع العراقي الفساد ينخر الدولة من الأعلى إلى الأسفل . صعود طبقة سياسية للواجهة  ابسط ما يقال عنها (( طبقة نفعية  ولصوص وسراق)) حكومة  ناقصة  في هيكلها الوزاري وجل وزاراتها  تدار من الوكلاء. حكومة لا تهتم بخدمات المواطن الأساسية من (( ماء وكهرباء وصحة وتعليم  وغيرها ))  حكومة يطل علينا رئيس وزرائها   ويعترف بان أركان حكومته  يكذبون علية ويغشونه  . هل تستحق هذه الحكومة الإسناد والإصلاح.  حكومة لا تستحي ولا تخجل  فهذه واحد من حريم الحكومة تصرح بان  مقتل 800 عراقي خلال شهر يعد انجاز للحكومة لأنه لم يبلغ رقم ألف الذي سجله الشهر الذي قبله . هل ينفع الصبر مع هكذا انهيار  يا سيد قبانجي .؟  الحكومة التي تدار وأنت تعرف من الخارج لا يمكن أن يكون جهدها الإداري في خدمة شعبها . أليس كان الأنفع أن تدعو إلى  تغير واستبدال هؤلاء الفاشلين واللصوص بدل من أن تفتي بالصبر عليهم ..    هل الصبر على حكومة جعلت أطفال العراق أكثر إهمالا حسب  وصف “منظمة أطفال الحرب” الدولية . وهل يجوز شرعا يا رجال الدين  الشيعة والسنة  إسناد حكومة أركانها يتنصلون عن  مسؤولية الانهيار الأمني ويحملون جهات ليس لها علاقة بالأمر  مسؤولية  تلك الانهيارات .. فان كان المستمع عاقل أيها الخطباء يقينا يكون المتكلم جاهل .  والأفضل هنا السكوت الذي يعد من ذهب .. مع التحية