احاول في هذا الجهد المتواضع ان اسلط الضوء على مرحلة صعبة من تاريخ العراق مستعيناً بأشخاص لديهم معلومات موثقة احاول ان أقاطعها مع بعض خدمة للحقيقة وأهمل منها غير المقنع والمتجني والشامت، فنوري المالكي وبجردة حساب منصفة له لابد ان تتم مراجعة فترة حكمه الثمان سنوات التي حكمها بموضوعية ليس للنيل منه وإنما من أجل العراق ومستقبله وتاريخه ولكي لا نتحدث تحت ضغط وتأثير العواطف الطائفية او الشخصية وإنما بتجرد منصف للرجل وللتجربة ولنوثق للتأريخ هذه الحقبة التي تمتد من ٢٠٠٦-٢٠١٤ من تأريخ العراق وأدعو هنا من يقومني او يصحح من خطأ يراه للتوثيق وليس للرأي، فالآراء حول الرجل متضاربة ويصدم بعضها بعضاً فمنهم من يحبه ويعشقه ولا يرى فيه من خطأ وان كان فيه بعض منه فإنه يلتمس له العذر، وآخرون يرون فيه أخطاء متراكمة وأزمات مفتعلة لم يكن مضطراً لها بل هي جزء من عقليته وفكره، وهذا أيضاً يدخل في باب الرأي وهو ليس موضوعنا هنا.
ثاني عشر- استهداف الأشخاص: مارس المالكي سياسة متذبذبة باستقطاب حاد، فخلق لنفسه خصومات قوية جداً، وفي نفس الوقت فأنه صنع أشخاصا لا أحد يذكرهم ان هم غابوا وليس له وجود يُذكر عند حضورهم، فقد استهدف خصمه عادل عبد المهدي باتهام خطير روج له عبر وسائل الاعلام في محاولة بإسقاطه سياسيا بأنه رتب عملية سطو مسلح على بنك في منطقة الزوية ببغداد راح ضحيته ٤ من القتلى ، بينما قام عبد المهدي بأعلام المالكي حال وقوع الجريمة بالذهاب بنفسه بعز الظهيرة لاطلاع المالكي على المشتبه بهم وهم من حمايات عبد المهدي، وقام باستهداف واتهام رافع العيساوي في قصة مشهورة استطاع رافع ام يستثمرها بذكاء ويشعل الأنبار والفلوجة غضباً على المالكي الذي بعث وسطاء للعيساوي يسترضيه، لكن الأخير امتنع مما حدا بالمالكي ان يصدر أمرا قضائياً عليه ليمنعه من الترشح للانتخابات، وقام بابتزاز النائب شعلان الكريم بتسجيل فيديو ليبتزه ويشتري سكوته لكن الأخير كان أذكى من المالكي وأخيرا استهداف علي الدباغ الذي كان واحد من رفاق دربه حيث لفق له تهمة لإخراجه من وظيفته بتشويه سمعته كما مر ذكره سابقا، وبنفس الوقت فإنه قد أظهر للوجود أشخاصا مثل طارق النجم الذي كان مختبئا في احد زوايا لندن لاجئا سياسياً يعد أيام عمره وإذا به مديرا لمكتب رئيس الوزراء وله صلاحيات مطلقة في صرف الأموال والعقود والتوظيف ثم مرشحا وخليفة محتملا لرئاسة الوزراء، لكن بعض المصادر تؤكد بأن المالكي كان يخفيه كورقة أخيرة لكن حزب الدعوة تدارك الامر وتلاقفها من المالكي ، هناك أمثلة كثيرة لأشخاص مغمورين رفعهم المالكي للذروة وكانوا مدافعين بصلابة عنة مثل النائب ( او النائبة) الرفيق حنان الفتلاوي والرفيقة مريم الريس اللاتي كن يدافعن عنه لآخر رمق، لان وجودهم من وجود الرجل. هذا غير راضي الراضي وعبد الرحيم العگيلي وسنان الشبيبي وحسين الأزري وصباح الساعدي ومنير حداد الذي أستهدفهم المالكي بطريقة بوليسية واضحة عن عناوين الكيد السياسي الذي برع المالكي وطاقمه في إستخدامه بجرأة ولكنهم فشلوا في تبريره وتسويقه للرأي العام. يضاف لهم المئات من الذين أستهدفهم صبيان المالكي واتباعه بظلم غير مرئي وغير واضح.
[email protected]