17 نوفمبر، 2024 1:52 م
Search
Close this search box.

مذكرات نقابي عراقي في الجمهورية الإسلاميَّة

مذكرات نقابي عراقي في الجمهورية الإسلاميَّة

مُذكّرات النقابيّ العِراقيّ «حيدر الشَّيخ علي»

، بمُناسبة إطلاق الأمن العِراقيّ سَراح الناشِط طالب الحقوق «باسِم خزعل خشّان» على أرض شَرارَة ثورَة 1920م العِراقيَّة الاُمّ الرُّميثة في المُثنى أفقر مُحافظات العِراق لَلَّتي يُعاني أهلوها سوء الخِدمات اُسوَةً بسائِر مُحافظات العِراق ومُتهم مجلِس مُحافظة المُثنى بَدءً بالفساد وانتهاءً باستبدال الأسم الأصل الأوَّل الجَّميل لكورنيش الفرات «شارع النهر» الباقي في وجدان أهل السَّماوَة.

«حيدر الشَّيخ علي»، شاركَ رئيس لجنة الإضراب والتفاوض«د. عبد جاسم» وآخرين في أوَّل اضراب عُمّالي (عُمّال الزُّيوت) مع بَدء عودَة تسلّط رفاق البعث ومُفاوضه عضو ما سُمّي مجازَاً بمجلس قيادَة الثورَة «صلاح عُمر العلي» الذي أمرَ بهجوم أمن البعث لكسر الإضراب قبل انشقاقِهِ عن البعث. أمن الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة في بَدءِ قيام النظام الثوري، ألقى القبض على صاحِب المُذكّرات أواخِر عام 1981م وأودَعه سجن إيفين في العاصِمة طَهران بتهمة الارتباط بمُخابرات عِدَّة دُوَل مِنها جَنوبيّ اليمن مانحة جوازات سَفر للرّفاق الشُّيوعيّين وسوريا قلب البعث النابض. يروي الرّاحِل «فالح عبد الجبار» الَّذي زارَ الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة: “ لسبب ما شعرت اننا كنا السَّبب في انكشافه. لَعلَّ رغبته العارمة في مرافقتنا، (والقيام بدور المضيّف السَّخي) أنسته بعض ضرورات التكتم في أجواء الرَّيبة التي ترافق الأنظمة الجَّديدة، خصوصاً إذا كانت تخوض حرباً داخلية وخارجية. أجهزة المخابرات لم تكتفِ بالسَّعي إلى «قنص» اليساريين العِراقيين، بل فتحت ابوب الجحيم على اليسار الإيراني: توده، فدائي خلق. انقلبت الثورة على اليسار الذي دعا إليها وساهم فيها، وأخلص لها. يوم خرج حيدر، بوساطات مِن سوريا (الأسد – الأب) وساطات اثبتت ان لا صلة له بالجاسوسية المزعومة، كان أشد نحافة مما كان عليه. فآثار الأصفاد، والتعليق من السقف، والفلقة والجلد بحبل (كيبل) معدني، لاتزال تحكي ملحمة العذاب. استمعت إليه، يروي الحكاية تلو الأُخرى، بأُسلوبه القَصَصي، العفوي، الشَّيق. في هذه القدرة على السَّرد الجَّذاب لا يجاريه أحد من كُتاب القصَّة، سوى عربي واحد: يوسُف إدريس، تشيخوف العرب (برأيي لا المُتواضع). حتـى تعرف بطل رواية «الآن، هنا» لعبد الرَّحمن مُنيف (الطَّبعة الأُولى 1991) يجب ان تعرف بطلها العراقي. وحتى تعرف بطلها العراقي يجب ان تعرف ديرسو اوزالا بطل المخرج الياباني كيرو ساوا . والعراقي هو حيدر الشيخ علي. كنت اسميه «ابن الأرض»، مُفعم حيويَّة، وذكاءً فطريَّاً، لا تصنعه أطنان من الكُتب، سرعة بديهة وروح مراح، تلتقط مفارقات الحياة. كُلّما شاهدت فيلم كيرو ساوا «ديرسو اوزالا» تذكرت حيدر. ذاك صيّاد ماهر، ابن البراري، العارف بخبايا الطَّبيعة، نذر العواصف وآثار النمور، والضَّواري، في اقاصي سيبيريا. الناجي وسط صحارى الثلج والغابات، المُستأنس بزئير المُفترسات، وحفيف أشجار الغاب، يعجز عن العيش في المدينة، ويُقتل فيها في أوَّل لحظة غفلة. كانت كلماته الحارَّة، المُفعمة بالحياة تتحوَّل في مخيلتي الى صور حيَّة، أولجتني الزّنزانة الانفراديَّة التي تركوه فيها قرابة ثلاثة أعوام او نحوها، كيما يتفكك، وينهار، فيركع عند أقدام جلّاديه، او يُصاب بلوثة جنون. اكتشف الجَّلادون (أصحاب عمائم) انه مِن مَعدِن آخر، لا ينكسر، ولا ينثلم، مِثل مَعدِن كوكب السُّوبرمان:

