18 ديسمبر، 2024 7:47 م

مد وجزر انتخابات الاطباء / 2

مد وجزر انتخابات الاطباء / 2

نقابة تحت الصفر
• نحتاج مناوراً ذا قلب حنون على زملائه.. ينكسر رقة لمعانتهم، ويشتد متصالبا في الدفاع عنهم إزاء الآخر كي ينتشل (الاطباء) من الحضيض النقابي.
• نحن إزاء مسؤوليتنا، في حسن تدقيق مجريات الأحداث السائرة نحو إبرام الإنتخابات، كما لو أنها مكيدة، او فخ يتفجر تحت أقدام الأطباء، ليصفو الناخبين ضحايا والمقترعين شهداء، لصالح وقحٍ يخدع زملاءه!
تطوع لفيف من الزملاء.. في نقابة الأطباء العراقيين؛ لتشكيل مجاميع، تعمل من أجل الترويج والتثقيف بغية حث عموم أعضاء الهيئة العامة، على الاشتراك في فعاليات النقابة وأنشطتها، تهيئة للأنتخابات، بعد السبات الطويل الذي مرت به لأسباب… كثيرة.
إستعادة الروح المقبلة على التفاعل مع نشاطات نقابة الأطباء، بحاجة لحرث أرضها السبخة وتحويلها الى خصبة، يزهر أي نبت يبذر فيها، مثمرا بشكل يخلق أجواءً عابقة بعطر التفاني في العمل والمواظبة على التقدم في (كسب المنجزات).
قوست شبه الجملة (كسب المنجزات) لإيماني بمبدأ الباشا.. نوري السعيد: “خذ وطالب” ففئة الأطباء بين مطرقة المراجعين الذين يريدون علاجا شافيا، وسندان وزارة الصحة، التي تعد جزءاً من حكومة أهملت الدولة وعنيت بنفسها؛ ما  يلزم النقابة بالسعي لكسب حقوق الأطباء.. إستخلاصها من مخالب الحكومة، ممثلة بوزارة الصحة، وبالتالي يعود النفع على المواطن، بتوفير مستشفيات مثالية، متكاملة الأداء لا يموت فيها مريض لإفقارها لخافض حرارة… فتنتاب الهستيريا أولاده ويلعنون سنسفيل الدولة، بدءاً بالطبيب الذي أمامهم وبين يديهم، وقد أسقط بيده.. كفؤاد أم موسى.. فارغ هواء!
هذا إنموذج واحد، من سلسلة معضلات تجابه الأطباء، وتقمص النقابة دور حمايتهم، كأولى الأوليات، التي تليها أولويات ثانية وثالثة ورابعة.. حد إنقطاع النفس، وحمايتهم ليست بنصب شرطي يذود عنهم، إنما بتنظيم علاقتهم مع المرضى، بما يرضي الله، ويحث الحكومة على تقوى الرب، في ما تفسد فيه من وطن.. لم يكن صافيا كالزلال ولا كعين الديك او نبع ماء في الجبال، لكن نتمناه وطنا يحنو على أبنائه، ويغير من جلافة الطبع، المتبادل من طبيب لا يجد ما يبرر به عجزه عن معالجة المريض، في مستشفيات الحكومة الخاوية، إلا التعالي، ومريض لم يعد أمامه سوى العنف سبيلا يائسا عقب وفاة مريضه، او تدهور حالته.. يائسا؛ يتجه للهند او دول الجوار!
كل هذه تحمل أوزارا من العبء المضاعف على نقابة تحتاج رجالا مهنيين أشداء، قادرين على مواجهة التحديات المركبة، أضعافا مضاعفة، وليس مجلسا نصف نائم لا يستيقظ إلا للحمام عائدا لـ…
عودا الى جهد متطوعي التثقيف الإنتخابي، المتفانين في لم شمل الهيئة العامة، حول النقابة، أقول.. لقد أسفر عملهم عن نجاح المرحلة الاولى من الانتخابات، التي نتج عنها أعضاء المؤتمر العام للنقابة، والبالغ عددهم.. تقريبا ٢٤٠ من متممين واعضاء مجالس المحافظات ورؤساء الفروع، يمثلون الهيئة العامة.. المراقبة لنشاطات النقابة والراصدة لحركة الهيئات القيادية ومحاسبتهم وسحب الثقة منهم اذا اقتضت مصلحة العمل النقابي.
مستفيدين من كون قانون نقابة الاطباء العراقيين، في مواده كافة ونظامها الداخلي، ينصان على أن الإنتخابات فردية.. بعيدا عن القوائم، وأعضاء المؤتمر العام كلهم متساوون في الحقوق والواجبات والمستوى، لا قائد ولا مقود ولا موجه ولا متوجه، لا أحد صاحب فضل عليهم، حسب قانون النقابة الفردي، الذي أقصى القوائم والمجاميع التشجيعية.. رسمياً، ومن يخالف يضع نفسه تحت طائلة القضاء…
…نقطة.. راس سطر…
…من حق اي زميل من أعضاء المؤتمر الترشيح او اختيار من يراه مناسبا، من دون ضغط الإملاءات، المصوبة عليه، من هذا الطرف أو تلك الجهة، التي توهمهم بأن لها الفضل في وصولهم للمؤتمر العام، وهذا غير صحيح؛ لأنه يناقض قانون النقابة ونظامها الداخلي.. كما أسلفنا.. إذ من غير الصحيح تطبيق نظام القوائم، الذي يتعارض مع إستقلالية القرار ويؤدي الى مصادرته بحجة الوفاء لقادة القوائم.
وليعرف لجميع، أن العمل تطوعي وغير مدفوع الثمن، ولا فضل لجهة على أحد.. إن أقربكم عند الله أتقاكم، و… نفس عصام سودت عصاما.. وعلمته الكر والإقدامَ
حقيقة وليس ترنما شعريا، نحتاج مناوراً ذا قلب حنون على زملائه.. ينكسر رقة لمعانتهم، ويشتد متصالبا في الدفاع عنهم إزاء الآخر، ولنا في الاولياء والمصلحين  إسوة حسنة، بما لهم من فضل في رفع العراق من الصفر ونقابتنا الآن تحت الصفر، لذا فهي بحاجة لمن يملك القوة والمعرفة  كي ينتشل (الاطباء) من واقعهم النقابي المتدني.
وهذا شأن يضعنا إزاء مسؤوليتنا، في حسن تدقيق مجريات الأحداث السائرة نحو إبرام الإنتخابات، كما لو أنها مكيدة، او فخ يتفجر تحت أقدام الأطباء، ليصفو الناخبين ضحايا والمقترعين شهداء، و… فاز باللذات من كان… وقحا يخدع زملاءه!