مذكرات شخصية عن يوم 2 آب 1990 يوم دخول الكويت

مذكرات شخصية عن يوم 2 آب 1990 يوم دخول الكويت

من ذكرياتي الشخصية …

كنت في تلك الفترة أعمل كمدير حسابات في شركة أهلية هي ( شركة الولاء للمقاولات العامة المحدودة ) وكان مقرها قرب دائرة الجوازات القديمة ومستشفى العلوية للولادة .. بالقرب من ساحة الاندلس ببغداد .. وكنت موظفاً بدوام مسائي – وكان مالك الشركة ومديرها المفوض هوالسيد ( عطا عبد سرهيد الربيعي _ وهوبالاصل ضابط طيارهليكوبترمتقاعد ) .. وكان لدى الشركة عدة مشاريع للمقاولات وبضمنها مشروع بناية الدفاع المدني في البصرة ( منطقة الجمهورية ) .. وكان المدير المفوض يكلفني بين فترة وأخرى بالذهاب إلى البصرة .. لإجراء الحسابات ونتائج الذرعة مع المهندسين هناك وكان سفري يتم بواسطة طائرة الخطوط الجوية العراقية وكان سعر تذكرة السفر ب ( 25 خمسة وعشرون دينارا ) والسفر يكون من مطار المثنى ببغداد ( مقابل متنزه الزوراء ) الى مطار البصرة … ولكن ماحدث .. حيث كلفني المدير المفوض يوم 1 آب 1990 ان اسافرالى البصرة .. وعلى ما اتذكر كان ذلك اليوم هو العاشر من محرم .. وعندما ذهبت إلى مطار المثنى مثل كل مرة لقطع التذكرة مباشرة من المطار.. تفاجأت بأن أخبروني في المطار بعدم وجود طيران لهذا اليوم .. وحتى الموظف المختص لا يعرف السبب .. فرجعت الى البيت واتصلت بواسطة الهاتف الأرضي بالسيد المدير المفوض .. فكلفني بالذهاب الى ( گراج النهضة ) وركوب (نفرات ) بسيارة تكسي . المهم ذهبت الى ( مرآب – گراج النهضة ) وكانت السيارات نادرة جداً .. بسبب يوم العاشر من محرم .. وعثرت على سيارة تكسي وسألت السائق عن سعر الأجرة .. فأخبرني وحقيقة ذهلت .. وقال ( 30 ) ثلاثون ديناراً أي أغلى حتى من اجور سعر تذكرة الطائرة .. فحقيقة انا بدأ الشك يساورني اذا ما دفعت هذا المبلغ خوفاً من أن يتم الشك بهذا السعر المبالغ فيه .. فلجأت الى أحد المحلات القريبة من الگراج لغرض الإتصال هاتفيا بالمدير المفوض وابلاغه عن أجور سيارة التاكسي المرتفع .. فقال لي سافر وتصل بالسلامة … وتأخر تحرك السيارة الى ما بعد منتصف الليل بسبب ندرة الركاب وغلاء الأجرة .. وبعد ذلك اكتمل العدد …

وفي الطريق وبعد الفجر وعندما مرورنا بطريق اعتقد الطريق الرابط بين محافظة العمارة .. والبصره .. وعلى ما اتذكرمررنا بمنطقة تسمى ( الشافي ) ان لم تخني الذاكرة بالاسم .. شاهدنا هناك طائرات من نوع هليكوبتر متعددة تجوب السماء .. فمنا من قال ان الحرب مع ايران قد عادت .. ومنا من قال حالة تدريب … الخ المهم وفي الصباح وعند وصولنا الى العشار .. ذهبت الى الى فندق ( حمدان ) … ووضعت حقيبتي الصغيرة في الاستعلامات .. وسألت احدهم عن سبب وجود اجواء غير طبيعية في اجواء البصرة .. فقال لي احتمال وجود ( انقلاب ) في الكويت … وانا حقيقة افتكرت الى إن هناك خلافات بين شيوخ العائلة الكويتية … المهم ذهبت بعد ذلك الى ( گراج السيارات ) لإجل الإنتقال الى محلة الجمهورية حيث الجهة التي أريد الوصول اليها (مشروع بناية الدفاع المدني).. والمفاجأة حدثت وأنا في داخل ( الگراج ) بانتظار إكتمال عدد ركاب الحافلة لتحركها .. وإذا ببيان من إذاعة بـغـداد ، وكان يذيعه على ما أتذكر المذيع ( مقداد مراد ) .. وكانت خلاصته هو دخول الجيش العراقي الى الكويت وسميت فيما بعد ب ( المحافظة 19 ) … وسمعت وأنا في ( الگراج ) الهلاهل من قبل بعض من كان متواجدا في المكان .. وبعد ذلك ، وبعد وصولي الى المكان المطلوب والإلتقاء بالمهندس ( حقيقة لا اتذكر اسمه ) .. وأكملت الإجراءات المطلوبة مني من قبل المقاول … عدت قبل الظهر الى مركز العشار وتجولت في الأسواق .. وخاصة سوق يسمى ( سوق حنا الشيخ ) .. فهنا وجدت الظروف قد تغيرت والوجوم واضح على الوجوه ، بغير التي وجدتها فرحة في الصباح قبل عدة ساعات .. و… علمت من أحد اصحاب المحلات في هذا السوق ان الحكومة طلبت التحاق الجيش الشعبي فوراً كذلك تم طلب عدة مواليد من جنود الاحتياط . وهذا ما سبب عدم ارتياح الناس .
تلك هي اللحظة التي كانت بمثابـة بدايـة مرحلة ســوداء قـادت العراق الى الحصار والظروف الإقتصادية التي عانى منها الشعب لسنوات .. وبعد ذلك جاء المحتل بقيادة أمريكا في عام 2003 … ووصلنـا إلى ما نـحـن عليه اليوم . وهذه هي ذكـرياتي الشخصية عن يوم 2 آب 1990 .