كريبتون kryptos عُنصرٌ كيمياويٌّ رَمزه= kr.

حكايته في سجن ايفين حكاية جيل كامل من اليساريين الذين قضوا، او تحطموا، او شنقوا، في سجون الفاشيَّة العلمانيَّة والدينيَّة سواء بسواء. سجلت حكاياه، واستنطقته، لحظة لحظة على مَدى أيّام، وتجمعت الذكريات في أكثر مِن عشرَة شرائط (كاسيت)، بثلاث ساعات لكُلّ شريط. اودعني حيدر ذكرياته لأصوغها كتاب وقائع، بلا تزويقات، بلا رتوش: الحقيقة العارية. في مُصادفة (سيئة او حسنة؟) التقيت الرُّوائي الرّاحل عبد الرَّحمن مُنيف وتجاذبنا الحديث على وقعة «سمك مسقوف» أعدّتها شِلَّة مُثقفين عِراقيين جاءوا مِثله إلى المنفى الدّمشقي. حدثته عن ديرسو اوزالا العِراقي، حيدر الشَّيخ علي. التمسَ مُنيف ان يطّلع على مضمون تسجيلات السّجن. كان هذا خريف في مصادفة (سيئة او حسنة؟) التقيت الروائي الراحل عبد الرحمن منيف وتجاذبنا الحديث على وقعة «سمك مسقوف» أعدّتها شلة مثقفين عراقيين جاءوا مثله الى المنفى الدمشقي. حدثته عن ديرسو اوزالا العراقي، حيدر الشيخ علي. التمس منيف ان يطّلع على مضمون تسجيلات السّجن. كان هذا خريف 1988م. بعد عام او نحوه، صدرت رواية منيف: «الآن، هنا». وصلت 3 نسخ هديَّة مِن المؤلف إلى بطل الرّواية حيدر الشّيخ علي (نقلها له الصَّديق انتشال هادي)، تحمل إهداء بخطِّ يد مُنيف: «رُبَّ أخ لك لم تلده أُمُّك». ووصلت نسخة أُخرى لي، هذه النسخة تحمل مُقدِّمة بقلم المسرحي الرّاحل سعدالله ونوس، الضَّمير الثقافي الحيّ. تقع الرُّواية في 3 أقسام: الأوَّل، الدّهليز، مُقدِّمة مُتخيَّلَة عن لقاء يساريين في براغ. الثاني، حرائق الحضور والغياب، والثالث، هوامش أيامنا الحزينة. مضمون قسم حرائق الحضور والغياب منقول نصاً عن مُذكّرات حيدر المُسَجَّلَة صوتيَّاً، كما ان هناك موتيفات مِنها في القسم الثالث. وبهذا اعتمدت الرُّواية اعتماداً شِبه كامل على ذكريات حيدر. كان الاهتمام بتعرية القمع مسّرة لكُلِّ مَن لَه ضمير، ومبعث اعتزاز لنا ان تجد تجربة حيدر طريقها إلى الانتشار. لكن الرُُّواية كما مُقدِّمة ونوس خلت مِن أيّ إشارة إلى صاحبها، صحيح ان مكان وزمان الحوادث أُلغيا تماماً، في إطار ترميز فني او تهرّب مِن الواقع، الّا أنَّ حيدر، شأني انا، اُصيب بما يشبه الصَّدمة بسبب إغفال ذكر مصدر القصَّة الذي اُخذ في شَكلٍ نصيّ. ما السَّبب في إلباس هُويَّة البطل طاقية إخفاء او إغفال المصدر؟ هل الاعتقاد بأن مِن حقّ الرُّوائي أخذ كل ما يصادفه، نوع من الاعتقاد بامتلاك الأشياء بمجرَّد ان يقع بصر المرء عليها؟ ام الاعتقاد بأن تحرير المادة فنيَّاً يُلغي حقّ انتسابها إلى الآخر؟ أم إغفال غير مقصود؟ ام إقصاء لهُوية الشُّيوعيّ (ناكر الذاتيَّة لادعاء موضوعيَّة التنظير الماركسي!) بدافع تحزّب أيديولوجي؟ لقد رحلَ

