تثميناً لجهود القائمين على الحلف الطائفي المناطقي الذي أنشأه المتدينان (ساكو- الحكيم) ضد البغداديين الأصليين عموماً والسنة خصوصاً، وهو طبعة عراقية عن نسخته اللبنانية الأصلية (حزب الله-عون). والحجة هي تطهير الأحياء البغدادية تحديداً المحيطة بالمنطقة الخضراء (والقصور الرئاسية وتأمين مربع سفارة طهران وملحقياتها الاستخبارية بغطاء خيري وثقافي) من أهلها الأصليين لكونهم تحريضيين، مسكونة عقولهم بنظرية الولاء لصدام حسين، وقلوبهم بنظرية البعث، وأجسادهم بالانتحار من أجل عودة الثنائيان (صدام- البعث). والتهمة الرابعة هي قيامهم بحفر أنفاق توصل بيوتهم بمخادع وأقبية الرؤساء الثلاث- البلاد الوزارة البرلمان- وكافة الوزراء والنواب والمسؤولين على نمط أنفاق (غزة- رفح). وعليه اتفق المتدينان الغير متجانسان بتصفيح هذا المربع وما حوله بدور عبادة وجمعيات خيرية وإغاثية ومستوصفات طبية.. ألخ، من الواجهات الأمنية، تمنع عودة هؤلاء المسكونين بالتعويذات الأربع- سلفاً- إلى بيوتهم ثانيةً التي ستتغير هويتها وتسميتها من ملك خاص إلى عام ومن منزل إلى مقر خيري، ثم تسقط حقوق من وضعت شارة حجز على عقاره بسبب انتماءه المذهبي والحزبي، تحت عنوان بقايا وزبانية وأشباح وملائكة النظام السابق، وبالتالي تغيير ديمغرافية وهوية تلك الأحياء البغدادية من خليط متجانس إلى هجين قابل للتمزق في أية لحظة وتحت أي ظرف.
من هذا المنطلق التسليمي أعلن، مستأذناً، وباسم العراقيين نظام سابق ونظام لاحق، طالباً توثيق هذا الإعلان أمام المجتمع الدولي بوصفه مزور الصكوك الشرعي، فأقول: أنا موافق على حدود سايكس بيكو الحكيمية، وحدود بيرسي كوكس الساكوية، وحدود بوتين وأوباما وروحاني، وكل حدود يمكن أن يرسمها المزورون الجُدُد للتاريخ والجغرافيا.
موافق، موافقون، ووافقنا: على بقاء هذه الطغمة- الدينية والسياسية- الحاكمة التي تسرق الكحل من العين، وكل هؤلاء الحكام العلماء الأجلاء الأفاضل، الحاكمين بأمر آمريهم.
موافق، موافقون، ووافقنا: على إلغاء العروبة وردها إلى أُصولها الجاهلية، وعلى السكوت عن كل ما أمر به الإسلام من العدل والشورى وما أوجب من حقوق للناس.
موافق، موافقون، ووافقنا: على أن ننحني أمام السادة الجُدُد- القدامى، وأن نقبل أيدي طويلي وقصيري العمر، وأن نخضع للجهل مالكاً وحاكماً وولياً للأمر، ولمهربي المخدرات والعاهرات والسجناء أحراراً يملكون ويأمرون، ولدعاة الحرية عبداً يتسولون وينفون في الأرض.
موافق، موافقون، ووافقنا: على كل ما يريد (عمار الحكيم) والمطران (ساكو) مروراً بالمالكي، وتلزمنا به الحوزة وشيوخها. موافقون على أن الأرض ثابتة لا تدور، وأن القمر نور، وأن الحمار غزال، والقرد ملكاً للجـَمال والجـِمال والبـِغال.
موافقون على أن يجيء من سيجيء، ويذهب من سيذهب. موافقون على أن العراقيين ليسوا شعباً، وليسوا بشراً، وأن أهل السلطة ومعمميها هم سادتنا وشيوخنا وآلهة تمرنا. موافقون على أن الله خلق نوعين من البشر: نوعاً ليحكـُم وآخر ليُحكـَم وأن نوع الحكام الذين هم أنتم، مختلف عن نوع المحكومين الذين هم نحن.
موافق، موافقون، ووافقنا: على أن كل هذه الدمى التي تتحرك على مسرح العرائس وزواج القاصرات والمسيار والمتعة هي الصح ونحن الغلط.
موافق، موافقون، ووافقنا: على أن همسكم أمر، وأنكم مصدر الوحي والتوجيه والسلطة، نبصم على ما تأمُرون وتؤمـَرون به، ونرفض ما ترفضون مما يراد منكم أن ترفضوه.
موافق، موافقون، ووافقنا: على أن حصار أهل غزة وحمص وديالى والموصل والأنبار عدل وحكمة وشرعي، وأن من مهمات شرعيتكم الدولية أن تضع وترفع، وأن تعطي وتمنع، فلا راد لقضائها لأنها استولت على قضاء الله وقدره، فهي القضاء والقدر، وهي مانحة الحياة وواهبة البقاء أو الفناء.
موافق، موافقون، ووافقنا: على كل ذلك يا سيدي يا عمار الحكيم ونيافة المطران ساكو. فهل رضيتما، وهل تتلطفان وتتكرمان علينا بالموافقة على أن نودع أملاكنا وعقاراتنا وذكرياتنا قبل أن تصادروها وتنقلوا ملكيتها لإسم الرب والحوزة.