23 ديسمبر، 2024 12:44 ص

مذبحة الفلوجة الثانية – الله لايسمع مني

مذبحة الفلوجة الثانية – الله لايسمع مني

أعترف بانني اعيش حالة ذهول لما يجري في الرمادي والفلوجة وديالى. فبالرغم من معرفتنا بان السلطة في العراق مغتصبة الان من قبل مجاميع من المتعطشين للمال والجاه والقوة و يتقدمهم قائد اخرق فان مصدر الذهول هو مدى تعطش هؤلاء للدماء وتماديهم في القتل والانتقام. سياسيا قد يفسر ايضا بان مايجري من من قتل وحرق وتهجير مئات الالوف من العراقيين هو كسر شوكة هؤلاء الناس واذلالهم لا لشئ الا لانهم “ينتمون” لمكون معين “معسكر يزيد”. واذهل اكثر عندما ارى بان نصف البلد غارق في حرب دموية ويحترق ويعاني من التهجير والاعتقالات العشوائية والتنكيل لايشعر بها ولايتعاطف معها نصف البلد الاخر. حتى المرجعيات الدينية التي بدأت تنصب نفسها مرجعيات سياسية وتقترب من منهج ولاية الفقيه لايهتز لها جفن بل ويبدوا انها تبارك مايدور وهذا نذير شؤم و امر لايبشر بالخير. 
ألاحداث التي قد تترتب على اجتياح الفلوجة وارتكاب مالاتحمد عقباه (وسوف يحدث ذلك اذا اجتيحت) قد تتسارع الاحداث وتخرج عن نطاق السيطرة و بشكل يفاجئ السلاحف السياسية العراقية. واجزم بان ألامور سوف لن تخرج عن احد التطورين التاليين واحلاهما أمر من العلقم. ألاحتمال الاول هو قيام هياج شعبي عام يشمل المناطق السنية العراقية كافة من شمال بغداد حتى الموصل يؤدي الى انهيار القوات العسكرية الحكومية التي ستنسحب سريعا باتجاه بغداد لتامين سلامتها. وفي بغداد قد يحدث ما لااريد ولاغيري كما اظن يريد حتى التفكير فيه. وليس في محله الان تطوير هذا السناريو الذي ستسوده فوضى كاملة وحروب عرضية وتدخل الكورد واستغلال الوضع المأساوي لاحتلال مايرونه بانها مناطق تعود لهم…
التطور الثاني المحتمل وهو الاقرب الى الواقع هو سيناريو الوضع السوري. وكحرب البسوس او داحس والغبراء ستستمر المواجهات بين العشائر والمجاميع المسلحة من جهة والقوات الحكومية المدعومة من المليشيات الموالية لها و لفترة طويلة. التدخلات من قبل القوى الاقليمية والدولية ستزداد وتستعر كمن يصب البنزين على النار ولسوف تحرق هذه الحرب الاخضر واليابس. ولكن اليس هذا هو هدفها المرسوم لتدمير العراق واذلال اهله.
الموضوع الاخر الذي اود ان اتطرق اليه هو التذكير بحقيقة كنت قد نوهت اليه سابقا. في عالم السياسة ومن تجارب الشعوب  نعرف بان الحكام الذين توغلوا وتورطوا بالفساد وتلطخت اياديهم بالدماء يتمسكون بالسلطة حتى الموت. التمسك بتلابيب القوة وبكل الوسائل المتاحة هو الحل الوحيد الذي ينجيهم من الحساب وربما الاعدام أو قضاء بقية حياتهم في غياهب السجون. هل سيترك المالكي السلطة ويثبت ان علم السياسة محض هراء؟ لاأدري ولكن اللى يعيش يشوف.