(أبُ الصَّعاليك عُروَة بن الوَرد Robin Hood)

مُنيف ولَن نعرف جليّة الأمر. لَعلَّه اودع مكنونه لشخص ما، سنظل بانتظاره حتى لو كان

عُرقوب/ غودو Waiting for Godot، بالفرنسية En attendant Godot مسرحيَّة الكاتب الآيرلندي بيكيت Samuel Beckett!

لكن الثابت ان حقّ المِلكيَّة الفكريَّة غائب. مُنذ نحو عقد مِن السَّنوات، ترك حيدر (مِهنته) مَنصبه (وَزير النقل) في حكومة إقليم كُرد العِراق. وتخلّى مؤخرَاً عن موقعه في أعلى هيئة قياديَّة للحزب الشّيوعيّ العِراقي طَواعية، فاسِحاً الطَّريق، بملء إرادته للجّيل الشّاب. ومُنذ عقد أيضاً يُقاتل مرضاً عضالاً بهدوء نادر. قبل أيّام (25 آذار) 2017م اتصل بي هاتفيّاً مِن أربيل مُتذكّراً مِحنته في السّجن ومِحنته في سلب هُويته وتجربته. ها أنذا أُدوّن شَهادتي”. أقرَّ طالباني نائب برزاني في كلمة خلال مراسم إقامة النظام الإلكتروني في وزارة التعليم العالي أن “حكومة الإقليم حذفت 50 ألف اسم وهمي كانوا ضمن سجلّات مُوظفي الإقليم خلال عمليَّة تسجيل البايومتري، وأنَّ “ مُلاحقة الأسماء الوَهميَّة سُتستمرَّة !”.

على نحو 7 مُؤسسات ومجلس النواب استراداد الأموال العِراقية المُهرَّبة إلى الخارج، مجلس النواب ناقش هذا الملف العام الماضي بحضور الأطراف المعنية مِنها وَزارتي الخارجيَّة والدّاخليَّة وجهاز المُخابرات وديوان الرّقابة الماليَّة والبنك المركزي وهيئة النزاهة، واستمعنا الى تقارير تلك الجهات لكن لم نخرج بشيءٍ جديد، عدا نسبة ضئيلَة مِنَ الأموال تمَّت إعادَتها إلى العِراق، وثمَّت تسيّب وعجز واضح وعرقلة مِن قِبل بعض الجّهات، فضلاً عن عوائق قانونية تفتعلها الدّول التي تُريد ان تستولي على تلك الأموال لأطول مُدَّة مُمكِنة. ومجلس مُحافظة نينوى، في 23 كانون الأوَّل 2017م طلَبَ رسميَّاً مِن الرَّئيس « د. حيدر العبادي » سحب اليد عن المحافظ “ نوفل العاكوب بسبب ملفات فساد واستقدامه مع سَلَفِه النّاهِب الهارب نجم الدين كريم ”.

27 شباط 2018م بيان مكتب الرَّئيس « العبادي »، “ العبادي استقبل في مكتبه أمين عام مُنظمة شرطة Interpol الدّوليّة، المُحاميّ الألمانيّ Jürgen Stock (مولود 4 تشرين الأوَّل 1959م)، وجرى خلال اللّقاء مُناقشة تبادل الخبرات وبناء القدرات بجرائم المعلوماتيَّة والتواصل الاجتماعي وغسيل الأموال والإرهاب، والعمَل مع العِراق في حملتِه لاستعادَة الأموال المُهرَّبة و استعادَة المُجرمين الهاربين ”.

لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (سورَةُ الحاقة 12). أنشَأَ أبُ العتاهيهْ، إلى لخليفة المَهدي عن الواقع الاجتماعي الذي تعيشهُ الرَّعيَّة، فأنشَدَ لسَماحَةِ الإمام:

مَن مُبلغٌ عني الإما * مَ نصائحًا مُتواليهْ

أني أرى الأسعارَ أسـعا * رَ الرَّعية غاليهْ

وأرى المَكاسِبَ نزْرَةً * وأرى الضَّرورَة فاشيهْ

وأرى هُموم الدَّهر را * ئِحة تمرُّ وغادِيهْ

وأرى المَراضعَ فيهِ عن * أولادِها مُتجافيهْ

وأرى اليتامى والأرا * مِلَ في البيوتِ الخاليهْ

مِن بين راجٍ لم يزل * يسمو إليكَ وراجيهْ

يشكونَ مجهدَة بأصوا * تٍ ضِعافٍ عالـيهْ

يرجونَ رِفدَك كي يرَوا * مِما لقُوه العافـيهْ

مَن يُرتجى للناس غيرَ * كَ للعُيون الباكيهْ؟

مِن مُصبياتٍ جوَّعٍ * تُمسي وتُصبح طاويهْ

مَن يُرتجى لدفاع كرْ * ب مُلمَّة هيَ ماهيهْ

مَن للبطونِ الجَّائعا * تِ وللجُّسوم العاريهْ

مَن لارتياع المُسلميـ * ن إذا سَمِعنا الواعيهْ؟.

فشَلُ اليسار اُمَميٌّ وفي اليونان فشلُهُ بامتياز فضلاً عن الفساد على حِساب الشَّعب

وَزيرَة الدَّولَة لشؤون العمَل في اليونان، اُقيلت بعدَ كشف استحواذها على بدل سكنٍ 1000€ شهريَّاً مُنذ نحو سنتين، مع أنها ميسورة الحال والاُسرَة، وهي جامعيَّة في إجازة مِن «ليفي إيكونوميك إنستيتوت)» بكُلّيَّة بارد في ولاية نيويورك مُنذ التحاقها بالحكومة في كانون الثاني 2015م، ولا تملك منزلاً في أثينا. وقالَت أنَّ جُلَّ ما فعلتْه الإفادَة مِن قانون يمنح بدل سكن للنّواب والوزراء. زوجُها “ ديمتريس بابا ديميتريو”، وَزير الاقتصاد مُنذ تشرين الثاني 2016م، أعلن عام 2015م أنه يملك 2.7$ مِليون دولار، وأن دخله السَّنوي تجاوزَ 450$ ألف دولار، وحتى مساء الإثنين، لم يُدلِ بأيّ تعليق على استقالة زوجته، وغير قلق حيالها. ونقل التلفزيون الرَّسمي عن تسيبراس قوله عن أنتونوبولوس، إن قرارها طلب تعويض لم يكن “لائقاً”. كما ندَّدَ الناطِقُ الرَّسميُّ باسم الحكومة، ديمتريس تزاناكوبولوس، أمام البرلمان، بـ”إساءة استخدام” وزيرَة الدَّولة لمادَّة في القانون تُجيز بدل السَّكن الَّذي أعلنت الحكومة الإلغاء الفوريّ لَه للوزراء غير النّوّاب، مِثل أنتونوبولوس. وأعلن مكتب رئيس الحكومة، ألكسيس تسيبراس، اليساروي الرّاديكالي، أن تسيبراس، “قبِل استقالة” الوَزيرَة رانيا أنتونوبولوس، بعد ساعات فقط على إعلانها استعدادها لردِّ 23 ألف يورو، تلقَّتها كبدل سكن خلال العامين الماضيين 2016م، وقالت في بيان لَها: “لم أُرد قطّ إهانة الشَّعب اليوناني”، في إشارةٍ إلى الوَضع الاقتصاديّ السَّيئ و أنها “تتفهم استهجان الرَّأي العام”؛ لكونها تلقَّت بدل السَّكن مع أنها ميسورَة الحال، إذ أعلنت عام 2015م، لدى دخولها الحكومة، أنها تملك أسهُماً بقيمة 340 ألف دولار، وأنَّ دخلها السَّنوي 70€ ألف. واكتفى مكتب رئيس الحكومة بتوجيه “شُكر!” إلى الوَزيرَة على عمَلِها في الوَزارَة.

https://kitabat.com/2018/02/28/عض-ووعظ-بضرس-سن-العقل-على-الوطن-الأ/

أحدث المقالات